الجمعة، 9 ديسمبر 2016

شنب العمر

شنب العمر
"ايه عنوان الراجل ؟" سألوا مجموعة من الناس
فشعره ؟ ولا فكرشه ؟ ولا فجزمته الأكبر مقاس
وقفِت هى وسط الجميع وقالت "شنبه اكيد
ده بيخلى الراجل جميل ومن نوعه .. فريد"
من اول نظرة دخلت البنت فؤادى
واتمنيت يبقالى شنب زى بتاع الولا فادى
وفى لحظة قررت .. شنب ؟ ده لازم أربيه
عشان تحبنى وقلبى .. تتعلق بيه
وبعد محاولات وايام من التشويك والعذاب
ربيت شنبى زى ما قال الكتاب
روحت قلتها شنبى اهو واهو انا
عشانك قعدت اربى فيه سنة
سبتنى ومشيت من غير اسباب
وجريت لصاحبها اللى عند الباب
زعلت شوية والحب الفاشل ده نسيته
وحبيت شنبى اللى تعبت فى تربيته
ده شنبى جميل يأسر الف قلب وقلب
ويوقع تحت منه ميت شابة .. وشاب! ;)
الناس تشوفه تقول "اووه انكوايبل..
ده رهيب وفظيع ومشفنهوش من قبل"
ياسلام على جمااله ورقته
ولونه وشكله وقصته
لو صبرت عليه شوية كان يتبرم
وكان وقف عليه نسر الحرية المحترم
بس عملوها الاشرار فى نص ليلة صيف
وقضوا عليه بموس حلاقة وكريم وافترشيف
وراح الشنب وراحت الوجاهة
ورجعت تانى لوش التفاهة
                                                                               لـ مصطفى الشابى  
         

*بعتذر على الصورة

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

صدق او لا تصدق

صدق او لا تصدق


عزيزى القارئ .. أشهر الجُمل المسرحية التى نالت إعجاب النقاد والقراء فى جميع انحاء العالم كانت لشكسبير فى مسرحية هاملت وهى "أكون أو لا أكون" .. وذلك لإنها تطرح الكثير من الأسئلة .. وأهمها : هل عندما تزداد المشاكل والكُرب وتصبح الحياة جحيم ..هل تستحق ان نتحمل ونواجه ونعيش تلك الحياة ؟ ام ان حينها يصبح الموت هو المُخلص والمُنقذ الوحيد ؟ .. وعندما جلست لأفكر اكثر فى "أكون" او "لا اكون" وجدت ان الجميع اختار ان "يكونوا" والقليل اختار "الا يكونوا" مما جعلنى اتسأل اكثر .. من اكثر شجاعة .. من قرر مواجهة مشاكله وعواقب قرارته وغباء من حوله .. او من قرر مواجهة اكثر ما يخيف الإنسان فى حياته .. وهو الموت، ولكنى لست هنا اليوم لأتحدث عن رائعة شكسبير وجملته المسرحية الشهيرة .. انا هنا اليوم لأتحدث عن رائعة الجرائد المصرية وهى "صدق أو لاتصدق" !

حياتك اليومية ملئية بصدق او لا تصدق سواء بحكايات تسمعها وانت تمارس عملك او حكايات تشاهدها فى مسلسل او فيلم او حتى اشياء تراها بعينك .. عن نفسى .. تستوقفنى الكثير من المواقف تجعلنى اتسائل هل ما رأيت\سمعت حقيقى ؟ هل اصدقه ام لا ؟ حتى وصلت بعد فترة الى تحليل عميق عن ما أرى وهو ان كل ما تراه ويظهر امامك حقيقى هو عكس ما تراه لأن طبعاً "العين خداعة" فالواحة الجميلة فى الصحراء التى بها نخلة تظلل على الماء حتى لا تزيد حرارته ما هى إلا مجرد رمال .. العين عضوة فاشلة .. فهى خداعة تظهر القرد فى عين امه غزال .. وعمياء فى اكثر اللحظات التى نحتاج اليها فيها وهى عند اختيار الحبيب لتستيقظ بعد أول يوم زواج تتسأل "هى مش كانت حلوة قبل الجواز ؟" .. العين يا أعزائى هى مصدر كل المشاكل لذلك لا تصدق كل ما تراه .. وصدق كل ما لا تراه.

