الأحد، 18 أغسطس 2013

"حنرقص دانص يا روح أمك"

"حنرقص دانص يا روح أمك"

رموز كتبت أسمها بحروف من ذهب فى السينما المصرية لإتقانها أدوار الشر .. والذى من الممكن تسميته "الشر الظريف" أمثال عادل أدهم وتوفيق الدقن ، يا ليت نحظى بمثل هؤلاء الأشرار الظرفاء عوضاً عن ما نراه الأن فى شاشات التليفزيون ، وياليت جميع اللصوص الأن لصوص ولكن ظرفاء ، ولكننا الأن فى زمن الشر والأبتذال الخالص بدون كوميديا والذى نتعرض له فى حياتنا اليومية ، حتى رموز الطيبة فى هذا الزمن أصبحت "عبدة موته" و"قلب الأسد" ! فكل ما لدينا الأن .. رموز للشر الخالص .. والنفاق .. والمتاجرة بالأديان ، الذين يستطيعون على أن يهدموا وطن "

وعلى سياق هدم الوطن ، ما نراه الأن من قتل وإرهاب ما هو الا نتيجة لجهل وتخلف تغلغل فى عقول هؤلاء الإرهابيين وإنعدا  الأخلاق والدين !  ، ورداً على من يقول أن "عدد شهداء الأخوان فى تزايد مستمر" .. مع اننا نرى فى أرض الواقع وعلى شاشات التليفزيون الأسلحة والإرهاب مما لا يدع مجالاً للشك بأنهم "هجاصين" ، ويجعلنى هذا المشهد أتذكر جملة توفيق الدقن ولكن بصياغه أخرى "جرى ايه للدنيا .. كل الأخوان بقوا شهداء ، أومال مين اللى بيضرب ؟" !

لذلك أصبحت حياتنا منحصرة ما بين أفلام الرعب ، الدرامة ، الأبتذال وفى بعض الأحيان الخيال العلمى !

وفى النهاية ما بين كر وفر من الجهتين يجعلنا دائماً نتسأل .. هل سننعم بالأستقرار فى يوماً من الأيام ، هل من الممكن أن نكون متحضرين ومن دول العالم الأول ؟ أم يكون مصيرنا دائماً حرب وخراب وجهل ؟ وهذا يقودنا الى المشهد النهائى .. من سيقل للأخر "حنرقص دانص يا روح أمك" الأخوان ... أم الجيش ؟

مصطفى زكريا الشابى


الأربعاء، 14 أغسطس 2013

لا تعطينى رئيساً ولكن ..

لا تعطينى رئيساً ولكن ..
"لا تعطينى رئيساً ولكن .. أعطنى فلوس أعيش لأخر الشهر ! "

جملة قد نراها ساخرة الا حد ما كبير .. ولكن أبعادها قوية ، فمع الطفرة السياسى القوية التى تمر بها البلاد .. والذى أظن فى رأيى المتواضع ان هذه الطفرة أقوى من طفرات الحروب ضد إسرائيل وتأميم القناة .. أصبح كل من –هب ودب- يتكلم فى السياسة حتى أصبح الأمر مقززاً .. وتنشأ حروب فى وسائل الموصالات بسبب الـ"رحرحة" فى الكلام المواطنين وبعضهم البعض ، مما يجعلنا ننظر إلى الفئة القليلة والتى أصبحت تنقرض بسبب عدم الأهتمام ! فمع إنحياز المواطنين إلى الأعتصامات والمظاهرات .. يوجد فئة تُعطل أعاملها ويضيع عليها الأجر اليومى ! ولا نكترث لأمره .. المهم أن تُحل مشاكلنا السياسية !

ولا أتكلم فقط عن هذه الفئة .. ولكن أتكلم إيضاً عن فئة تموت بسبب الخلافات السياسية .. ودخول موضة جديدة أثناء الذهاب للجواز .. "-أحب أعرف يا أبنى توجهاتك السياسة إيه ؟ -كنبة يا عمى ونزلت 30\6. –عفارم .. أحنا يشرفنا يا أبنى ، بس لازم أمها توافق عشان هى إخوان !" وتبوظ الجواز ! ، فقط أصبح الأختلاف كُفر ، وأصبح الأتفاق إيمان ، وأضحت السياسة أهم من الدين ، وأصبح الرسول يصل خلف الرئيس ، وأضحى الرئيس بين عشية وضُحاها أهم من أحجار الكعبة !

"لذا .. لأصحح المقولة فى الأعلى لتصبح "لا تعطينى رئيساً ولكن .. أعطنى شعب لا يتكلم فى السياسة إلا فى الضرورة"

لذا أرجوكم .. رفقاً بهذه الفئة .. ورفقاً بالشعب .. ورفقاً بأنفسكم .. دعوا السياسة لأهلها ، ولا تنجرفوا وراء طموحات ومطامع الأخرين ، وأستغل عقلك فى التفكير ولو مرة ! حتى لا تموت وانت غارق فى دماء أسلتها ولم تنفعك سوى ليطلق عليك لفظ .. إرهابى !


   مصطفى زكريا الشابي

الخميس، 1 أغسطس 2013

موسيقى وألغاز !

موسيقى وألغاز !

لقد منّ الله عليك بقلب لو أستخدمته للحظة ، نسيت كل الدينا ونعمت بمتعه الإحساس !
دخل رجل الأعمال الخليجى خالد القاويم ببذلته الفخمة والتى تبدو مفصلة له خصيصاً الى مطعم فرنسى لتناول الغداء .. فقد جاء لباريس لقضاء مهمة عمل سوف يربح منها الملايين !

