الثلاثاء، 19 مايو 2015

ما بين الدو والدو الكثير من الذكريات

ما بين الدو والدو الكثير من الذكريات

مساء الخير ..

المزيكا عاملة زى تسجيل الذكريات .. كل نغمة وكل تون بتسمعه له معاك ذكرى أو موقف، وساعات بتبقى عاملة زى منشط للذاكرة .. كوبلية واحد ممكن يفكرك بعمر راح او يخليك تتنبأ بعمر جاى .. وساعات بتبقى الشرارة اللى بتخليك تبدأ حاجة جديدة .. المزيكا شئ غير متوقع تماماً عشان كده لازم تشاركنا حياتنا ونغِير على مزيكتنا الحلوة اللى بنحبها من المواقف السيئة والأشخاص السيئة اللى ممكن تخلينا نربطها بالموقف او الشخص الشئ ده.

"يابا يابا على اللمونة وادى رقصة المجنونة"

انا مقرر فى المقال ده انى اكتب اى شئ يجي على بالى من غير ما أفكر ايه علاقته باللى جه قبله او حيجى بعده وده ممكن نقول نوع من انواع ترويض الموهبة .. إزاى تتمرن انك تستخدم موهبتك فى الوقت اللى انت عايزه مش الوقت اللى هي تحددهولك .. بمعنى أخر "الوحى"، معتقدش فى اوحش من انك تبقى عايز تكتب حاجة فى بالك او حاسس بيها بس مش قادر عشان الوحى لسه مجاش .. واما يجى تبقى انت فى الحمام بتستحمى وبتغنى "يابا يابا على اللمونة" او نايم وتصحى الساعة 4 الفجر عشان فى فكرة فى دماغك او مثلاً تبقى فى الشارع وقاعد فى المشروع بين اتنين تحس من هيئتهم انهم اولاد جزارين ! ..واما تروّح وتقول حعمل الفكرة اللى جت لى، تلاقى فى طوبة كبيرة واقفة بينك وبين افكارك ومشاعرك ومطلعة لك لسانها وبتقولك "لا لا عدى علينا بكرة".. ساعتها بس بحس قد ايه انا عاجز ! وساعات بحس ان عجزى ده حيكون سبب فى جنانى لأنى بسأل السؤال المعتاد "هل اللى عندى دى موهبة ؟ ولا مجرد أعراض فراغ عاطفى بداخلى ؟"

"ادى الربيع عاد من تانى والبدر هلت انواره"

السؤال الجاى ده احتار اكبر واعظم ناس فى العالم فى الاجابة عليه امثال : تشرشل، اينشاين، موزارت ، نادية الجندى، عم رجب البواب واخرهم فريد الاطرش .. السؤال هو .. "انهى فصل احلى الصيف ولا الشتاء ؟" سؤال سئيل جداً .. حاجة شبه السؤال الازلى اللى اتسأل لكل اطفال البشرية "بتحب ماما ولا بابا اكتر يا حمادة ؟" وده يخلينا نسأل .. مين حمادة ؟! .. وممكن بسبب انك محتار متعرفش تجاوب عليه وتفشل زى ما اللى قبلك فشلوا .. او تجامل الفصول كلها زى ما عمل فريد الاطرش وفيفالدى ..  او تجاوب إجابة سئيلة "والله الاتنين حلوين يا طنط" إجابة مايصة .. متفهملهاش معنى .. وعشان كده القانون بيقول متسألش اسئلة متعرفش تجاوب عليها ! بس الفكرة ليه مش بنلاقى اجابة لاسئلة معينة ؟ هل عشان خايفين نلاقى واحدة ولا خايفيين نلاقى وسط الطريق اسئلة تانية منعرفش نجاوب عليها ؟ .. انا شخصياً لو اتسألت السؤال ده .. ففى فترة من حياتى كنت حقول الصيف عشان اجازة وبحر وبلبلطة .. وفى فترة اخرى حقول الشتاء عشان ببساطة مش حتضر اخش استحمى اكتر من مرة فى اليوم .. ولكن دلوقتى ممكن اقول من غير مجاملة  ان الفصول كلها حلوة طالما الناس اللى بتحبهم معاك وبيشاركوك الحر والساقعة .. ولكن لو عايزيين اجابة محددة .. فإختياري حيكون الشتاء من غير تفكير.

"لسه فاكر ؟ كان زمان !"

