الأحد، 30 ديسمبر 2012

رقصة المطر


رقصة المطر

إنها الواحدة بعد منتصف الليل ، لا أشعر بالنعاس بل أشعر بنشاط  ، مع إن يومى كان ملئ بالأعمال ، ذهبت الى المطبخ لعمل مشروب ساخن .. لم أجد سوى القرفة .. ابتسمت وقمت بعمل كوب منها .. ثم ذهبت الى سريرى وقمت بتدفئه نفسى . كان المطر ينهمر .. كم أحب الاستماع الى صوت قطرات الماء وهى تلمس زجاج الشٌباك .. بدأت اتذكر ذكرياتى مع المطر وانه كان سبب سعادتى الحزينة .

منذ ثلاثة اعوام جئت لأمريكا للعمل .. كانت حياتى بائسة ،مملة لعل السبب انى كنت وحيد .. ما أسهل اقامة علاقة عمل ولكنهم جميعاً كانوا من ذوات الدم البارد .. العمل فقط .. حتى النساء كانوا مثل الرجال فى التعامل ... فما فائدة المرأة اذا لم تشعرك بأنوثتها ؟؟! لقد كان شعارى فى الحياة ان "حياة بدون نساء فهى حياة محكوم عليها بالفشل والموت البطئ" هذا ما كنت فيه الميت الحي .. الى ان جاء اليوم الذى أعطى حياتى بعد ذلك طعم .
كانت ليلة رأس السنة ... ليلة شديدة المطر .. فمن نزل يومها من بيته فهو شئ من اثنان يا مضطر يا مجنون ... أحب ان اصنف نفسى بين المجانين .. لقد اردت ان استمتع بأول ليلة فى العام الجديد مثل باقى العالم .. وكم تميزت أمريكا بأحتفلات رأس السنة .. كنت أنوى الذهاب لمطعم فخم للاستمتاع بالليلة، ولكن نظراً للظروف الجوية لم استطع الوصول فأضررت الدخول الى احدى الحانات القريبة منى للاحتماء من المطر .. لا مفر من الخروج الان .. لقد افسد المطر يومى .

قمت بخلع البلطو وجلست فى هذه الحانة مبعثراً بكلام غاضب  .. ثم جائت امرأة للعزف على البيانو فبمجرد ان بدأت العزف شعرت بنشوة لم أشعر بها من قبل .. وكأن قلبى قد ذاب .. لا ادرى اذ كنت أعجبت بالعزف ام بالعازفة ... لقد كان جسدها مثل الكمنجة ... شعرها الناعم الأسود المتدلى على كتفيها .. لم أكن اريدها ان تنتهى ولكن بمجرد ان انتهت بعثت لها مع الجارسون وردة معاها كارت ابين فيه اعجابى الشديد وادعوها لمأنستى فى وحدتى .. وبالفعل قد جائت مبتسمة .. ولكن بمجرد ان رأتنى ذهبت هذه السعادة وحل على وجهها علامات الأحباط .. لعلها كانت تتوقع ان من بعث لها الوردة والكارت شخص اخر.. عندما جائت  نظرت فى عينيها .. فكانت سوداء كالفضاء محلاه ببضعه الدموع المحبوسه مثل النجوم .. لقد تهت فى فضاء عينيها.

جلسنا فقلت لها "تشربى ايه" قالت لى "القرفة أكتر حاجة بتدفى فى الجو ده" قلت لها بحماس " عزفك على البيانو كان هايل" قالت لى فى سعادة "ميرسى" قلت متسائلاً "كنت متوقعة حد تانى ؟؟" قالت " المفروض انى كنت حقابل صاحبى بقالى ساعة مستنياه.. وانت ؟؟" أجبت "كنت رايح مطعم من المطاعم المشهورة اقضى فيه الليلة بس معرفتش بسبب الشتا اللى لولاه مكنتش سمعت أحلى عزف ولا كان زمانى قاعد مع أحلى واحدة" قالت وهى تحاول إخفاء وجهها " متبلغش كده" سألتها " وانت بتشتغلى هنا ؟؟" ردت بسرعة " لا ... ده كاريوكى من نشاطات ليلة راس السنة .. بيخلوا اى حد بيعرف يعزف او يغنى يطلع على المسرح" رديت عليها متمنياً "طيب تحبى ترقصى ؟؟" قالت "تعرف؟" رديت "على قد حالى كده" موافقتها على الرقص جعلتنى فى فى أشد السعادة .. وضعت يد على وسطها والاخرى فى يديها .. ما أجمل ملمس يديها !! رقصنا التانجو ... رقصة العشاق ... رقصة الشغف ... كانت أمتع لحظات حياتى .. وانتهت الرقصة وبدأ العام الجديد.