إن أصدق الاشياء هى التى لا يراها احد ..واكثر الأناس كذباً هم من يريدون ان يراهم العالم، لذلك قررت ان أقوم بكتابة فقرة صدق او لا تصدق لححياتك اليومية .. صدق او لا تصدق : إن من يوجه لك كلاماً دائماً عن الدين والصلاة والعبادة ليس اكثر ايماناً منك فما هو إلا متفاخر فى اغلب الاوقات، صدق او لا تصدق : ليس كل من يبتسم فى وجهك صديق، صدق او لا تصدق : العائلة ليست كل من مرتبط معك برابطة دم .. العائلة هى من تُحبك وتحترمك وتعطيك الاحساس بالامان، صدق او لا تصدق : لم يكونوا اجدادنا خيراً منا .. فلا يساهم اختلاف الازمان فى أختلاف القيم، صدق او لا تصدق : الحياة أسهل من ما نتصور ولكن دائماً اسهل الأفعال نخطئ بالقيام بها.

عزيزى القارئ .. صدق او لا تُصدق .. لم أكن ابداً جيد فى إنهاء المقال، ولكنى سأحاول إنهاءه هذه المرة بطريقة لائقة، إننا جميعاً نصنع اختيارتنا.. ولكن فى النهاية جميع اختيارتنا تصنعنا وتصنع ما ننتهى عليه .. لذلك حاول أن تختار وتفعل ما تصدقه حتى يستطيع من أمامك ان يصدقك .. ونأخذ نحن اجازة من فقرة "صدق او لاتصدق اليومية".

                      
                                                           مصطفى الشابى                    

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

يا روايح الزمن الجميل

يا روايح الزمن الجميل

"وانا وحبايبى والأفراح ناخد من الدنيا أجازة"

لا شئ يفوق شعور الأجازة .. الراحة والأستجمام وعدم الأكتراث لأى شئ فى الدنيا سوى كيفية إسعاد نفسك فى هذا اليوم لتستطع إستكمال الرحلة .. تصورى للأجازة هو مكان هادئ، يلتحم لون أزرق السماء مع لون البحر المريح وأشهر أغانى التسعينات الاجنبية تلعب فى الخلفية مع أنواع مختلفة من العصائر بجانبى وشقراء تجلس بجوارى تتكلم بلغة لا أعلم مصدرها ولكنها خفيفة على الأذن، ولكن المثل الشهير يقول "الجنة من غير ناس متنداس" فيأتى عبد الحليم ليغنى ويقول"وانا وحبايبى والافراح ناخد من الدنيا أجازة" .. هذا ما يجب أن يحدث، ف"لو سمحت ممكن تحجزلى انا وحبايبى والافراح أوضة تريبل على البحر ؟"

"راح فين زمن الشقاوة"

الشقاوة بالنسبة لى تتدرجت بمراحل.. الأولى كانت وانا عمرى خمس سنوات وهى كانت تتلخص فى المسدس الخرز المحشور فى الملابس الداخلية وأخراجه مرة واحدة وأطلاق خرزة من شباك الغرفة على شخص ما عشوائى فى الشارع، ثم بعد سنين نضجت الحمدلله وأصبحت أشعر بمشاعر مختلطة .. فلم أكن أستطيع التفرقة بين الحب والجوع .. ثم بعد بضعه اعوام أنشئت قانون للتفرقة وكان "إذا تشعر ان هناك شخص مميز وبوادر مشاعر الحب تنتشر بجسدك .. أذهب وأطلب واحد شاورما فراخ .. بعد الأكل أنظر للشخص مرة أخرى أذا أستمرت الأعراض السابق ذكرها فأنت تُحب .. إذا تشعر بشئ أخر برجاء أستشارة طبيب وعمل غسيل معدة" .. فترة طويلة من حياتى قضيتها أحاول التفرقة بين مشاعر الحب والإعجاب والجوع والزهق .. ولكنى الأظن انى نضجت مرة اخرى .. فأصحبت افرق جيداً بين تلك المشاعر، وبعد النظر الى شقاوة شباب اليومين دول فنحن كنا ابرياء لدرجة ساذجة، فإذا كنت تتسائل "راح فين زمن الشقاوة ؟" حتلاقيه مع أخوك الصغير .. أحنا عمرنا ما كنا أشقياء !

