الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

صدق او لا تصدق

صدق او لا تصدق


عزيزى القارئ .. أشهر الجُمل المسرحية التى نالت إعجاب النقاد والقراء فى جميع انحاء العالم كانت لشكسبير فى مسرحية هاملت وهى "أكون أو لا أكون" .. وذلك لإنها تطرح الكثير من الأسئلة .. وأهمها : هل عندما تزداد المشاكل والكُرب وتصبح الحياة جحيم ..هل تستحق ان نتحمل ونواجه ونعيش تلك الحياة ؟ ام ان حينها يصبح الموت هو المُخلص والمُنقذ الوحيد ؟ .. وعندما جلست لأفكر اكثر فى "أكون" او "لا اكون" وجدت ان الجميع اختار ان "يكونوا" والقليل اختار "الا يكونوا" مما جعلنى اتسأل اكثر .. من اكثر شجاعة .. من قرر مواجهة مشاكله وعواقب قرارته وغباء من حوله .. او من قرر مواجهة اكثر ما يخيف الإنسان فى حياته .. وهو الموت، ولكنى لست هنا اليوم لأتحدث عن رائعة شكسبير وجملته المسرحية الشهيرة .. انا هنا اليوم لأتحدث عن رائعة الجرائد المصرية وهى "صدق أو لاتصدق" !

حياتك اليومية ملئية بصدق او لا تصدق سواء بحكايات تسمعها وانت تمارس عملك او حكايات تشاهدها فى مسلسل او فيلم او حتى اشياء تراها بعينك .. عن نفسى .. تستوقفنى الكثير من المواقف تجعلنى اتسائل هل ما رأيت\سمعت حقيقى ؟ هل اصدقه ام لا ؟ حتى وصلت بعد فترة الى تحليل عميق عن ما أرى وهو ان كل ما تراه ويظهر امامك حقيقى هو عكس ما تراه لأن طبعاً "العين خداعة" فالواحة الجميلة فى الصحراء التى بها نخلة تظلل على الماء حتى لا تزيد حرارته ما هى إلا مجرد رمال .. العين عضوة فاشلة .. فهى خداعة تظهر القرد فى عين امه غزال .. وعمياء فى اكثر اللحظات التى نحتاج اليها فيها وهى عند اختيار الحبيب لتستيقظ بعد أول يوم زواج تتسأل "هى مش كانت حلوة قبل الجواز ؟" .. العين يا أعزائى هى مصدر كل المشاكل لذلك لا تصدق كل ما تراه .. وصدق كل ما لا تراه.

إن أصدق الاشياء هى التى لا يراها احد ..واكثر الأناس كذباً هم من يريدون ان يراهم العالم، لذلك قررت ان أقوم بكتابة فقرة صدق او لا تصدق لححياتك اليومية .. صدق او لا تصدق : إن من يوجه لك كلاماً دائماً عن الدين والصلاة والعبادة ليس اكثر ايماناً منك فما هو إلا متفاخر فى اغلب الاوقات، صدق او لا تصدق : ليس كل من يبتسم فى وجهك صديق، صدق او لا تصدق : العائلة ليست كل من مرتبط معك برابطة دم .. العائلة هى من تُحبك وتحترمك وتعطيك الاحساس بالامان، صدق او لا تصدق : لم يكونوا اجدادنا خيراً منا .. فلا يساهم اختلاف الازمان فى أختلاف القيم، صدق او لا تصدق : الحياة أسهل من ما نتصور ولكن دائماً اسهل الأفعال نخطئ بالقيام بها.

عزيزى القارئ .. صدق او لا تُصدق .. لم أكن ابداً جيد فى إنهاء المقال، ولكنى سأحاول إنهاءه هذه المرة بطريقة لائقة، إننا جميعاً نصنع اختيارتنا.. ولكن فى النهاية جميع اختيارتنا تصنعنا وتصنع ما ننتهى عليه .. لذلك حاول أن تختار وتفعل ما تصدقه حتى يستطيع من أمامك ان يصدقك .. ونأخذ نحن اجازة من فقرة "صدق او لاتصدق اليومية".

                      
                                                           مصطفى الشابى