 حل الظلام فى الحانة وانا متعلق بشفتيها ... قبلة الحياة ... شعور بالدفء والطمأنينة ... لم أكن اريدها ان تنتهى .. أظن انها كانت مستمتعة مثلى .. وانتهت القبلة وسمعنا تصفيق جميع من بالحانة اعجاباً بالرقص ثم جلسنا مرة اخرى كانت القرفة قد وصلت على الطاولة .. قلت "مش عايز ادوق اى حاجة تانية بعد البوسة دى" لم ترد و أكتفت بضحكة خفيفة وبدأنا فى الشرب.

لم أكن احب طعم القرفة .. ولكن شعورى بالحب ناحية هذا المرأة جعلنى اشربها و اعجب بطعمها .. فقد كانت لذيذة.

وعندما انتهت من شرب كوبها قامت قأله "لازم امشى دلوقتى ... احسن الطيارة تفوتنى" رديت عليها وانا مصدوم"انتى مسافرة ؟؟" ردت فى يأس "اه ... لازم ارجع بريطنيا تانى عشان الشغل وخلاص شفت كل اللى انا عايزه اشوفهم هنا من صحابى و عيلتى واللى كنت فاكراه بيحبنى ادانى بومبة" سألتها فى يأس " حشوفك تانى قريب؟؟!" قالت لى "ممكن فى راس السنة الجاية حتلاقينى فى نفس المكان" ثم قامت مسرعة لبست البلطو و نظرت اللى ملوحة يديها و قالت فى صوت ممتزج بالسعادة والحزن "شكراً على الليلة الجميلة دى ... مش حانساها" وذهبت اللى المطار.

لم ارها منذ ذلك الحين او ارى مثلها .. هذا الجمال المختلط من بين الموهبة الامريكية والجمال الفارسى والجسد الفرنسى والروح المصرية ... حاولت ان انساها بمعرفتى لنساء اخريات ولكن لم يستطيعوا ان يملؤا الفراغ الذى سببته لى، حتى قُبلتها .. طعمها لا يزال فى فمى حتى الان .

 وفى كل رأس سنة كنت اذهب الى نفس المكان وأطلب كوبين من القرفة املاً فى ان تأتى ....

ولكنها لم تظهر .
                                                مصطفى زكريا الشابى

الخميس، 20 ديسمبر 2012

جنون العشق


جنون العشق


لقد مللت من كلام الحب الذى ارسله اليك كل مرة ... فأنه ليس كافى للتعبير عن الأشواق التى بداخلى .. فأسمحى لى ان اقول لك ان لا كلام على وجه الأرض يصف جمالك.

لقد حاولت مئات المرات ان أكتب شعراً أحكى فيه عن جمال عينيك ولكنى افشل بمجرد ان اتذكرهما .

لقد اتهمونى بالجنون ... نعم انا مجنون .. مجنون بحبك ... فإن حبي لك أكبر من ان يفهمه عقول مثل هؤلاء البشر ...  فهل تخلصينى من هذا العذاب ؟! هل تريحى قلبي وترحمى عقلى ؟؟!

إن قلت لك أحبك فلا تصدقيني ... فأنا لا أحبك ... أنا أعشقك .. أعشق كلامك وأبتسامتك .. أعشق ضحكاتك ودموعك .. دموعك التى هى أغلى عندى من كل اللآلئ .

سوف انتظر رسائلك التى ترسلينها مع القمر .. فإنه هو أكبر شاهد على حبنا وإن كنت لأظن انه يغار مني بسبب حبك لي.

أنت فى عقلي وخيالي .. حتى وان لم تكونى أمامى .. فأنت من تضيئي أيامي .. وتعطى معناً لأحلامي.

لن أطيل عليكي يا حلوتي .. ولكن فى نهاية رسالتى .. أحب ان أقول انك ستظلين أنت فقط .. حبيبتى.
                                             مصطفى زكريا الشابي  

الأحد، 16 ديسمبر 2012

يعنى ايه 2012 ؟؟!


يعنى ايه 2012 ؟!

يعنى ايه 2012 ؟؟! .. يعنى سنة نفخ ، متعبة ، صعبة فى كل حاجة .. كل الاحداث كانت صعبة سواء سياسياً او أجتماعياً .. بس الحمد لله ربنا راضى عنى ومش بتكلم فى السياسة عشان الكلام فيها يؤذى الصحة ويؤدى الى الوفاة .. وانا بصراحة مش عايز اموت دلوقتى ..لو حقول كلمة ل2012 حقولها "مع الســــــــلامة" وانت بتتك على السين.