"أمانة عليك يا ليل طول"

السهرة الجميلة تتمنى لو أستمرت إلى الأبد .. تُوقف عقارب الساعة عن التحرك لتستمتع بتلك اللحظات النادر وجودها وسط روتين يومنا الممل عادة ... فيبدأ راديو عقلك بالدندنة التلقائية بتلك الأغنية، فتزيد من إستمتاعك باللحظة والطعام والشراب .. وتضحك ويعلو صوت راديو عقلك بالدندنة لتصل لكوبلية "وقول للفجر مايبنشى" .. وأثناء ليلة السمر السعيدة تلك يأذن الفجر فتدرك ان الليلة أنتهت والكل ذاهب إلى منزله .. ولكن عندما تفكر فى الأمر .. قد تكون أنتهت الليلة ولكن العمر مليئ بالليالى التى سنغنى فيها وندندن على العود ونقول "هاتلنا العمر من الاول"

"قلبى بيقولى كلام"

كان عبد الوهاب يشكو من كثرة الكلام والاقاويل فى تلك الأغنية .. فـ"قلبه بيقوله كلام وانت بتقوله كلام وعينه شايفه كلام والناس بيقولوا كلام" فأصبح الفنان في حيرة من امره لا يعلم ماذا يفعل .. وهنا تأتى فقرة النصائح من كاتب يظن انه محرر بريد الجمعة .. فردى لك يا عزيزى عبد الوهاب هو انك لا تهتم بكلام الناس بالطبع فالناس لا يريدون الخير إلا لأنفسهم .. والعين خداعة .. فلا تصدق كل ما تراه عينك "الفوتوشوب خرب البلد" .. وبالنسبة للشخص اللى بيقولك كلام .. أكيد يرغب بإقناعك .. لا تصدقه هو الاخر، اما بالنسبة لقلبك .. فالقلب لا يأخذ فى الاعتبار كلام العقل .. فلا تسمع له ايضاً .. حلك يا عزيزى سهل للغاية .. صلِ استخارة وأدعِ الله ان يلهمك الصواب وان يرشدك للكلام الصحيح .. تحياتى.

"يا روايح الزمن الجميل .. هفهفى"

  الجميع يمر بتلك اللحظات البسيطة التى يتنفس فيها هواء يشعر فيه بالألفة والحنين الى الماضى، فكل إنسان منا لديه ما يسمى بالمخ العاطفى والذى يقوم بربط الروائح التى تتنفسها لأول مرة مع الشخص او الحدث الموافق لها، فلا أتمالك نفسى عندما أشم رائحة ثمرة الجوافة وربطها بإقتراب المدارس أو رائحة اليوستفندى وصوت مدحت صالح او رائحة نسيم الفجر وليالى رمضان، فيستمر فهرس الروائح الى ما لا نهاية .. هناك روائح تجلب لنا السعادة والفرحة والإبتسامة .. واخرى تجعلنا ننظر الى الأفق الواسع لنطلق فى النهاية تنهيدة مليئة بالحزن والأشتياق .. فلا يسعنى فى النهاية سوى التمنى ان يكثر الله الذكريات السعيدة .. فهل تهفهفى يا روائح الزمن الجميل ؟ لو سمحتى ؟!
                                                   
