السبت، 28 ديسمبر 2013

قنبلة الموسم

قنبلة الموسم

"قنبلة الموسم"

للأسف ده مش أعلان لفيلم .. دى قنبلة بجد ! ، والصراحة السنة دى كان فيها قنابل بالهبل سواء على الصعيد الشخصى -اللى كنا زمان بنسميها زُنب- او صعيد مصر السفلى !

السنة اللى فاتت كانت مليئة بالكوارث بسم الله ماشاء الله .. وده اللى يجعل بلدنا بلد مُسلية للغاية .. تخيل كده معايا حضرتك اننا فى بلد مفيهاش كوارث ولا مصايب .. قولى كده حتتكلم فى ايه وانت فى المشروع ؟ حتتخانق مع مين فى التورماى ؟ لو حبيت تقطع علاقتك مع حد سخيف .. حتعملها إزاى والبلد مفيهاش احداث ؟ .. شُفت كمية الملل اللى حتبقى موجودة ؟ دى حتى ممكن تؤدى بيك الى الأنتحار ! ربنا طلع بيحبنا اوى يا جماعة !

بس تعالوا نتفق ان السنة دى كان فيها شئ إيجابى .. بغض النظر عن اجازة الصيف اللى اتضربت وقضيناها نوم عشان النور كان مقطوع ولّا رمضان اللى جه ومشى واحنا مش حاسيين ولّا مدام ليلى علوى اللى تخنت فى مسلسلها الاخير .. ان مصر أصحبت بلا أخوان ! ومن ساعة ما فجرنا اول العقبات فى الطريق الى الديموقراطية القنابل نازلة علينا زى المطر .. وده يفسر ان الشتاء اللى ممطرتش فيه غير تلات ايام والباقى قنابل !

إن شاء الله السنة الجاية تكون فتحة خير علينا وننعم بالأستقرار اللى بيقولوا عليه داهونّ ونبدأ نفكر حنعيش إزاى .. بدل ما بنفكر حنموت إزاى وبأنهى طريقة !

******* نصائح لبداية العام الجديد
1 – صلى ركعتين شكر لله انك وصلت 2014 عايش
2 – حاول تحافظ على حياتك .. والأهم تحافظ على مبادئك

                                                                                         مصطفى الشابي

الخميس، 12 ديسمبر 2013

شتا بريحة اليوستفندى

شتا بريحة اليوستفندى


صباح الخير

فى مثل هذا الجو البديع وانا لا استطيع الحراك من "تحت البطانية" اكتب لكم عن معنى هذا الجو بالنسبة لى .. فهذا الجو يا اعزائى تتجمع فيه ذكريات الطفولة جميعها .. وليس كلها !

فأنا اعانى من ظاهرة السفر عبر الزمن متخطياً كل الحواجز العلمية والنظرية ... فمع الجو الـ"مُثلج" هذا وصوت مدحت صالح فى اغنية "النور مكانه فى القلوب" يلعب فى الخلفية يذكرنى بأيام عرض فيلم أمير الظلام والذى كان –بالنسبة لى على الاقل- من أعظم افلام الاكشن فى وقتها ، وأشم رائحة اليوستفندى الذى كنت أكله حينها أشعر على الفور انى عدت طفل من جديد ! .. بالطبع يختلف الامر الأن .. فلم اعد ارى اليوستفندى بقدر ما ارى الكوسة ! .. وحتى إن رأيته .. لن يكون بمثل كفاءته منذ بضعه سنوات !

وعلى صعيد اخر .. أتذكر –ولا اعلم إذا كنت انا الوحيد صاحب هذه العادة- عند هطول المطر ذهابى سريعاً الى النافذة وفتح جزء بسيط من ال"الموتال"يكفى حجم يدى الصغير –او التى كانت صغير- .. واستمتع بقطرات الماء المتساقط من حيث لا أعلم ! فتغمرنى سعادة رهيبة ، بالطبع الوضع اختلف الأن .. فأصبحت مياة المطر الأن تمتزج مياة "المزاريب" .. بمبدأ ربات البيوت "كب ماية فى الزيطة" .. لتكون تلك المياة الغير معلوم مصدرها ممتزجة بأخرى مصدرها .. ورائحتها ليست بالجميلة !

