الثلاثاء، 24 يونيو 2014

هلاوس

هلاوس

لن ابدأ بوصف كثير ومقعد .. لإن اقوى المشاعر تساق فى ابسط الجمل. ولا استطيع ان اصنف هذا الحوار ضمن اى تصنيفات .. ما هو الا هلاوس .. وإذا فهمتم منها شيئاً رجاء .. اخبرونى.

************************************************

لا اتذكر ما حدث بعد شعورى بالالم فى عنقى .. كل ما اذكره هو انى انفعلت وخرجت عن شعورى ثم وخزنى شيئاً فى عنقى .. ولم استقيظ الى على صوت يقول لى.

"بماذا تشعر الأن ؟"

أطرقت رأسى قليلاً مُحاول أن افسر ما اشعر به .. ثم نظرت لهذا الصوت واجبت "فراغ .. اشعر بفراغ لا أقوى على تحمله"

تسأل فى هدوء "اتقصد هَم ؟"

اجبت بنفس الحالة الاولى "لا .. اقول لك انه فراغ .. الا تصدقنى ؟"

رد وكأنه ينفى تهمة عنه "لا لا بالطبع اصدقك .." ثم بهدوءه الاول " هل تستطيع ان تصف لى هذا الفراغ ؟"

ابتعلت ريقى ثم انتظرت قليلاً وقلت "انه ذلك الشعور الذى لا تستطيع تحديده .. لا تستطيع نسبه الى ايً من تلك المشاعر التقليدية .. اظن انه يأس تحول الى فراغ او حزن تحول الى فراغ .. انه تراكم كم هائل من المشاعر يجعلها فى النهاية تتحول الى .. لا شئ !"

نظر الى نظرة مطوّلة وهز رأسه متسائلاً "هل شعرت بمثل هذا الفراغ من قبل ؟"

لم أبد اى تعبير على ملامحى وقلت " نعم .. ولكنه ليس بمثل هذه القوة .. ليس بمثل هذا الثقل." توقفت عن الكلام للحظات وتبادلنا نظرات متوترة ثم استكلمت " انا اعلم انك اعطيتنى مهدأ. تلك الوخزة *شاورت على عنقى* بجانب ما تحاول ان تفعله الأن من استمالتى للحديث معك .. تريد ان تستكمل المهدأ الكيميائى بنظيره العاطفى .. ولكن دعنى اقل لك شيئاً .. ما تفعله الان ما هو إلا تأجيل. ولكنك سوف تنل ثورتك من الغضب .. لا يمكن لهذا الفراغ ان يظل فراغاً .. فكما تحول من حزن ويأس الى فراغ .. سوف يتحول من فراغ الى غضب. فكما تعلم .. لا يمكن للمشاعر ان تظل على وضعها لفترة طويلة."

قال "أحذر من مشاعرك حتى لا تقع ضحية لها !" قام من مجلسه وبدأ فى المشي فى الغرفة واستكمل "اشعر بغِل كبير فى صوتك .. هذا طبيعى لمثل ما يمر به شخص فى وضعك ولكن صدقنى .. ما هى الا فترة وستمر كغيرها من الفترات" وتوقف خلفى مباشراً

اجبت وانا اميل رأسي بالإيجاب "نعم سوف تمر .. ولكنها لن تموت"

رد "نعم .. لن تموت" وشعرت بوخزة اخرى فى عنقى لم اتذكر ما حدث اثنائها او بعدها ولم يتمثل لى هذا الحوار سوى كخيوط متناثرة احاول ان اجمع اطرافها.



مصطفى الشابي