                                                                          مصطفى الشابى


الأحد، 10 أبريل 2016

الأسترواز الضوئي ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية

الأسترواز الضوئى ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية

مساء الخير

"ما فائدة الأمانى حين تتحقق بعد فوات الآوان ؟"

فى لحظة من لحظات التجلى الفكرية التى تأتينى وانا أغالب النوم، سألت نفسى هذا السؤال .. ولم أجد له إجابة سوى كلمة "خلاص" بنبرة حزن وإحباط .. ولم أجد اصدق من قول عبد الوهاب مطاوع عندما قال "إن الامال البطيئة كالعدل البطئ حين يتحقق، فلا يرفع ظلماً بقدر ما يثير من المرارة فى النفوس التى انتظرته طويلاً فتتسائل وإين كان عندما كنت فى أشد الحاجة واللهفة اليه؟" .. ووجدتنى أفكر فى ما مضى من حياتى بما فيها من مواقف وطرائف .. فوجدت أن معظم ما تمنيته ودعوت الله لأن يتحقق قد تحقق ولكن بعد فوات الآوان ! ولكن الوضع ليس بهذا السوء .. فما مضى من أمانى لم تتحقق لا يثير فى نفسى شئ من الحزن بل يجعلنى أشكر الله انه لم يتحقق فى وقتها .. ولكن ماذا إن لم تتحقق الأمانى المستقبلية ؟ أو جائت بعد ان نسينا وجودها من الأساس ؟ فتصبح بلا معنى وفائدة .. مثلها كمثل باقى الاشياء ؟ .. أظن ان هذا شئ نتركه بيد المولى عز وجل ثم لخيال القارئ .. فلا علم لنا بالمستقبل القريب !

"كيف تحارب الجريمة ؟"

سؤال أخر تخيلت انه طُرح على "سوبرهيرو" مصرى .. وهو يقف فى الشارع ويواجه الكاميرا وخلفه المئات من البشر .. لا يقفون حباً فيه ولكن ليظهروا فى التلفاز .. فينظر الى صدر المذيعة الممتلئ ثم يجاوب ويقول "بالجريمة طبعاً يا فندم" .. فهذه هى استراتجية الشعب المصرى بشكل عام .. هو ان يحارب الخطأ بالخطأ والجريمة بالجريمة .. وإن سُئل لماذا قام بذلك يلجأ لتبرير أولى حضانة "هو اللى بدأ" .. ولكن الذى لم يفهمه هذا الشعب ان محاربة الخطأ بالخطأ لن ينتج منها إلا المشاكل وتطويل ما كان من الممكن ان ينتهى بقعدة عرب .. ولكن لدينا كشعب عشق لخطيئة سيدنا آدم .. لم يكتفوا بخروجهم من الجنة بل يريدون ان يهبطوا لأقل درجات الجحيم !

"هل أنت وطنى ؟"

لم أنجح فى الاجابة على هذا السؤال ابداً .. فقد اختلطت عندى الأمور، فمفهوم الوطنية تغير على مدار السنين .. بداية من عمر الشريف فى "فى بيتنا رجل" مروراً بالفنانة نادية الجندى وصراعها الوطنى ضد العدو الأسرائيلى وصولاً للفنان تامر عبد المنعم فى "المشخصاتى 2"، لم نستقر على مصطلح ثابت للوطنية ولكن ما تعملته فى السنين السابقة من مشاهدتى الطفيفة للمسرح السياسى وجدت ان الوطنية هو ان تلتزم الصمت حينما يتكلم الجميع .. وأن حب الوطن مثله كحب الله .. يجب ان يكون خالص له فقط .. ليس لأجل شخص او شئ .. إن رحلوا رحل هذا الحب..وتذكر ان الوطن أكبر مننا جميعاً .. قد تكون رؤيتى هذه خاطئة للبعض وسلبية للبعض الاخر .. لذلك انهى الفقرة بقول أبى حنيفة عندما سُئل على فتوة "قولنا هذا رأى وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منها فهو أولى بالإتباع منا"