أخر ما اتذكره هو تلك اللذة التى كنت اشعر بها عندما اتغيب يوماً عن المدرسة فى مثل هذا الجو لأجلس فى السرير ومعى كوب النسكويك الدافئ ومتابعتى ل"باص المدرسة السحرى" وبعدها يبدأ عرض فيلم مافيا على "آ ار تى" سينما .. واقول لنفسى "يا سلام .. اما اكبر مش حروح المدرسة وحقعد فى الشتا فى السرير" .. بالطبع هذا الأمنية لم تتحقق .. او بمعنى اصح حتى الأن .. فمنذ وقت ليس بقليل وبعد ان تحررت من قيود المدرسة .. وجدت نفسى فى خير اللهم اجلعه خير فى ثناوية عامة .. تقيدت بقيود الدروس ..حتى تمنيت عودة أيام المدرسة من جديد من شدة ما القيه فى الـ"مشاوير" !

عن نفسى ... كلما أردت ان أشعر بالسعادة والمتعة ليست باللحظة وليست بالطويلة ايضاً .. احاول فى بعض الوقت التحرر من قيود الزمان والمكان والرجوع بالماضى إلى فيلم أمير الظلام وصوت مدحت صالح ورائحة اليوستفندى .. فاليبارك الرب تلك الرائحة !

مصطف الشابي



الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

انا طاير

انا طاير

"انا طاير"

قلت تلك الجملة وانا بالفعل اشعر بأن قدمى قد ارتفعت عن الأرض وقد أصبحت بالفعل مثل طائر .. أبعده جناحه عن كل ما هو سخيف ومقلق وبائس !

مع كل رنة من أصابع القانونجى كنت اشعر انى ارتفع الى سماء جديدة .. كمن غاص فى السجود وفقد شعوره بمن حوله .. ومع كل ضربة على إصبع البيانو الأسود أبتسمت كما يبتسم طفل برئ لا يشغله شاغل سوى الأستمتاع باللحظة !

"حرة"

معزوفة حرة .. كفتاة جميلة أطلقت شعرها فى عنان الهواء وأخذت ترقص وتتمايل بهدوء فى لحظة .. وبعنف فى الأخرى .. لا تستطيع ان تتمالك نفسك سوى بالوقوع فى حبها .. فتتأمل جمالها .. وتصمت عند حديثها .. فالصمت فى حَرَم الجمال .. جمال !

"انا طاير"

استمر ذلك الشعور بعد إنتهاء ما يعرف بال"حفلة الموسيقية" ولكن اسميه انا فى معجمى الخاص "جلسة تطهير النفس" لا يقتصر تطهير النفس من الذنوب فقط .. ولكنه يتمثل فى تطهير النفس من كل ما يأرقها ، من كل ما يعبث بها ويرغب ان يحطمها ..

"انت بتعيط ؟"

سألنى شخص بجانبى عن إذا كنت ابكى .. لم تكن دموعى سوى تعبير عن ما لم تسطتع الكلامات وصفه .. بالرغم إن يدى قد أحترقت من كثره التصفيق ولكن دموعى كانت تعبير عن الإمتنان .. لم تكن المقطوعة حزينة او بها شئ من الشجن بالعكس .. لعل كان فيها بهجة كنت أتشوق لأتجرعها .. فسقطت دموع شُكر

شكراً لصناع البهجة .. شكراً لقاتلين الحزن .. شكراً لمبعثين الأمل .. لكم فى بهجتنا .. حياة !