 مكدبش ان السنة دى كان معظم تفكيرى عن الموت بس التفكير ده غلط لأن لو كل مشكلة صعبة واجهتنا اتمنينا الموت مكنش زمان حد عايش ... عشان كده انا شجاع ... عشان قررت اواجه كل المشاكل والمواقف الصعبة ومخفش ومسلمش عشان عارف ان فى النهاية ربنا حيرزقنى بسعادة حتى ولو كانت مدتها قصيرة فهى حتخلينى أقوى عشان اعرف اواجه.

بدأت 2012 وانا متفائل .. اول اربع شهور كانوا فل الفل وكان أحسن عيد ميلاد هو بتاع السنة دى .. بعد كده فى تلات شهور لو شلتهم من السنة مش حتفرق حاجة ... بعد كده أصعب خمس شهور فى حياتى .. تقريباً الام ماقبل الوضع .. ماعلينا ... ممكن أقول انى بدأت سنة دراسية زبالة ... خسرت نص صحابى .. او المعظم ... خسرت فورمة الجيم ودى حاجة حزت فى نفسى كتير الحقيقة ... كنت بحترم ناس افتكرت انهم محترمين .. فقدت راجل كنت بحترمه جداً فى العيلة .. أكتئبت بتاع 5 شهور فى السنة منفصلين .

بس فى وسط كل الحاجات دى اتعلمت حاجات بردو ... وتعرفت على ناس محترمة بمعنى الكلمة .. وحبيت ناس عمرى ماشفتهم وبقوا جزء من حياتى .. وأكتشفت فى فى جوايا مشاعر وحس مكنتش متخيل انهم موجودين .. جربت حاجات كنت بحلم انى اعملها.. وتم بحمد الله العثور على موهبة وجارى حالياً التدوير على موهبة بديلة فى حالة الفشل .. بس الأهم من كده ان العيلة الصغيرة بتاعتنا قربت من بعض أكتر وان كان فى فرد هو اللى كان عامل مشاكل فربنا هداه .. وعرفت واتأكدت ان مفيش حد ..اى حد ... حيحبك أكتر من أهلك .

بالاختصار المفيد انا فى 2012 -على وزن قتلت واتقتلت-
زعلت واتبسط ، ضحكت وعيطت ، حبيت واتحبيت ، كرهت واتكرهت ، أكتشفت وأكُتشفت ، أحترمت وأحُترمت ، فارِقت واتفارِقت.

لو كانت 2012 سنة وحشة فهى وحشة فعلاً ولكنها سنة مؤثرة فى شخصيتى ومجرد مسحها من ذكرياتى فده معناه بقائى كما انا .. "السلبى الذى يبحث عن موهبة".
فى النهاية احب اقول:

"تقاس عبقرية المرء بكمية الحزن الذى مر به فى حياته .. لا تيأس .. انت حزين اذا انت تشعر اذا .. انت أنسان."   
                                               مصطفى زكريا الشابي.            

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

سيمفونية الحب


سيمفونية الحب


أشتقت اليك حبيبتى ... أشتقت الى لمسة يديك ، الى صوتِك الدافئ ، الى رائحة عطرك .. لقد زادت متاعب الحياة التى كنت اهرب منها بلقائك. أصبح فى غاية السعادة عندما اتذكر ضحكنا وكلامنا وخلافاتنا .. عندما اتذكر ضربات قلبى السريعة فى اول مرة تحدثت اليك .. وشعورى انى مالك هذه الدنيا بقولك كلمة "أحبك".

كم أشتقت ضحكتك البريئة .. الى بكائك الهادئ .. الى صمتك الصاخب ..لجنونك الشقى .. كنتِ تخرجى الطفل الذى يوجد بداخلى ولكن برحيلك أظل كما انا... الرجل ذو الشعر الشائب.

لقد كان صوتى وصوتك بشعان .. ولكن عندما يجتمعان مع بعض يعطوا أجمل سيمفونية الا وهى الحب .

مستعد للذهاب لاعلى قمم الجبال ، لأكثر الاماكن رعباً وخطراً لكى استعيدك مرة اخرى .. فهل تقبلين العودة ؟!

لم يبقَ لى سوى شيئان .. الأمل فى لقائك والذكريات الجميلة التى اعطيتنى اياها ... سوف انتظرك لتنيرى احلامى وتخلصينى من الوحدة القاتلة . لن أمل من انتطارك مابقى من عمرى ولكنى سأشتاق اليك أكثر.