"الأسترواز الضوئى ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية"

عودة لعنوان المقال .. فلعلك عزيزى القارئ تتسائل ما علاقة العنوان بالأسئلة الثلاثة التى طرحتها، فدعنى افسر لك العلاقة ببساطة .. الثلات أسئلة ليس لديهم إجابة محددة .. فهى أسئلة وجودية قد تختلف فيها الآراء وتحتد فيها المناقشات ولا نصل لنتيجة موحدة للتفسير .. مثلها كالعنوان .. لا يوجد له تفسير محدد .. او تفسير على الإطلاق .. هو مجرد تذكير لنا ان هناك أشياء قد نعيش ونموت ولا نجد لها إجابة .. ولكن يكفينا شرف المحاولة !


مصطفى الشابى



الأحد، 13 مارس 2016

فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة

فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة

(هذه صفحة أخرى من مذكراتى التى لم أفكر يوماً بكتابتها)

زمان وانا صغير كنت بحب اراقب الناس الكبيرة فى السن .. مذهول ومستغرب بالروتين بتاعهم والمصطلحات اللى بيستخدموها .. مكنتش اقدر مضحكش اما اسمع جدى بيقول "هاتلى ازوزة من تحت" او استغرب اما اسمع جدى التانى اما يقول فى عز الضهر "انا داخل اتصلطح شوية"وكنت اقول لنفسى "هو حيصلطح نفسه ازاى ؟"، يااااااه .. الواحد وهو صغير كان ساذج جداً، المهم .. فى ذكرى من ذكريات الطفولة -وكاعادة ذكريات الطفولة بتبقى "مشبرة"- مهمة جداً بالنسبة لى .. مش عارف ليه بس يمكن عشان كان ما بين شخص بحبه ! او يمكن عشان كان اول حوار جد اتكلمه فى حياتى .. مع انى مفهمتش حاجة يوميها الا انى كنت مبسوط جداً .. بالرغم من ان رجلى مكنتش طايلة الأرض وكنت بشب براسى عشان ابص من شباك الفراندة إلا انى حسيت انى بقيت راجل وبتناقش وبحكى وبتحاكى فى أمور الدنيا العجيبة اللى مشفتش منها غير مصاصات وايس كريم.

فى يوم وانا عند جدتى دخلت الفرندة لقيت جدى قاعد وبيبص فى السما .. فى الأول افتكرت انه بيبص على بنت الجيران اللى انا كنت ببص عليها .. بس اما قربت منه لقيته بيفكر بصوت عالى .. قلتله "جدو .. انت بتكلم نفسك؟" انتبه وقالى "لا لا يا حبيبى .. ده انا كنت بفكر فى حاجة كده" .. روحت قاعدت قدامه وسادت لحظة من الصمت المريب ... "انت عارف انا كنت بقول لنفسى ايه ؟" قال جدى .. "ايه يا جدو ؟" .. قالى "إن الحياة بسيطة جداً بكل ما فيها بس كل اما بنكبر بنعقدها على نفسنا .. المفروض نعيش الحياة زى ما انت عايشها .. فاهم؟" جاوبت وانا بهز راسى بالموافقة بس الحقيقة مكنتش فاهم اى حاجة وقتها .. "الواحد فضل يعافر ويتعب ويحرق فى اعصابه ودمه وفى الاخر عملنا ايه ؟ ادينى قاعد ومعايا الضغط والسكر والعسل اللى قدامى ده .. إنت تعرف انى قريت فى كل الأديان اما طلعت على المعاش ؟ .. لقيت انى كل الأديان عبارة عن قيم أخلاقية ونداء بالمحبة والسلام بين الناس .. بس دلوقتى الناس اتغيرت .. الناس بقت وحشة ..وحشة اوى عن ايام زمان .. كل واحد واقف للتانى عالغلطة ومجهز لنفسه مجموعة شتايم يرد بيها على التانى .. ولا انت ايه رأيك ؟" قلت بكل حماس "ايوة يا جدو ايوة .. الناس بقت وحشة اوى" ..راح قايلى وهو بيقرب بجسمه من على الكرسى "لسانك حصانك إن صنته صانك، وخليك عارف ان مفاتيح الجنة هى هى مفاتيح النار" مع إنى مكنتش فاهم اى معظم الكلام إلا ان الجزء ده بالذات من الحوار مقدرتش انساه  .. بعد كده جدى قعد يتكلم ويهزر معايا فى الكورة تقريباً وهنا جه السؤال المهم اللى كنت مستنى اسألهوله من أول ما دخلت عليه الفرندة .. "جدو .. تلعب كوتشينة ؟" إبتسم وقالى لا يا حبيبى انا تعبان شوية .. حخش اتصطلح حبة واما اقوم نبقى نلعب .. وقام جدى .. وأتصلطح ونزلنا من عند جدتى .. ونسينا دور الكوتشينة اللى كنت عايز العبه .. ومفتكرتش غير شوية النصايح اللى جدى قالها لى .. لو كان عايش دلوقتى وشاف الناس بتعمل ايه فى بعضها مكنتش قال زمان ان الناس وحشة .. ساعتها افتكرت جملة قريتها فى كتاب "بطن الأرض أفضل من ظهرها" .. يمكن ! .. ايـــــه ! الله يرحمك يا جدى.