انا فاكر زمان بقى وانا فى المدرسة أنه كان نفسى يكون اسمى محمد .. كان نفسى اكون زى الولاد التانية اللى معايا فى الفصل اللى كان كلهم تقريباً اسمهم محمد وكانوا بالنسبة لى أطفال حلويين وموهوبين وبيلعبوا كورة ويعرفوا اسماء ناس ولعيبة ومغنيين وبيجيبوا لبس من محلات مشهورة .. كان اقصى طموحى كطفل انى احس انى زيهم مش بقول انى كنت طفل محروم بالعكس انا كنت مرفه بس التعبير الصحيح "شبههم"، ويمكن ده سبب انى كنت بكره المدرسة جداً .. لانى كنت وحيد .. قليل ما كنت بلاقى طفل شبهى فى شعورى بالإختلاف.. ومع الوقت وكل اما كبرت وحاولت اندمج احس انى مش انا .. انى بتصنع وبتقمص شخصية واحد معرفوش .. لغاية اما استقليت بشخصيتى تماماً وهنا اكتشفت شئ .. إختلافى ده أحسن شئ حصل لى فى حياتى .. انا شخصية فريدة من نوعها بسلبيتها وإيجابيتها .. بدأت احس بالفخر وأمشى فى الشارع رافع رأسى بدل ما كنت ببقى مطاطيها وانا صغير .. يوم ما مشيت وانا رافع راسى بواجه الناس كلها وببص لهم فى عنيهم .. هنا بس كنت فخور ان أسمى مصطفى .. مش محمد !

"الله محبة، الخير محبة، النور محبة"

الله محبة فعلاً .. انا بيصعب عليا الناس اللى شايفه الدين مجرد قوانين ولوازم مفروضة عليك، وكأن الدين مجرد نظام دايت لازم تمشى عليه لغاية ماتموت، الدين ابسط من اللى بنفكر فيه وابسط من ما نحن متخيلين .. من وجهة نظرى البسيطة الدين علاقة بين فرد وربه .. بدون تدخل افراد وشيوخ فيه، وان الدين هو اى شئ خير لا يضر البشر يحسسك انك بتقرب من ربنا وانك بتسعده .. بس كده ! مش بقى الصورة المرعبة اللى بتنقلها إذاعة القراءن الكريم بإنها بتجيب كفار بأصواتهم الضخمة دى ويقدموا البرامج!  لو اعتمدنا للحظة على مُخنا وبدأنا نفكر فى الدين بنفسنا حنلاقى الموضوع اسهل واجمل مما نتصور .. بلاش تخلوا الشيوخ يفكروا لكم فى كل حاجة .. ربنا قال تبدروا فى اياته .. مقالش خلى حد يتدبرلك.

"لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدوداً"

ودلوقتى بعد اما اتممت عامى العشرين بتخيل حياتى القادمة حاجة من أتنين .. الأولى انى اكون موظف حكومى سئيل ورزيل طالعله حسنة جنب شنبه التخين وعنده كرش كبير ومدلدل النضارة اللى مربوطة بسلسلة دهب على منخيرة ومعطل مصالح الناس عشان بيسأل "مين الخسيس اللى اخد القلم الرصاص بتاعى؟" وبصراحة بكره حياتى وبفتكر عبد الحليم وهو بيقول طريقك مسدوداً يا والدى اما بعتقد ان دى ممكن تكون حياتى فعلاً ، التانى انى احقق حلمى وابقى فنان مشهور والناس كلها بتحبنى وعندى فِلل وقصور وعمارات ومتجوز واحدة حلوة اوى .. بس من كتر ما هو مثالى بحس انه مش حيتحقق بردو .. وبيطلع لى عبد الحليم تانى وهو بيقول "طريقك مسدوداً يا والدى" .. عشان كده اتصور انى ممكن اقع فى حياة فى النص، انا عندى أمل فى ربنا كبير ..وعندى ثقة فى نفسى .. بس بتمنى من كل قلبى انى أحتفظ بحبى للجمال والفن بكل انواعه، وانى موصلش لمرحلة الكرش والنضارة المدلدلة. دعواتكم.

                                                               
        مصطفى الشابي


الجمعة، 15 مايو 2015

عندما يصبح قلبك قصرية ورد !

عندما يصبح قلبك قصرية ورد !

مساء الخير ..

النوم يداعب عيون حبيبى وانا أجلس وحدى هنا سهران أتأمل فى السماء وما بها من نجوم ....، قد تظنوا ان هذه التدوينة عن قصة حب من قصصى العديدة .. ولكن اسمحوا لى فهذه التدوينة هى تجميع لكل قصص الحب الفاشلة التى مررت بها، لذلك انا اتوقع ان تكون التدوينة لا رومنسية ولا رقيقة .. اتوقعها مضحكة .. تماماً مثل قصص حب إسماعيل يس مع زينات صدقى فى الافلام .. وبالمناسبة انا ارى اسماعيل يس من ارق الشخصيات بالنسبة لحياتهم العاطفية فلا انسى حديث له يقول فيه عن زوجته عندما رأها لاول مرة "كان نفسى ولو حتى تشتمنى عشان اسمع صوتها تانى" .اليس هذا هو التفانى فى الحب ؟ عند البعض هذه قمة الرومنسية .. تقبل الإهانة والتحمل والصبر لتستمتع بسماع إسمك يخرج من فم الحبيب .. حتى لو تبع ذلك وابل من السُباب والشتائم ! وعند البعض الاخر هو مجرد رجل قد خُدع بأسطورة الحب ووقع فى وهم الحب من اول نظرة !