                                                 مصطفى زكريا الشابى

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

رسالة الى حبيب


رسالة الى حبيب

كم هى سريعة خروج الروح من الجسد .. فى أقل من ثوان تقوم الروح برحلة لا عودة منها الى عالم اخر .. ولكن الغريب فى هذه الرحلة هو انها تأتى فجأة .. بدون توقع .. لتترك من حول هذا الشخص فى حالة ذهول ، صدمة ، حزن ..

لقد كنت تتحرك وتتكلم من ثوان .. لاتزال رائحتك تملأ المكان .. لا يزال صوتك فى أذنى ... اين ذهب كل هذا ؟؟!

لن انسى ضحكاتك معى وانا طفل صغير ... لن أنسى كلامنا الجاد الذى كان يشعرنى انى أصبحت رجل .. لن أنسى ابتسامتك المليئة بالحنان التى كنت ترسمها عندما ترانى .. فكيف بالمرء ان ينسى عمره ؟!

يا الله ... إن أعظم معجزتان خلقتهم فى هذه الدنيا الفانية هم الحياة والموت .. الموت هو الحقيقة المُنكرة .. لا نصدقها حتى تحدث لنا ... انا اؤمن بالموت ولكن لا أستطيع تحمل عواقبه ... لا أستطيع رؤية الحبايب يكفكفون دموعهم ... لا استطيع رؤيتهم يعتصرون المً من الداخل ... لا استطيع تحمل الفراق .

لقد رحلت قبل انا اقول لك انى أحبك ... أسف على المرات التى لم أرغب رؤيتك فيها .. أسف على كل ما صدر منى من ضيق .. لقد كنت مغفل .. لم اتصور ان هذا اليوم سيأتى .

إلى اللقاء يا رفيق .. إلى اللقاء يا عظيم ... إلى اللقاء يا حبيب ... سوف اقابلك قريباً .. ابعث سلامى للأحباب .. فى الجنة إن شاء الله .
                       مصطفى زكريا الشابى
                                   الى جدى زكريا مصطفى حمودة .. الغائب الحاضر


الاثنين، 3 ديسمبر 2012

جواب سكر زيادة


                                       جواب سكر زيادة


لقد مر زمان على لقائنا الأخير .. مازلت أتذكر رائحتك ، مازلت أرى عيناكِ فى كل امرأة اقابلها ، كنت اذهب الى مكان لقائنا المقدس وأتخيلك أمامى .. تضحكين ضحكتك التى تشعرنى بسعادة غامرة ... لقد تعودت على أن اشرب القهوة مثلك .. سكر زيادة ولكن بمجرد أن رحلتى أصبحت أشعر انها سادة.

وها أنت قد عدتى بعد غياب أستمر لأعوام .. لقد أبتسمت لى الحياة مرة أخرى .. وكأن هذة الدنيا قد عادت إليها الحياة بعودتك .. وفنجان القهوة أصبح رائحته أجمل فى وجودك.

 أنت كما أنت ... جميلة ، عفوية ... لم يؤثر فيكى الزمن .. مازالت عيونك السوداوان تشعرنى بحنينى الى أمى.

أعترف ! .. لقد قابلت الكثير من النساء فى غيابك .. ولكنى لم اكن أسمع سوى صوتك أنت .. وقد قلن لى الكثير من الكلام المعسول .. ولكن لم يكن له طعم .. فما فائدة الكلام اذا لم يمر من بين شفتيك ؟؟

إن الكلام بيننا سوف يطول .. فهل تعطينى أذنيك حتى أخبرك مدى أشتياقى وحبى لك ... لكى أقول لكِ ما اكاد اخفيه ويكاد ان يموت بداخلى .

لا تسألينى عنى .. فأنا كنت بدونك كالجسد بلا روح.

عدينى حبيبتى .. عدينى بألا يفرق الزمان بيننا مرة أخرى .. فأنى قد ولدت يوم ولدتي وأموت يوم أن تموتي.