مصطفى الشابي


الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

من الحب ما قتل


من الحب ما قتل

فى يوم من الأيام فى بلد من بلاد عالم المجرة الثلاثية .. وبعد ان تولى رئيس جديد زِمام الأمور ، تيقن الشعب من ان هناك تغير وفرق سوف يلحظوه .. وبالفعل .. بعد سنة من تولى الحكم .. توجه السيد الرئيس الى مصنع من المصانع التى يعمل بها عمال فقراء الى حد ما .. دخل الرئيس المصنع وهو محاط بمجموعة كبيرة من الناس ومجموعة من الأطفال لا احد يعلم من اين اتوا يقدمون له الورود والشوكولاتة .. وقف الرئيس مبتسم يشاهد العُمال الكادحين وهم يعملون .. وكانوا بالفعل يعملون .. لم يلتفتوا الى الرئيس كما التفت باقى الناس .. علموا بمجرد النظر عندما دخل المصنع انه كمن سبقهم .. يهتم بالمنظر العام ولا يهتم بالعمال .. يرغب فى رسم صورة جميلة للشعب على حساب هؤلاء الكادحيين .. ولكن ضمن هؤلاء الكادحين كان يوجد بضعه عمال .. لا يزيدون عن سبعه يجلسوا ويدخنوا سيجارة ويضحكون .. فبمجرد ان علت صوت الضحكات .. التفت لهم الرئيس ومدير المصنع الذى شاط غضباً عندما رأى هذا المشهد .. وعندما اقبلوا عليهم قال الرئيس للمدير

"ايه مالهم دول يا استاذ محمود .. مش بيشتغلوا ليه ؟"

ارتبك محمود وقال بإستعطاف للرئيس "ابداً يا فندم تلقيهم مريحيين شوية .. اصلهم بيتعبوا اوى !" ثم اضاف بحده فى صوته "يلا يا ابنى منك له كل واحد على شغله"

التفت العمال اليهم فى غير اكتراث وقال زعيمهم "اما نخلص السوجارة يا بيه"

قال المدير بغضب شديد "إزاى تكلمنى كده .. اما اقول كلام يتنفذ يلا على شغلك"

ثم نظر الرئيس الى العمال وقال لهم بصوته الجهورى"جرى ايه يا ابنى منك له .. مش عايزيين تشتغلوا ليه .. انتوا مش بتحبوا مصر ؟"

نظر له زعيمهم وقال وهو ينفخ دخان السجارة "بنموت فيها يا بيه !"

قال الرئيس "طالما بتحبوها يبقى لازم تشتغلوا عشان العجلة الإنتاج تدور والحياة تمشى ونبقى بلد منتجة"

نظر زعيمهم الى الرئيس ثم قال "بنحبها ؟" ثم على صوت ضحكته مع زملائه فأشتعل المدير غضباً قائلاً "انت ولد قليل ادب متربتش .. إزاى تكلم رئيس بالجليطة دى .. قوم اوقف يا حيوان !"

قال زعيمهم "طيب طيب متزعقش يا بيه .. حقوم اهو للباشا"

قال الرئيس فى تعجب "فى ايه .. انت بتعمل كده ليه يا ولد .. عندك مشكلة ؟"

قال زعيمهم "مشكلة ؟ وهى مشكلة واحدة يا بيه ؟ طبعاً ما حضرتك مش حاسس بحاجة .. قاعد تاكل وتزور فى مصانع وتتصور ويجبولك شوكولاتة .. واحنا مش لاقيين حق الدخان .. عارف يا بيه .. انا ميهمنيش اى حاجة من دى .. ميهمنيش اننا نكون منتجين .. ولا يكون معايا فلوس .. ولا ان سيدتك تبقى مبسوط من الزيارة .. عارف ليه ؟
انا اما انتخبتك كنت فاكر انك حتخلينا نعيش .. مش زيك اكيد بس رأى المثل من جاور السعيد يسعد .. بس مشوفناش جديد ..نفس القرف والجهل والتخلف .. انا معايا شهادة .. اوعك تكون فاكر انى فاشل .. بس ملقتش غيرها ! .. لسه بيتحرشوا بأختى وامى يا ريس مع انهم متحجبين ومحترمين ! .. لسه الناس مش واخدا حريتها ! .. لسه فى قطارات بتتقلب واما تيجى تسألهم يقولوا نفس السبب بتاع الحادثة اللى فاتت .. لسه فى محسوبية ووسطة .. لسه فى تأليه للمسئول .. لسه فى اطفال عمر خمسة وستة ويمكن اصغر بيموتوا وهم ملهومش ذنب غير انهم اتولدوا هنا ! كل ده وبتقول انى بحبها ؟ ..

