الثلاثاء، 18 مارس 2014

حتى لا يطير الإلهام

حتى لا يطير الإلهام

مساء الخير عليكم ..

من قلب الغرفة احدثكم .. واسرع فى الكتابة حتى لا يطير الإلهام !

تردد كثيراً فى بداية هذا المقال فى قضية "هل اكتب بالفصحى ام العامية" وبعد تفكير مرير والاطلاع على تاريخى مع كتابتى فى الفصحى والعامية وجدت ان "ما اسخم من ستى إلا سيدى" يعنى من الاخر .. خربانة خربانة ! عشان كده قررت انى اكتب بالعامية .. لما فيها من سلاسة وليونة .. مع حبى للفصحى بالتأكيد ورغبتى وامنياتى ان اكتب بالفصحى بطريقة جميلة وسلسة زى العامية كده تمام فى المستقبل القريب !

الحقيقة .. فى مواضيع كتير ممكن افتحها واتكلم بيها .. معظمها مواضيع شخصية ومتخصكوش فى حاجة .. عشان كده مش حكتبها ! بس الشئ اللى ممكن اطرحه على حضراتكم يا افاضل يا محترمين .. ان "هل بسبب الحب اتغاضى عن كل شئ ؟" ، حيطلع واحد دلوقتى يقولى "يابيه الحب أعمى" .. حقوله الأعمى ده يبقى الحج والدك .. لان يوجد مثل اخر بيقول "من الحب ما قتل"

يعنى من الاخر حتتعمى وتموت فى سبيل الحب ! الفكرة هل اما تختلف اراء القلب عن العقل .. حضرتك حتمشى مع مين ؟

الصراحة انا بهرتل هرلتة ملهاش معنى .. اكيد حتمشوا مع قلبكم .. لأننا بالحب اتجمعنا *قلب كبير* ، لكن حتفضل ماشى مع قلبك ومشاعرك حتى لو فيه ضرر ليك ؟ حتى لو كان ده فيه إلغاء لعقلك ؟

طول عمرى بتخيل ان الاجهزة اللى فى جسم الانسان دى كانت فى البداية منفصلة .. كل عضو لوحده و فى حالة حرب مع غيره .. لحد اما ربنا حبسهم مع بعض فى جسم الإنسان كعقاب .. ومن ساعتها وفى خناقات وحرب بينهم وامراض ووجع وصراع نفسى وعقلى ..واحنا كنا فى النص متمرمطين بين كل ده .. كل شوية مع اللى يكسب حتى لو كان ضد رغبتنا... عشان كده ربنا نزل الإرادة فى الإنسان وخلاه عنده قدره فى التحكم فى الاعضاء اللى ممكن تأثر على حياته بقرراتهم المتضادة .. اولهم كان القلب والعقل !

ولكن بعد كده القلب والعقل قدروا يتلاعبوا فى الإرادة دى ويدمروا التوازن الإلهى  .. اقعنوا الإنسان انه يختار عضو واحد بس يعيش بيه كجهاز يفكر ويقرر .. وكانت رحمة ربنا ان مش كل البشر اختاروا نفس العضو ! منهم من اختار الحكمة والعقل ومنهم من اختار التهور والحب والمشاعر !

الفكرة هى انت عندك إرادة تختارهم هم الاتنين .. تقدر تكتب فصحى وعامية .. تقدر تتجنن بعقل وتحب بحذر .. تقدر تحسب كل خطوة عنفوانية تخطيها .. تقدر تبقى طفل وشيخ .. كل ده محتاج إرادة !