                                         مصطفى زكريا الشابى

السبت، 1 ديسمبر 2012

أول صفحات الشهرة


أول صفحات الشهرة


كنت أقف فى المكتبة احدد كتابى الجديد الذى سوف اقرأه .. أنتبهت للناس ..فمنهم من كان يقلب فى الكتب كأنها "طماطم" يتأكدون انها سليمة .. ومن يتفرج على غلاف الكتاب بتركيز شديد..ومن يقرأ الفهرس ودار النشر.. "يفلون" الكتاب قبل ان يشتروه ... ثم عدت مرة اخرى حتى أختار مابين الكتب ... رأيت أسماء مثل يوسف ادريس ... احسان عبد القدوس ... يوسف السباعى ... انيس منصور ... عباقرة ...لوذعيين..لم يأت الزمن بمثلهم.. وهنا جائتنى الفكرة ... لماذا لا يكون لى كتاب يقرئه الناس ؟؟؟ لماذا لا ترتص كتبى بجانب هؤلاء العباقرة ؟؟ لماذا لا أكون فلتة من فلتات القدر؟؟

 بدأت أفكر فى كتابى المستقبلى ، عن ماذا سوف يتحدث الكتاب ؟؟ كيف ستكون المقدمة ؟؟ هل سأكتفى بسطرين إهداء ؟؟ ام افعل كما فعل يوسف السباعى .. ان اهدى الكتاب لنفسى ؟؟ ام اكتب نبذة عن قصة الكتاب ؟؟ أاكتب كلام غير مفهوم "مجعلص" يجعله يبان ذا معنى ويقولون عنى انى افهم ؟؟؟ ام ادخل فى صلب الموضوع بلا مقدمة ؟؟ إن مقدمة الكتاب هى مشهيات الطعام .. كسلطة "بيتزا هت" .. تجعلك تنتظر الطعام بشوق ولهفة .. فكيف لا أكتب مقدمة ؟؟ كيف لا أمتع الزبون ؟ المثل بيقول "زغلل عين الزبون عشان يرجعلك تانى" .
إن مقدمة الكتاب سوف تكون كالآتى :







                             

                                         فارغة

فارغة من اى غرور ، فارغة من اى نفاق ، فارغة من اى مشاعر ومجردة من كل الاحاسيس .. هذا ما يثير القارئ ويجعله يريد ان يكتشف الغموض الذى بداخلى بقرأته الكتاب .. نعم ! انه فضول الانسان هو الذى سوف يجعله يقرأ كتبى فإن كف الانسان عن فضوله الزائد كتبت مقدمة او بدأت فى الكتاب من غيرها و إن كان الفضول يجرى فى دمه تركتها ....تركتها فارغة.
                                             مصطفى زكريا الشابى

الأحد، 25 نوفمبر 2012

المسواك لا يزال فى جيبى


المسواك لا يزال فى جيبى

كنت امشى فى الشارع لأقابل الاصدقاء و بمعنى أصح "الشلة الفاسدة" وكنت قد تأخرت على ميعادى فأسرعت بخطواتى كى أصل فى الميعاد وكنت أخرج هاتفى من جيبى لأتصل بالأصدقاء لكى اعتذر عن تأخيرى وهنا وقعت الواقعة .. لقد تعثرت .. وكأنى قمت بحركة لولبية عجيبة وارتطمت بشخص امامى ..

 أستجمعت شتات ذهنى وقمت وساعدت الرجل على النهوض. كان الرجل بلحية يوجد على وجهه ذبابة الصلاة ..ساعدته فى تنفيض ملابسه من الغبار و نظرت اليه لكى اعتذر له فوجدت على وجهه معالم الغضب الشديد فقلت لنفسى "حسمع كلمتين فى العضم دلوقتى" ولكنهم لم يكونوا "كلمتين فى العضم" لقد كانوا فى النخاع لقد فوجئت بهذا الرجل يسب ويلعن فى سلسفيل أجدادى وكاد يهم ويضربنى ولكن "ولاد الحلال خلصونى من ايده" لقد وقفت فى الشارع مذبهل .. لم أتخيل رد الفعل هذا .. على الاقل من مثل هذا الشخص .. انه من المفترض انه متدين . يتخلق بأخلاق الرسول ! .. ولكنى استجمعت ما بقى لى من كرامة وذهبت للقاء الأصدقاء وما احلى لقاء الاصدقاء فى القهوة ..