جلس على كرسى طاولته وطلب الطعام وأنتظر قليلاً حتى جاء له الجارسون وقدمه له وبدأ فى تناوله .. حين إذ طلت على مسرح صغير داخل المطعم إمرأة جذابة .. تحمل آله الأكورديون وشرعت فى العــزف ..عزفها أعطى للطعام حلاوة ! .. رأها مستغرقة فى عزفها .. مُغلقة عينها وكأنها هى والآلة واحد !

 كان يوجد إنجذاب غريزى نحوها .. الإنجذاب الطبيعى الموجود عند أى رجل شرقى نحو أى إمرأة يقابلها أو يراها لأول مرة ! أراد أن ينفرد بها على طاولته يحدثها .. أو يتباها بها أمام الناس فى المطعم ..أنهى طعامه وأنتظر حتى فرغت من عزفها المنفرد و أرسل له دعوة مع الجارسون لكى تنضم له على طاولته ! وبالفعل .. جائت مُلبية دعوته !

وقف لأستقبالها وقبل يدها وقال لها مبتسماً
شكراً لقبولك دعوتى !

رد عليه مبتسمة هى الآخرى
أرجو أن يكون أمتعك عزفى !

رد عليها مغازلاً
لم يجذبنى العزف بقدر ما جذبتنى العازفة !

ردت وقد أحمرت وجنتيها
شكراً لهذه المجاملة اللطيفة !

سألها ولم تفارق الأبتسامة وجهه
ولكن .. هل لى أن أسأل لماذا أنثى جذابة مثلك تعرض نفسها لخطر زوار المطعم .. وانت على ما يبدو لى .. لست بحاجة الى المال !؟

ردت على مبتسمة !
ومن قال لك أنى بحاجة الى مال ؟

قال متسائلاً
إن كنت لا تحتاجين اليه .. لماذا إذاً تعرضى على الناس موسيقتك ؟

وهل عرضى لمواهبى يلزم أن أكون بحاجة الى مال ؟

بالطبع !
قالت مستهزءة وهى توجه وجهها لأعلى محركة يدها بحركة عشوائية

هذا عيبكم أيها العرب ! .. لا تستخدموا ما أهداكم الله من مواهب سوى لجنى المال !

رد مستنكراً وهو ينفى التهمة
نحن لا نفعل ذلك .. حتى وإن كنا .. ما الضرر إذاً ؟

الضرر .. الضرر أنكم لا تشعرون بحلاوة الفن والموهبة ! .. تسعون الى جنى الأرباح .. لا تمتع نفسك بما تُمتع به غيرك !

انا أمتع نفسى بالمال !

أتظن أن المتعة فى المال ؟ ... المال ما هو سوى سبب من أسباب شقاء الإنسان .. بوجوده وبإختفاءه يشقى الإنسان !

هذا هراء ! .. ما أدراك أنت بالحياة والأموال .. أنت مجرد ناقمة عليهما لمجرد عدم أمتلاكك اى منهما !

وما أدراك ... لعلى أجد لذتى فى شئ أخر !

قال ساخراً
مثل ماذا ... الزواج ؟

أستهزاء الرجل بالمرأة .. لا ينتهى أبداً !

أعذرنى .. أرجوكى .. أكملى كلامك !

أنت مِن مَن تجد لذتك فى الأشياء المادية .. الأموال ، النساء ، الشهرة .. إلخ إلخ !

وهل يوجد أجمل من هذا ... وهل يوجد من الأصل أى شئ غير هذا !

بالطبع يوجد ! .. اللذة المعنوية والحسية .. لقد منّ الله عليك بقلب لو أستخدمته للحظة ، نسيت كل الدينا ونعمت بمتعه الإحساس !

قلب .. القلب للنساء من أمثالك .. أما أنا رجل عملى .. لو أوقفت العمليات الحسابية بعقلى لمده ثوانى .. ذهب شقى العمر هباء

الأحاسيس والشعور لا تتجزأ بين رجل وإمرأة ! .. إنها صفات مشتركة بين كل إنسان بل .. بين كل كائن حى على وجه الأرض !

وما هى إذاً اللذة التى تعطيها لكِ الموسيقى ؟

يكفى أنها تنُقلنى من هذا العالم لأخر !

هذا كلام رويات !

أوليست الرويات مقتبسة من الواقع ؟

هذا نقاش عقيم .. لن يصل بنا الى أى بر !

أنهم عالمان لا يلتقيان أبداً !

قال الرجل وهو ينظر فى ساعته الألماظ
كفى ألغاز .. سوف أذهب الأن .. لدى موعد عمل ، شكراً لكِ على قبولك دعوتى !

عفواً .. أرجو الا أكون سبب فى خُسارتك بضعه أموال فى هذه الدقائق !

ثم جائت مساعدة العازفة وهمست لها فى أذنها وهمت المرأة بالقيام من مكانها .. فأسرع الرجل بطرح سؤال سريع !
إذا أردت أن أسمعك مرة أخرى .. كيف أجدك ؟

انا أعمل هنا كل يوم

حسناً .. سوف أتفقد جدول مواعيدى وبالتأكيد سوف أسمعك مرة أخرى !

بالتأكيد

ولوحت له وهو يخرج من بابا المطعم وقالت وهى تنظر لمساعدتها "كلهم قالوا مثلك .. ولم يأتوا !"          
                مصطفى زكريا الشابي