انك تتحب شخص او شئ حقك .. بس انك تلغى فى سبيله عقلك وتفكيرك والمنطقى ده مش حقك .. لأن من واجبى انى انصحك وانت حر قبلت ام لم تقبل ! 
                                                                           مصطفى الشابي

الأحد، 9 مارس 2014

كُفار العادات

كفار العادات

مساء الخير يا اعزائى

بعد التحية والدباجة والذى منه (مش حتكملوا المقال عشان كتبت ديباجة غلط؟)، اما ببدأ اكتب مش بفكر فى الاسلوب ولا فى الطريقة ولا فى الكلمات اللى بكتب بيها المقال .. اهم شئ بيستحوذ على تفكيرى هى الفكرة .. القضية .. الرسالة اللى عايز اوصلها للناس – ده إذا كان فى ناس يعنى- ، وبعد اما انشر المقال بلاقى دائماً وابداً هجوم على الاسلوب ، الاخطاء الاملائية .. ومحدش بيقرب ناحية الفكرة .. لمجرد ان فى شوية اخطاء ، انا بسميها "عفوية الكتابة".. اخطاء غير مقصودة .. يعنى لو كنت اخدت بالى مكنتش وصلت انى اعملها ولا انك تناقشنى فيها .. غيرى بقى بيسمها "كتابة مبتدئين" ..وانا ارتضى بهذا اللقب والوصف إذا كان ده معناها انى حكون افضل !

وعشان كده لفت نظرى فى مجتمعنا الرائع الذى يكاد ان يكون مجتمع الفضائل وأرض العدل والمثال للتقدم والحضارة اننا دائماً ما نهتم بالمظاهر .. يمكن عشان كده اتسمينا أرض الفضائل .. يمكن لو كنا بنبص جوا النفوس كان حيكون مصيرنا غير كده !

مش بقول ان دول برا مش بتهتم بالمظاهر .. كل واحد فينا عنده فضول انه يهتم بالتانى .. بس بدرجات متفاوتة .. يعنى فى أوروبا والدول المتقدمة بيهتموا بـ"الست دى على الموضة ، الولد ده كيوت ، ريحتك وحشة" حاجات مش حتضرك فى حاجة .. بس هنا .. اجارك الله "راح فين وجه منين ولون غيراته ايه ، واسمها ايه" .. معلومات يمكن انت ذات نفسك متعرفهاش .. ناس مش بترحم .. ومن شوية معلومات سطحية تقدر تحكم على الشخص إذا كان حيخش الجنة ولا النار !

ولكن كل ده كلام معروف والى حد ما مش بتفرق مع حد .. اللى حقيقى غايظنى وحارق دمى الى حداً ما .. هو ان امبارح كان اليوم العالمى للمرأة –المفروض يعنى- .. وكعادتنا "الجميلة" مش بنسيب مناسبة غير اما بنبين للعالم قد ايه مهتمين بيها حتى لو كنا بنتصرف تصرفات على النقيض تماماً .. وده اللى حصل فعلاً .. اما بتشوف شخص بيتكلم على حرية المرأة وحقوقها وان المفروض نحتفل بيها فى يومها العالمى الاقى بعديها بيوم نفس الشخص كاتب حاجات زى "الست اما بتقلع الحجاب بتنزل من نظرى" ، إذا كنت انت وصلت انك بتحتفل بيوم المرأة العالمى من يوم ودلوقتى بتحكم على تصرفات مرأة نابعة من مرأة لمجرد انها مرأة ! .. يعنى مشوفتش مثلاً واحد كاتب "الولد اللى بشرب سجاير بيسقط من نظرى" ، الفعلين ملهمش علاقة بأخلاق الشخص ولا بمكانته عند ربنا .. وحضرتك ملكش انك تحكم على حد سواء شرب سجاير او قلع الحجاب او حتى مشى ملط فى الشارع .. إذا كنت لسه شايف ان الست حجابها هو رمز لعفتها فأسمحلى اقولك انك متعرفش حاجة عن المرأة !

الفكرة واحدة .. المجتمع اللى بيحكم على المقال من خطأ عفوى غير مقصود .. هو هو نفس المجتمع اللى بيحكم على شخص من خلال خطأ غير مقصود .. وحتى ان مكنتش خطأ ولازم يحسسه ان غلطان وكافر لأنه لازم يحسوا انهم أحسن منك .. لأنك تغلبت على قوانين مرسخة فى المجتمع ، على طقوس الناس بتعملها بدون تفكير بمبدأ "هذا ما وجدنا على اباؤنا واجدادنا".

فكر .. قرر .. اعمل .. متخفش من حد .. عشان هم كمان بيخافوا منك.         
                                                                                    مصطفى الشابي