 جلسنا جميعاً بعد الترحيب والسلامات نتبادل الضحكات والكلام ..وبدأت عينى فى "الفرجة على خلق الله" وقد صدمت من ما رأيته .. نعم ! انها فتاة محجبة فى الثامنة عشر تقريباً تدخن الشيشة وتخرج الدخان من انفها .. لقد ذهلت من المنظر ... كان أبى يحكى لى عن ايام شبابه و يقول لى انه لم يستطع ان يخرج نفس الشيشة من فمه من الأصل ...ويحك يا أبى لقد تغلبت عليك هذه الفتاة .
من هذين الموقفين استنتجت الآتى:

1 – لقد تلخص الأسلام فى شيئين "الطرحة والدقن"
2 – إذا كنت تصلى جميع الفروض فى المسجد وتختم القرأن مرتين فى اليوم وتصوم أثنين وخميس وتغض البصر وتصون لسانك ولكنك لست بدقن أو طرحة فى حالة السيدات .. فأنت بتقاليد ومظاهر هذا البلد لا تمت للاسلام بأى صلة
خاتمة
لم يبعث الرسول لكى يقول لنا ماذا نلبس ... بعث الرسول لكى يتمم لنا مكارم الأخلاق .. يا أمة الأسلام الدين هو المعاملة ليس المظاهر ولو كل أمة بعثت على مظاهرها لكانت امتنا فى مراتب الرسل والشهداء فى الجنة ولكن بجوهرنا هذا يجب ان نتبوء مقعدنا من النار .
                                   مصطفى زكريا الشابى

السبت، 17 نوفمبر 2012

قطار الموت .. المشاهد الأربعة


                                 قطار الموت
المشهد الأول
   يااااااااااااااالهههههههههههوى ... أبـــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــى "
ضـــــــــــــــــــنــــــــــــــــايـــــــــــــــــا .. قالى الصبح مش عايز اروح يا ماما ... انا الســــــــبــــــــب انا اللى قتلتوا" قالت الام هذه الكلمات ثم وقعت منهارة على قضيب القطار مغمى عليها.

المشهد الثانى
لم يكاد الأب ان يجلس على مكتبة فى الشغل الحكومى الا وضرب الهاتف "الو .. استاذ ابراهيم ؟؟ ايوة .. عندك حالة وفاة .. مين ؟؟ ولادك الاتنين فى مستشفى اسيوط تقدر تيجى تستلمهم .. البقية فى حياتك" الصدمة تملكت الأب وفقد النطق بل وفقد الحركة .. كان يتمنى ان يصيبه الاغماء فعندما يقوم يجد نفسه فى بيته محاط بأولاده .. ولكن لم يحدث ذلك حينها أدرك الأب صاحب الثمانية والثلاثون عام انه أصبح أبن السبعين.

المشهد الثالث
يضرب الجار الجرس لكى يعزى جاره فى طفله ويقوم بالبكاء ومأزرته فى محنته ويبقول له اذا احتاج شئً ان يتصل به وبعد مرور ساعتين من هذا المشهد يسمع الأب والأم صوت هتاف وتشجيع من الشقة المجاورة "الله عليك ايوة كده .. افديك بدمى يا أهلى" وكأن تم سحب كل قطرة دم وأنسانية فى هذا الشخص ويضرب الأب كف على كف ويدخل غرفة ابنه ويحتضن وسادته ويبكى حتى ينام.

المشهد الرابع
يصحى الرئيس من نومه بعد يوم طويل من الدفاع المستميت عن غزة مستنكراً الضرب من ناحيه اسرائيل وبعد ارسال المعونات ورئيس الوزراء والقاء كلمه يفقد فيها صوته على خبر موت ستين طفل فى حادث قطار فكل ما يفعله هو تسجيل كلمه ينعى فيها اهالى الأطفال وهو بكامل هدوئه وقبول استقالات واخيراً الذهاب الى القصر الجمهورى لكى يأكل الغداء "بط بالبرتقان".


النهاية ..
 نفقد انسانيتنا عندما نفقد برائتنا ونفقد برائتنا فى حالتين الاولى اذا كبرنا فى السن والثانية عندما يموت اطفالنا.
                                       مصطفى زكريا الشابى.

عالم النفاق


                               عالم النفاق

هيا .. غسلونى .. كفنونى .. ادفنونى .. فلقد أكتفيت من العيش معكم .. لقد حان وقت الذهاب الى عالم أخر .. عالم طاهر بدون نفاق.

انا لا استثنى نفسى.. بل انا اعترف .. لقد كنت منافق ... ولكن كيف بي ان اعيش بدون نفاق فى عالم لغه الرسمية هى النفاق ؟؟ لقد ارادنى أبى ان اكون رجل محترم .. ولكن لم يكن يدرى انه يربينى على الاحترام فى زمن قد انتهى فيه الاحترام .. لكى اعيش على هذه الارض فى هذا الزمن احتاج بلا شك "صبر أيوب".