قال الرئيس بحدة وغلظه فى صوته " أفهم من كده انك مابتحبش مصر !؟"

ابتسم الشاب وقال له "ما انا قلتلك بموت فيها يا بيه ... بموت فيها !"


                                                                                       مصطفى زكريا الشابي

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

نظرية فجوة النفس المتدحدرة

نظرية فجوة النفس المتدحدرة
مساء الخير أعزائى القراء .. بغض النظر عن عنوان المقال المعقد للغاية .. فأرجو عدم الأهتمام به .. فهو مجرد عنوان .. فمن الممكن ان يظهر العنوان مُعقد وفلسفى وفى النهاية يتبين لكم مدى تفاهة المقال ... وممكن العكس .. وكذلك الأشخاص .. فأعقد الأشخاص وأكثرهم افكاراً هم الهادئين .. والذى يرسم لنفسه صورة خارجية معقدة فى الغالب يكون مجوف وتافه ! .. وبالتاكيد لكل نظرية وقاعدة شواذها                                     

                                *              *                *

قلمى الحبر موجود .. صفحة جديدة .. فالنبدأ بالكتابة ، ولكن .. ماذا أكتب ؟ هل أكتب قصة قصيرة ؟ ولكن بدأ الناس لعدم الإلتفات للمواضيع الزائدة عن صفحتين ! .. إذاً .. سوف أكتب مقال .. ولكن عن ماذا هو الاخر ؟ ... مشكلة أكبر .. فكل المواضيع اصبحت تافهة ومكررة .. سياسة كاذبة ، تحرش قذر ، فن مبتذل ، بلد متخلفة ، شعب جاهل ، حتى كتابة التفاهة اصحبت تافهة ! لا يمكن الكتابة عن اى من هذه الاشياء لأنها اصبحت مثيرة للسخرية !

لعلى أكتب نظرتى للحياة .. لما وصلنا إليه بعد قرون من التطور .. –بمعنى اصح .. لما أنتهينا إليه !- فقد كانت مهمة الإنسان فى بداية الخليقة هى البحث عن النفس وإكتشاف الذات .. ومرت السنين .. والهدف تغير .. وأصبح الهدف الأساسى هو المال ! .. ما يبقينا احياء من وجهة نظر أسياد التقدم ! ... حتى نسى الكل هدفه .. وتخلى عن مبادئه من أجل الحصول على المال .. تخلى عن صحته من أجل المال .. وتبدأ رحلة المعاناة والبحث عن الأموال وتنتهى فى النهاية بالفشل ! لأنها مثل الطاقة لا تفنى ... ولكنها فى بعض الأوقات تستحدث من عدم ! ونحن لا ندرك ذلك سوى بعد فوات العمر .. بعد أن نفقد كلاً من المال وذواتنا الحقيقية .. التى تختفى بمجرد أن تنسى هدفها الحقيقى !

ولذلك فأنا اؤمن بمقولة ان العلم لا يُكيل بالمال -ذلك الحقيقى ليس ما نلقاه فى بلادنا الحبيب-.. ولعلى اضيف شيئاً ... هدفك لا يُكيل بالمال ! إن اردت شيئاً بشدة فلابد ان تسعى للحصول عليه .. وإن ترددت لحظة فحلمك وهدفك غير جديرين بك !  

مصطفى زكريا الشابي               


الجمعة، 8 نوفمبر 2013

مُخدر

مُخدر

دخل ذلك الشاب الطويل .. مستقيم البنية الى القهوة وبعد بحث بسيط وجد أصدقاءه وقد التفت الى اصوات ضحكاتهم العالية .. جلس على كرسى وبدأ بالحديث معهم بعد القاء التحيه.

