الاثنين، 23 مايو 2022

في انتظار غودو !

                                                             

مساء الخير 


"بعض الاشخاص يقولون ان الفن يحاكي الحياة، ولكن في وجهة نظري ان الحياة تحاكي مسلسلات التليفزيون المكتوبةبرداءة


هكذا قال وودي الين في احد افلامه وهو يصف الحياة ومواقفها .. فاذا قمت برؤية بعض من المواقف التي تحدث في الحياةباحد المسلسلات ستقوم بعدم تصديق ما يحدث امامك لانه ببساطة منافي للقواعد الدرامية وخط الاحداث وطبيعة الشخصيات.. وقد يري البعض ان هذا ما يجعل الحياة تستحق العيش .. ان كل القواعد معرضة للكسر، وكل شئ مهدد بالتغيير في لحظة.. وكما قلت في مرة من المرات السابقة .. "اذا كان الزمن بيتيغر يا مصطفي .. مش عايز انت كمان تتغير ؟!" 


"ولكاتب هذه الرسالة اقول


دائماً كنت اتمني ان اعمل ببريد الجمعة .. حتي لو بوسطجي ! .. كم كنت استمتع بقراءة المقالات المجمعة للكاتب الكبير عبدالوهاب مطاوع ورؤية منظوره الشخصي في بعض المشاكل في تلك الفترة .. واري في نفسي شخصية المثقف الهادئ الذيقرر ان يهب نفسه للجمهور ويحل لهم مشكلاتهم العويصة .. وكانت ايضاً بمثابه نافذة لي الي المجتمع المصري فيالتسعينات .. لأتأكد ان الحياة لم تكن وردية كما يصف لي اهلي .. فقد أمنت بكذبة ترددت علي اذاننا جميعاً وهي كذبة الزمنالجميل .. وان الحياة قبل ان اولد كانت رائعة و سهلة ولا يعاني الناس المحترمون والمؤدبون فيها .. فهنا اتذكر مقولة للكاتبيوسف السباعي في رواية ارض النفاق "إن الإنسان .. هو الإنسان .. غشاش .. مخادع .. كذاب منافق .. في كل أمة .. فيكل جيللا تقولوارحم الله آباءنا وأجدادنا .. لأنهم كانوا خيراً منا، وأفضل خلقاً .. لا تقولوا ذلك .. فما كانوا يقلون عنا رداءةوسفالة.” 

فلا انصح بالتفكير بأن الماضي اكثر اماناً وراحة من الحاضر .. فالماضي لا يختلف عن الحاضر سوي انه مضي ! 


"الشيك شاك شوك


اشعر دائماً اني لا اصل الي شئ .. هل ذلك لعدم وجود لي هدف محدد في الحياة ؟ فأنا اعيش اليوم بيومه .. اشعر ببعضالمشاعر كل يوم وتنتهي بإنتهاءه .. كنت في فترات مراهقتي اشك في نفسي كثيراً .. هل سأصل يوماً ما الي حلمي ؟ هلسأنجح بالامتحان ؟ هل سأعمل بعد الدراسة ؟ هل سأقابل حب حياتي ؟ .. الاسئلة كثيرة ولكن بلا اي اجوبة .. بعد مرورالوقت والسنين وانغماسي في دائرة الحياة، تذهب بيا الريح مطرح ما تستريح .. اجد نفسي اتوقف عن طرح الاسئلة .. وانتظر الايجابات .. فقط انتظر .. في انتظار غودو ! لآصبح كمن رقصوا علي السلالم .. لم اصل الي اي شيئ سوي انرحلتي تغيرت من الشك .. الي الشيك شاك شوك ! 


"ياللي بتسأل عن الحياة"


هل يأتي غودو في نهاية الرواية ؟ ونحظي بالنهاية المنتظرة ؟ ام سنظل جالسين في انتظار السعادة علي امل ان تأتي في ايوقت ؟ ليس هجومي هذا علي الحياة اعتراضاً مني علي متاعبها ومساوئها .. فأنا اعلم جيداً ان السر في السعادة هو الرضا.. فهجومي ما هو الا لاني اعلم ان يوجد في الحياة ما يستحق ان نستمتع به .. المشكلة فقط انه ليس لدينا الفرصة ولا الوقت.. فحتي يحين هذا الوقت اتمني يا عزيزي ياللي يتسأل علي الحياة ان تأخذها كده زي ما هي !