مصطفى الشابى


الأربعاء، 3 فبراير 2016

تواريخ ملهاش لازمة

تواريخ ملهاش لازمة

(هذه الصفحة مختارات من مذكراتى التى لم أتجرأ بكتابتها فى يوم من الايام)

12\1\2016

"قد تمُر بفترة ما فى حياتك وتسأل الشخص الذى اصبحت عليه "من انا ؟!" هل هذا هو نتاج التخطيط الرسم الهندسى الذى رسمته لحياتك، هل هذا هو نتيجة السهر والقلق والحيرة ؟ .. ننظر الى ماضينا الذى يقبع فى الخلف لنرى ان كل ما خشيناه قد أصبح واقع نعيشه يومياً ولا نشعر انه ما كنا نكرهه فى يومٍ ما !

"لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع"

مع زيادة المعرفة والعلم نتمنى لو أغلقنا أعيننا حتى نكتفى من رؤية الحقائق المزعجة، فهذه هى الحقيقة ! المعرفة الزائدة بالأمور والأشخاص لا ينتج عنها سوى الإزعاج .. فالحقيقة فى حذ ذاتها مزعجة ! ولولا ان الحقيقة مزعجة ومؤلمة ما أخترعوا الكذب !

لذلك أصبحت أخشى التفكير فى المستقبل .. لأنى سأصل الى حالة من أثنين .. الأولى : هى انى سوف أتمنى أشياء وأخشى أخرى، فيتحقق ما أخشاه وأنسى ما أتمناه ! الثاني : هو انى سأرى ما سوف أنتهى اليه وانا لا اريد ان أكره مستقبلى قبل ان يأتى .. لذلك قررت ان اعيش الحياة لحظة بلحظة."

3\8\2010

"ليال الصيف دائماً ما تذكرنى انى وحيد ! نعم أدرك تماماً ان العائلة أهم من كل شئ، ولكنى أردت دائماً الخروج ولو بعض الوقت عن ذلك الإطار الذى لا يختلف من يوم لإخر، اردت صديق او صديقة وتمنيت حبيبة .. ولكنى أعلم تماماً انى لن أحظى بأى منهم .. لأن الله لا يعطى الشخص كل شئ !، كلما شعرت بالسخط تذكرت ان العائلة هى أهم شئ وان الله منّ علّى بوجودى معهم ... حتى وإن لم يشعرونى بشئ فى المقابل. اليس هذا هو الرضا ؟ "

24\2\2014

"... أول مرة أسمع أغنية رباعيات الخيام لأم كلثوم .. ولازم أعترف ان صوت أم كلثوم بيخلق نوع من أنواع الحواجز بينك وبين العالم الخارجى، بيبدأ مع أول صوت تصقيفه تحيه لرفع الستار وبينتهى مع اخر تصقيفة فى التسجيل .. الحواجز دى مفيدة للحياة لانها بتخليك توقف تفكير شوية فى كل حاجة .. الإمتحانات قربت مش لازم افكر .. يبقى حقوم اسمع ام كلثوم تانى وانام."