قال صديقاً له "ها .. عملت ايه فى نتيجة الكلية ؟"

رد عليه "اهو .. نجحت بأمتياز !"

قال بسعادة "مبروك .. ولقيت شغل ولا لسه ؟"

رد عليه وقد بان على وجهه علامات الضيق "لسه والله"

قال مستعجباً "والله شئ له العجب .. بقى خريج كلية هندسة بتقدير امتياز ولسه مش لاقى شغل ! .. أومال مين اللى يلاقى ؟"

قال بيأس "مش فارقة .. انا بدأت ادور على شغل برا ... اهو اى بلد تانية احسن من البلد دى"

ثم إنطلق صوت من خلف جرنان يقول "وحتعمل ايه برا ؟ خليك فى بلدك .. اللى حيرزقك برا قادر يرزقك جوا !"

إلتفت الشاب الى الصوت فوجده رجل عجوز .. فى السابعين من عمره .. فقال له "بردو .. اى حاجة أحسن من هنا"

قال وهو يشاور بيديه كأنه يلتقط شئ من الماء "يابنى إحنا زى السمك .. لو خرجنا برا الماية .. نموت !"

رد عليه وهو يرفع حاجبه لأعلى "ولو فضلنا جوا الماية وهى ملوثة بردو حنموت"

رد بسخرية "ما احنا عايشيين اهو .. بقالنا سنين .. ما موتناش .. احنا خلاص جالنا مناعة من التلوث !"

قال بجدية وقد بدأ بالإنفعال "وإنت بتسمى اللى احنا فيه ده عيشة ! ... مش لازم نكون قطعنا النفس عشان نموت ؟ يا حج إحنا بنموت فى اليوم الف مرة .. غيرنا ما يعرفش الموت غير فى آخر لحظة فى حياته !"

سأل وهو ينظر له بترقب "وانت فاكر اما تسافر حتستريح ؟"

أجاب وهو يريح جسده على الكرسى " على الأقل مش حعاشر ناس أغبية !"

رد عليه بسؤال آخر "انت فكرك البلد اللى انت رايحها دى .. الناس فيها كويسة ... الغباء ده صفة فى البنى أدمين كلهم .. لا يمكن إستثنائها !"

رد عليه "على الاقل هناك حيبقوا أغبية بس ... هنا أغبية وجَهلة !"

رد وهو يتنهد "بس .. بس طيبين وأغلب من الغلب"

أجاب عليه "وايش تعمل الطيبة فى زمانا ده ... الغلب بيولد ضعف .. والضعف بيبقى سبب فى إستخدام الشر كوسيلة أسهل وأريح ... وبعدين .. انت هتفهم منين ! .. انت عيشت زمن غير الزمن .. شوف البلد دى وهى عزّها! أيام اما كانت الفرخة بأتنين جنية .. والناس كلها بتلبس بدل فى الشارع .. دلوقتى الفرخة بتمانية وتلاتين جنية وبتطلع معضمة .. والناس طالعه من هدومها .. ولو ضحكت لهم وانت ماشى فى الشارع يقولوا عليك مجنون !"

رد عليه مبتسم " وانت فاكر إن زمان الدنيا كانت حلوة ؟!"

رد بثقة " أكيد ... كفاية السنيما وافلام زمان ... بتبين اننا كنا محترمين والبلد كانت كويسة غير القرف اللى احنا عايشينه ده"