اتسمعون هذا الصوت ؟ .. انه صوت بكاء ونحيب .. انها تلك المرأة ، لا أصدق نفسى .. انى لأتذكر سماعى لها خلسة وهى تسب وتلعن فىّ لمجرد انى قد حصلت على الترقية اما هى فلا .. انها تفعل هذا لكى تحصل على إعجاب المدير ليعلم انها إنسانة صادقة ، مُحبة لزملائها ، جديرة بالحصول على مكتبى.

لقد كان هدفى فى الحياة كان الأخلاص فى عملى بكل جد ومرؤة .. وعدم الإلتفات الى المغريات .. ولكن مجرد التفكير فى انى الوحيد الذى لم يلتفت يؤكد لى انى كنت عايش على هذه الارض ب"بركة ربنا"

لذا لن اسقط من على الصراط مثلكم يا منافقين بل سوف انجو هل تعلمون لماذا ؟؟ لأنى لم أتخذ النفاق وسيلة لكسب العيش والمناصب الرفيعة بل اتخذته وسيلة لأجتناب شركم.
                                     

      مصطفى زكريا الشابى


الخميس، 15 نوفمبر 2012

عبد الروتين


عبد الروتين
حاولت ان اقوم من مكانى .. حاولت ان اتكلم .. حاولت ان اصرخ لكن كل محولاتى فشلت .. نعم ! لقد أصبحت جثة هامدة .. انتهى دورى فى الحياة  حاولت ان اسمع من حولى فكل ما سمعت هو "كان ماشى جنب الحيط" "كان يعشق الانضباط" "كان راجل زى الساعة" فاسترجعت حياتى من البداية للنهاية لم اجد فيها يوماً مختلف ... كلها ايام مماثلة لا يوجد فيها شئً جديد .. كم تمنيت فعل اشياء عديدة ولكنى كنت اخاف ... اخاف من نظرات الناس ومن لمزهم .. وها أنا متُ ولم افعل اى شئ خوفاً من الناس .. لقد كانوا يتحكمون فى حياتى .. انى اريد حياة اخرى ولكن بلا ناس لكى استطيع العيش على طريقتى .. فقد جعلونى عبداً للروتين والتقاليد .. فتباً للروتين وتباً للتقاليد وتباً للناس فكم من حياة اضعتموها وكم من حياوات اخرى سوف تضيعونها. 
                                          مصطفى زكريا الشابى.

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

الورقة البيضاء


الورقة البيضاء
ها هى ..الورقة البيضاء .. ماذا أكتب ؟؟ أاكتب عن حالتى السيئة ومعناتى ؟؟ ام عن مشكلةً فى حياتى ؟؟ او اوهمكم بحسناتى واتغاضى عن سيئاتى ؟؟
لم اكن فى يوم اهتم بالكتابة او افكر فيها..ولكن فى لحظة اكتشفت انها وسيلة لكى اخرج ما بجعبتى لكى لا اصاب بالاكتئاب لكى لا اتحول لكائن يأكل حتى لا يفكر فى الالم .. ليس الالم الجسدى بل النفسى .
يقولون ان معظم الامراض العضوية يكون سببها الرئيسى مرض نفسى ..فكثيراً ما كنت أسمع جدتى تقول لى عندما امرض "ده بيبقى استعداد"
لذلك بدأت الكتابة .. الكتابة عن اى شئ فابمجرد ان ترتص الكلمات على الاسطر تشعر براحة نفسية
أفعل ما شئت...حول هذه الطاقة السلبية التى تشعرك بالأكتئاب الى شئ ايجابى لعلها تكون شئً ينفع شخص أخر
من الممكن ان تكون هذا الصفحة الممتلئة بالكلمات والحروف ليس لها اى معنى أو هدف فإن الورقة البيضاء بنظرى مثل الشجر تسحب منك الأكتئاب وتعطيك الأمل الازم لأستمرار الحياة .
                                مصطفى زكريا الشابى