عودة لموضوعنا .. سُئلت فى مرة من المرات عن قصص حبى المتعددة بهذا السؤال "إنت فاضى ؟"، بغض النظر عن الإجابة والتى سوف تكون "ايوة" إلا انى وجدت ان هناك إهانة لشخصى فى هذا السؤال .. فما الضرر من الحب ؟ اليس هذا اسمى شعور فى الحياة ؟ أجد بعض الأشخاص يتبنون فكر فؤاد المهندس فى مسرحية "انها حقاً عائلة محترمة وهو يحدث اولاده قائلاً "انا عايزكم تبصوا للحياة بمنظار اسود .. بلاش التفاؤل اللى على وشوشكم ده !" .. انا أنظر للحياة بمنظار ملوَن .. ارى الجمال فى الأشياء البسيطة حتى ولو كانت قبيحة فى مجملها ولكن يوجد دائماً جانب جميل .. لا اريد ان ينتهى بى الأمر أنظر للأشياء وكأنها فراغ .. غير موجودة، لا يوجد أقبح من شخص لا يرى الجمال فى اى شئ ! وانا أحب الجمال المتجسد فى أغنية، لحن، لوحة،مقالة،فيلم،شخص،مشاعر .. لا أحب ان يختذل الجمال فى كلمة ولكن أحب ان يتم تقديره ولو كان ببعض الوقت من حياتك.

"العبرة فى الرحلة"

أستمعت لهذه الجملة مراراً وتكراراً فى الكثير من الأيام لأغراض تعليمية .. ولأكون منصف لم أكن على دراية بها .. فهى أكليشيه مكرر مثل "الشرطة فى خدمة الشعب" او"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة" تلك الجمل التى نسمعها فى الافلام والمسلسلات ونتقبلها بالسخرية لانها لا تتجسد فى حياتنا اليومية .. ولكنى فهمت معنى هذه الجملة .. فى وقت قريب للغاية من كتابة هذه السطور .. فمع كل قصة حب كنت أعيشها فى خيالى كنت أستمتع بتلك المشاعر التى تنمو بداخلى .. مثل البذرة التى تنمو مع الوقت لتصبح زهرة جميلة حتى يحين الوقت ويتم قطفها لتُزرع غيرها .. وبعد كل هذه القصص تيقنت من الآتى .. ان الحب هو ذلك الشعور الدافئ الذى ينتابك عندما تفكر فى شخص ما وانك فى سلام نفسى مع كل المخلوقات .. هو ان ترغب فى إعطاء كل شخص عزيز تعرفه "حضن كبير" تُعبر له عن إمتنانك لوجوده فى حياتك، هو ببساطة انك ترى كل الأشياء جميلة وكل المزيكا رائعة .. لذلك ما تيقنت منه هو اننى كنت أعشق العيش فى تلك القصص حتى ولو كانت جميعها من جانب واحد .. فهى كانت ومازالت السبب التى ارى من خلاله الأشياء الجميلة فى حياتى .. ولهذا فنعم .. لم يكن ابداً الامر له علاقة بفتاة معينة .. بل كان المشاعر التى تنمو بداخلك فى فترة حبك !

حالياً اجلس وحيداً فى غرفتى استمع إلى صوت دقات عود السنباطى بكل هدوء واقوم بكتابة هذه الجزئية وامسحها ثم اعيد الكتابة واحزن ثم أمسح وأعيد مرة اخرى فأنسى غرض كتابتها من الأساس، ولى ان اقول انى اكتب هذه الجزئية لكى أقول ان هناك بعض المشاعر يصعب على شرحها وبما يترتب عليه انه يصعب عليكم فهمها .. فلا أتوقع ان تتفهموا ما أشعر به فى كل الاوقات كما اتوقع ان لا اتفهم ما تشعروا انتم به فى معظم الوقت .. فأنا اتفهم ان تقولوا انى "واد اهبل" بسبب فراغه صاغ الوهم وصدقه، والحقيقة هى إنى سعيد بهذا الأختلاف .. فهذا يثبت نظريتى .. فهناك اشخاص تعشق الورود واخرى تقدس الزهور وهناك من لا يقوى حتى للنظر إليهم .. وهذا شئ اضيفه لقائمة الاشياء الجميلة التى احبها .. الأختلاف .. فتخيلى ان لو كانت كل الاشياء فى العالم متشابهة لكانت كل المشاعر هى الاخر متشابهة .. وما نشعر به ليس سوى نسخة مكررة من المشاعر التى مرت علينا من قبل وتتوه وسط زحام الروتين اليومى .. لتصبح مشاعر عادية !

فى النهاية أريد ان اصحح كلامى .. لم تكن هذه القصص فاشلة بل كانت ناجحة للغاية .. فقد كانت سبب فى تغير شخصيتى إلى الأفضل فى كل مرة لذلك فهى ليست فاشلة ... ولكنها فقط لم تكتمل ! وهنا يأتى السؤال .. هل ستكتمل فى يوماً ما ؟ ام سأظل أقطف تلك الزهور وانمو غيرها ؟!


مصطفى الشابي