رد عليه وهو يفهمه حقيقه الأمر "يابنى الفرق بين زمان ودلوقتى مش كبير .. من وحش إلى أوحش  ... كل اللى موجود دلوقتى كان موجود زمان بس بدرجات متفاوتة .. يعنى عقبال عندك كده اما عبد الناصر جه .. سلط الضوء على الحاجات الكويسة .. كان عايز العالم يفتكر اننا متقدمين فى كل حاجة .. أفلام أعمل .. سدود ابنى .. خطاباته بالنسبه لنا كانت مخدر ... كان بيخلينا نحس اننا مركز العالم و الدنيا جميلة من حولينا .. لحد النكسة .. بدأنا نحس إن فى حاجة غلط.. وبعد كده جه السادات وبدأ يركز على اسرائيل والحرب .. وفهمنا بردو ان العالم مستنى مصر تهزم اسرائيل .. وأقنعنا اننا احسن شعوب الارض إننا شعب الله المختار .. لحد اما مات .. بدأ تأثير المخدر يروح ..بدأنا نحس بالقرف اللى كانوا بيخدرونا منه .. بدأنا نحس إننا اسوء من أسوء شعوب الأرض .. كأننا شعب الله الملعون ! .. مبارك معملش حاجة .. مبارك كان بيفوقنا بس من غير ما يدرى !"

سأل مترقباً "ومرسى ؟"

رد سريعاً "أهو ده اللى طلع لنا الجديد والقديم كله .. ده اللى خلانا نحس إننا بنحب البلد وخافيين عليها لا تروح من إيدينا لأيدهم!"

سأل متعجباً "وهى من أمتى كانت فى إديكم ؟"

رد والحيرة تملئ وجهه "تصدق معرفش ..."

قال له "مفيش بلد مِلك شعوب .. البلد دى زى حتة الأرض والشعب زى الفلاحين اللى بيزرعوها .. زمان كانوا بيورثوها بالفلاحين بتوعها .. دلوقتى بأسم الديمقراطية .. بيخلوا الفلاحين هم اللى ينقوا –او بيقنعوهم بكده- اللى يورثهم ويملكهم ويخليهم فى إديه !"

قال الرجل بتحسر "عندك حق يا ابنى بس نعمل ايه .. ادى الله وادى حكمته"

قال له متعجباً "طيب انت متقيد بحكمة ربنا وسلمت من زمان .. يتقنعنى انا كمان اسلم زيك ليه ؟ عايزنى اقعد فيها ليه؟"

رد عليه وهو يزم شفاتيه "صدقنى معرفش .. يمكن تأثير المخدر عليا لسه مارحش !"


                                                                                         مصطفى زكريا الشابي

الأحد، 20 أكتوبر 2013

عصفور الشرق الحزين

عصفور الشرق الحزين

بعد مرور سنين طويلة من حياتها بدأت فى التفكير .. فى إحكام عقلها ... عقلها الذي تم إخضاعه الى تنفيذ الطلبات بلا تفكير .. قانون السمع والطاعة !

لم تكن فى يوم تتخيل حياتها ما تعيشه الأن .. لقد كانت تحلم بالرقص ، الغناء .. حياة أمثل بحياة الأفلام الكلاسيكية الجميلة .. كانت تحلم بحياة مليئة بجنون ، بتشويق .. بـ .. حب ! ، ولكن ما أن أنتهى بها الامر الى انها اصبحت متفرجة .. ترى حياتها شريط سنيمائى ممل يعرض امامها .. وليس لها أى دور سوى المشاهدة !

ما الذى أدى الى ذلك ؟ هل هى السبب ؟ هل كانت تحلم بأشياء فوق السحاب لا يستطيع أحد ان يحققها ؟ أم يتم النظر الى تلك الأمنيات على إنها تفاهات ومجرد أحلام شبابية يجب أن تختفى مع مرور الوقت والزمن !!

قرأت فى جريدة ما فى يوم ما .. أن المرأة نصف المجتمع ... ومرت سنين وسمعت عن تحرير المرأة .. وترقبت .. وقالوا أن النساء سوف يأخذون اماكن الرجال فى أسواق العمل .. وأنتهى الأمر بالقضاء على المرأة نفسياً وجسدياً ! إما بالزواج الروتينى الفاشل .. او العمل الحكومى .. أو وسائل الترهيب الدينى .. وأخيراً وليس اخراً التحرش الجنسى !