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

أفكارى



أفكارى

ماذا يوجد بعقلى؟  أجلس كثيراً افكر ... لكن لا احدد فى ماذا ولماذا افكر ... اهو شعور بالفراغ ام افكار غير منظمة غير مكتشفة تريد ان تعرفنى بنفسها لكى اخرجها الى النور..لذلك قررت ان اسمع افكارى وكل ما توصلت له هو الاتى"حخهععصقثفضشسبلاتنمكزوىلاؤلنسعثامرساىالاس" كلام غير مفهوم مصحوب بصداع ثم بذلت مجهود اكبر لأنتزع افكارى فكل ما سمعت هو طلاسم..كلام مختلف مابين "جعان..مذاكرة..حسقط..اخش الحمام..مستقبلى..عايز ابقى ايه..شخصيتى اللى مش عارف احددها..مين صحابك..السفر..الشهرة..موهبتى ايه..كبت..كلام اغانى"
 افكار عامة..اخاف ان اختار فكرة بعينها واحاول تحقيقها فأفشل..فأقرر ان اذهب لأصدقائى لعلهم يعانون من نفس المشكلة ولكن كل ما اجد هو شخصيات لديها هدف واضح فمنهم من يريد ان يصبح (مدرس ، طبيب ، مهندس ، ظابط ، مخرج).. واثقين من انفسهم ..يصنعون مملكة خاصة بهم ويستغلون افكارهم حتى لو بأتفه الاشياء وها انا مثل المثل "واقف محلى سر" .. ايعقل ان يكون خلقنى الله بلا هدف ؟؟ خلقت لكى اشاهد الناس ينجحون ويحققون ما يريدون وانا متفرج ..فاشل ..مثل ما يقولون "سنيد البطل" ؟؟ لا .. سوف اواجه افكارى ..سوف اواجها بكل ما أُتيت من قوة فإذا نجحت فهو خير وإذا فشلت فإنها فرصة لكى أجرب باقى الافكار والاحلام..سوف استغل جميع افكارى ومواهبى واحاول تحقيق احلامى فعندما اقابل الله فى النهاية اقول له انى استخدمت جميع المواهب والقدرات والافكار التى منيت علي بها .
                                                مصطفى زكريا الشابى

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

يوميات طالب محترم


يوميات طالب محترم !
ودعت ابى وامى فى الصباح وانا ذاهب الى المدرسة .. متفائل بأول يوم دراسة.. ابتسامة مرسومة على وجهى.. مهندم الملابس .. وأضع أفخم انواع العطر لدى. ولكن بمجرد ان مررت ببوابة عمارتنا لاحظت شئ غريب .. فكان جميع من بالشارع ينظروا الى وكأنى شخص مشهور! لاحظت فى نظراتهم الاستعجاب ولكنى لم اهتم وواصلت طريقى .إلا اننى لاحظت ان الجميع ينظر الي .. حتى ظننت ان يوجد شئ فى ملابسى .. لكننى لم افهم شيئاً وأخذت اسرع فى خطواتى لأصل الى المدرسة سريعاً حتى ابعد عن هؤلاء الناس .. فحتماً هم مجانين .. ولكن الغريب اننى عندما وصلت وجدت كثير من الطلاب يتحدثون الا انهم بمجرد ان لاحظوا دخولى الى المدرسة توقفوا عن الكلام ونظروا الى نظرة لم افهمها .. بدأت ابحث عن اصدقائى ولكن كل ما وجدته هو المزيد من الطلاب يتلامذون وينظرون الى ويضحكوا ..بدأت اشعر بالرهبة .. شعرت انى وحيد فى هذه المدرسة وقررت الانتظار حتى ندخل الفصول حتى اجلس مع أصدقائى ..فعندما حانت اللحظة وبدأ الطابور و النداء على الطلاب لكى يعرفوا اين هى فصولهم حتى جاء اسمى فخرجت من مكان التجمع الى طابور الفصل وكان الجميع ينظر الي و يشاور علي ويتهكم ويضحك.  حتى المدرسين كانوا ينظرون الي نظرة شفقة وكأنهم يقولون "انت ايه اللى جابك هنا!!" وعندما ذهبنا الى الفصل وجدت صديق الى من أيام الطفولة ..وهنا قررت ان افهم ما لم استطع فهمه منذ بداية اليوم .. فقلت له "الاحظت في شئ غريب اليوم؟" فقال "لا" قلت"اذا لماذا ينظر الى من بالمدرسة نظرات غريبة ..يوجد بها سخرية و اخرى بها شفقة" قال ويعلو وجهه أبتسامة حزن"مستغربين انك لسه محترم" وهنا فهمت .. فكان من ينظر الى نظرة الاستغراب ينظرها لأني لم اتئاثر بالبيئة المحيطة ومن ينظر الي نظرة السخرية ينظرها لانه يجد ان المحترم هو شخص"شاذ" اما نظرة الشفقة لاني سوف اختلط بجموعة غريبة .. قاسية .. لا يخافون من المحترم ولا يحترمونه ولكنهم يعظمون السافل ويألهونه وهنا جاء السؤال ايجب على ان اصبح سافل حتى يتم احترامى فى هذا البلد ام ابقى كما انا ... "شاذ" ؟؟ 
                              مصطفى زكريا الشابى