السبت، 6 أبريل 2019

مقاطع قصيرة وجميلة لعبد الحليم حافظ


مقاطع قصيرة وجميلة لعبد الحليم حافظ

الأغانى هى الصديق الذى يقف بجانبك عندما تشعر انك وحيد .. هى مجموعة من المشاعر المختلفة التى تجمعت فى عمل فنى واحد متكامل، لطالما تمنيت ان أكون مُطرب ولكن الله لم يرزقنى عذوبة الصوت ... لذلك قررت تعلم آله موسيقية ولكن ايضاً لم يرزقنى الله الصبر لأستكمال التعلم .. وبدت الصورة واضحة ان الله يريدنى أن اكون مستمع فقط .. وكأن موهبتى هى ان اصبح مستمع جيد ! ومع بحثى الدائم عن موهبتى الضائعة .. أجد نفسى دائماً اتجه نحو الاغانى .. متمنياً ان اصاب بالبرد واللوز ويتحول صوتى بعدها بمعجزة من الله إلى صوت بديع يُضرب به الامثال فى رقته وعذوبته .. ولكن حتى اصاب بدور البرد هذا .. قررت ان اشارك معكم بعض مقاطع قصيرة وجميلة لعبد الحليم حافظ التى "بتيجى عالجرح" .. اياً كان نوع هذا الجرح .. اترككم مع رفيق الاحزان لكل مهموم فى الوطن العربى.

"انا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر فى المواويل"

أعتبر نفسى من الشخصيات الصبورة .. الذى يمكنه تحمل الصعاب لفترة طويلة بدون ان يفقد اعصابه، لعل ذلك بسبب ذهابى للصيد مع ابى وانا فى الاعدادية :

 "الصيد بيعلم الصبر يا مصطفى"

جلست لفترات طويلة بدون حركة فقط للاستمتاع بلذة اصطياد السمكة .. وكانت هذه هى جائزتى كإنسان صبور .. السمكة ! ومع مرور الايام وتوقف ذهابنا للصيد إلا ان الصبر بقى معى كخصلة فى شخصيتى .. كلما وجدت نفسى فى ظروف صعبة ادركت ان فى نهايتها سمكة ! .. جائزة .. تقدير من الله على صبرى، ولكن اظن مع تقدم السن ومرورى بتجارب حياتية مختلفة .. مهاراتى فى الصبر لن تستطيع ان تواكب كل ما امر به .. لأجد نفسى اقول "ومنين نجيب الصبر يا اهل الله يداوينا" .. واتارى مثلما قالت الست .. "الصبر عايز صبر لوحده".

"حاول تفتكرنى .. حاول"

فى هذا التغير السريع وانتقال كل صديق وفرد من العائلة لحياته الخاصة واختلاف الظروف التى كنا نعيش بها من مجرد بضعه شهور كل ما اجد نفسى افكر به هو هل سنبقى على اتصال ؟ هل ستعود الايام كما كانت من قبل ؟ هل سنتحدى "سنة الحياة" ونستمر على الود والوصال ؟

فى يوم من الايام كنت اجلس مع اصدقائى والذى اعتبرهم بمثابة عائلتى الثانية بمطعم شهير .. واثناء كلامهم وانشغالهم بالسمر والضحك وجدت نفسى اقوم من مكانى وأقف لمشاهدهم جميعاً وهم يتحدثون .. مجرد وقوفى لمشاهدتهم وكأنى احاول الاحتفاظ بهذه اللحظة لاطول فترة ممكنة .. توثيق لهذا التجمع الذى لن يحدث لفترة طويلة ومن الممكن .. للابد ! قد تكون نظرة تشائمية للحياة ولكن هذه هى سنة الحياة .. كل منا ينطلق فى حياته فينشغل بما يحدث بها فينسى معارفه واصدقائه واهله .. ليصبحوا مجرد ذكريات نمسح دموعنا ونبتسم عندما نتذكرها .. لذلك اقول لكل من يعرفنى ارجوك .. مع كل ما تمر به "حاول تفتكرنى .. حاول !"

"إنى اتنفس تحت الماء"

دخولى مجال اقل ما يقال عنه إنى اكره .. وكلما كنت اسأل عنه فى ايام الشباب اقول بكل حزم "انا مش حشتغل الشغلانة دى ابداً" وابدأ برسم لوحة فنية بديعة عن حياتى التى تخيلتها لنفسى .. إلا انى وجدت نفسى بعد التخرج اُقحم فى هذه الحياة التى امقتها .. وفى يوم وليلة أصبحت تحت الماء احاول اجد اى وسيلة لكى اتنفس ... لكى احيا .. لكى استكمل حياتى .. ومع مرور الايام ادركت بالفعل انى اغرق .. اغرق فى حياة لا اريدها، ولكن فى بعض الاحيان لكى تولد من جديد اقوى من اى ضعف مررت به وطاهر من كل شائبه بك .. عليك ان تغرق قليلاً ! ولكن اتمنى من مَن يعرفنى.. اذا بقيت فترة طويلة تحت الماء .. إن كنت قوياً اخرجنى من هذا اليم .. فأنا لا اعرف فن العوم .. شكراً مقدماً.

"وبعت كلمتين .. مش اكتر من سطرين"

اشتقت إلى الرومانسية .. مع قدوم فصل الربيع والقلب يشتاق إلى مغامرة جديدة .. حب جديد، شخص يتعلق به ويرسم حياته معه .. غريب هذا القلب ! يقوم بتصرفات غريبة من تلقاء نفسه، اظن انه من المفترض ان يستشيرنى فى مثل هذه الامور .. فافى النهاية انا من سيقوم بدفع المشاريب .. ومع ذلك .. إلا انى اوافقه الرأى كل مرة .. واقوم بإرسال كلمتين مش اكتر من سطرين .. لشخص قام هو بإختياره .. ولكن للاسف "مش بيجينى الرد زى حليم" هل ياترى لانى مش اسمرانى ؟

"واه يا خوفى من اخر المشوار اه يا خوفى"

الخوف الدائم من المستقبل .. اتخاذ القرارات الخاطئة، يجعلنى دائماً خائف من اخر المشوار .. جنة ولا نار ؟ استنفد كل طاقتى وقوتى فى التفكير قبل كل قرار اتخذه .. ولكنى اجد فى النهاية نفسى اختار الاختيارت الخاطئة والغير مناسبة .. اظن لانى اريد ان اعيش حياة كاملة إلا ان هذا غير منطقى .. لان لا يوجد شخص حياته كاملة، ولا يوجد طريقة مناسبة لعيش الحياة .. كلاً منا يعيش حياته بطريقته وبقرارته واختياراته الصائبة والخاطئة .. من الخطأ الفادح ان احاول ان ارسم حياتى بمنافيستو لان الحياة لا تسير بهذه الطريقة .. كما ان لا يوجد شخص فى النهاية حياته كلها يا فى الجنة يا فى النار .. حياة كل إنسان منا شوية كده وشوية كده .. لذلك اظن ان يجب على ان اعيش حياتى بحيرة اقل وحرية اكثر .. أملين على ان تأخذنا الدنيا للفرحة .. امانة !

مصطفى الشابى