6\1\2016

"السنة الجديدة اثبتت انها مش احلى من السنة القديمة فى حاجة .. بالعكس فمع كل سنة جديدة كل شئ فى الحياة بيبقى اسوء وأصعب .. يارب السنة دى تخلص !

المهم ان بداية السنة دى خلتنى اؤمن بشئ مهم جداً هو "تأثير الفراشة" إنك تعمل شئ صغير غير متوقع وعفوى جداً ولكن ينشأ عنه يا مشكلة كبيرة يا تتفادى المشكلة الكبيرة دى .. وهو اللى بيخلنى اقول لنفسى شئ مهم جداً إنى مش لازم اوقف الحاجات اللى بتيجى فجأة فى حياتى .. لأن هى دى اللى بتدى الدنيا طعم وهى دى اللى بتعمل حاجات مش متوقعة .. مش لازم ادرس كل موقف وكل خروجه وكل نفس بتنفسه .. لازم أعيش حياتى بجزء عفوى من غير تفكير .. اعمل خير من غير تفكير .. أضحك من غير تفكير وأحب من غير تفكير .. وكمان عرفت ان ممكن شئ تعمله مكنتش متوقعله اى نتيجة يثبت بعد فترة ان شئ عظيم وممكن حاجة تعملها تخليك تكره شخص كنت بتحبه وتحب واحد كنت بتكرهه .. قانون الحياة والقدر ما ينفعش نحسبله .. بتبقى حاجة كده .. نصيب !"

31\1\2012

".. كنت أخشى من فكرة دخولى عالم الألعاب الإلكترونية مرة أخرى لانها تأخذ الكثير من الوقت .. ولكنى بعد فترة ادركت أنها سبب فضل فى حياتى .. تلك الالعاب بالرغم من تفاهتها لبعض الناس إلا انها علمتنى أهم شئ وهو .. عدم الإستسلام ! دائماً يوجد أمل .. ودائماً يوجد حل للمشكلة .. ليس علينا سوى الصبر والتأنى وعدم الإستسلام."

27\11\2013

" .. فى بعض الأيام اشعر وكأنى لا أنتمى لأى شئ .. لا أنتمى لأصدقائى ولا لعائلتى ولا للزمن الذى اعيش فيه .. لا أعلم حل لذلك سوى إختراع آله زمن ! ولكنى أيضاً فى حيرة .. هل ما وصلنا له ما هو الا نتيجة عن التقدم التكنولوجى الذى استولى على حياتنا ومحى شخصيتنا ببعض الكلام المكتوب على "شاشة" وجعل الحياة سريعة و"محدش طايق حد" أم نحن هكذا منذ بداية الخلق .. لا يختلف عنا جدودنا فى اى شئ .. هل إنحدر مستوى الإحترام والأدب أم هو نفس المستوى القديم ولكن بثوب يناسب تطورات العصر .. يقول يوسف السباعى فى رواية "ارض النفاق" : إن الإنسان هو الإنسان .. غشاش، مخادع، كذاب منافق .. فى كل أمة وفى كل جيل. لا تقولوا رحم الله آبائنا وأجدادنا لأنهم كانوا خيراً منا وأفضل خلقاً، لا تقولوا ذلك .. فما كانوا يقلون عنا رداءة وسفالة" .. هل صدق فى كلامه ؟ ام كانت مجرد مبالغة مقولة فى مغزى الرواية ؟"


مصطفى الشابى