هل يتحرر العصفور من ذلك القفص المحكم إغلاقه ؟ هل يرى ذلك العصفور الضوء مرة اخرى ويرفرف بجناحيه عالياً ؟ هل نسمع أناشيدة وغناءه ؟ .. هل يستعيد نضارته وحيويته ويفعل كل ما يحلو له ؟  أم يبقى فى صراع البقاء للأقوى والاطول نفَساً ؟

ويستحضرنى حديث قديم مع أصدقاء من وحى خيالى ... هل المرأة نصف الدينا أم كل الدينا ؟ .. هى فى نظر البعض لا شئ ... وفى نظر الاخرين مجرد فرد .. لابد من وجوده فقط لإستخدامه فى شتى مجالات الحياة المختلفة ثم ينتهى الأمر بإنكار دورهم ... اما لقله غير موجودة .. فهم الدنيا !

فلكل طفلة ، فتاة ، إمرأة .. تبكى على عدم تقدير شخص ، عائلة ، مجتمع لها :

"لا تبكى الليلة .. ولا تعطى للعالم أهمية .. فأنت الدنيا .. أنت محور الوجودية !"


مصطفى زكريا الشابى         

السبت، 12 أكتوبر 2013

أبتهال

أبتهال


فى هذا الجامع الضخم العتيق الذى يحتفظ بالكثير من أسرار زواره .. جلس حسين فى زاوية نائية بعيدة عن الخلق .. وأسند رأسه على ساعديه وأخذ يفكر فى حياته وعن الكلام المحبوس بداخله .. مشاعر متضاربه .. حب ، خوف ، فشل ، نجاح ، ثقة ، إهتزاز .. كان يريد أن يتخلص من كل هذا ويصبح ولو مرة واحدة متبلد المشاعر والأحاسيس .. أن يتخلص من عقله المُفكر وقلبه الحساس .. تمنى ولو للحظة أن يعرف ما هى حقيقة هذا الشعور .. هل هو بسبب توتره الزائد أم .. بسبب غضب ربانى عليه .. أم انه مجرد يوم غائم يمر عليه ككثير من الأيام السخيفة التى تمر على الإنسان .. كان بحاجة إلى الشئ الذى يجعله قوى مرة أخرى .. كان بحاجة إلى ... الأمان ! الأمان النفسى والروحى ... كان يريد أن يشعر انه ليس وحده .. ولكن هناك من يسانده .. ولم يكن يشعر بهذا سوى فى الجامع الضخم العتيق !

وعندما أشتد به التفكير .. سمع صوت فى مقدمة الجامع .. يبتهل ويناجى ربه .. بصوت رخم هادئ يبعث فى نفس الإنسان السكينة والهدوء .. ذلك الصوت الذى يتلاعب بالمقامات الموسيقية لجعلك تبكى وتخرج ما بداخلك من مشاعر متضاربة ! كان المبتهل يقول :
يارب يا مُجيب الدعاء

أحفظنا من كل داء

وأرفع عنا البلاء

وأجعل خير الجزاء

جنة نُرزق فيها بسخاء

فأنك انت الوهاب

ترزق من تشاء بغير حساب

 وأنك انت عليم

 بما فى النفس من هموم

فأجعلها يا رحمن لا تدوم

على عبادك الطائعين

يعبدوا لك مخلصين

وهم فى رحمتك طامعين

وأغفر لعبادك المعاصى

وتُب على كل عاصي

فغافر الذنوب هو انت

وانت التواب الرحيم

فسبحان ربى العظيم

وصلاة وسلام على أشرف المرسلين

والحمد لله لك يا رب العالمين

حين إذ .. شعر حسين بالإطمئنان .. كأن المبتهل أسرد كل ما بداخله .. علِم انه ليس وحده ولكن .. فى مكانً ما فى السماء الله يراقبه .. ويسانده ! فمن الممكن أن ينهى كربه فى لحظة .. كل ما يتطلبه الأمر هو الصبر والدعاء !  ، وقام حسين ووقف فى صفه المستقيم أستعداداً لأداء صلاة الفجر إلى حيث تلك الليلة الروحانية تنتهى !
                 
     مصطفى زكريا الشابى