الجمعة، 5 مايو 2017

البرنامج الإذاعى

البرنامج الإذاعى

"ادلع يا جميل على وش الماية"

عندما يتسم العالم بالظلام وتظن انك أصبحت وحيداً مُحاط وسط مخاوفك .. تذكر  القول المأثور "بص لنص الكوباية المليان" ، وإن كنت سعيد الحظ من المتفائلين سوف تكون هذه الجملة كمفعول السحر لتتحول حياتك المظلمة الى أخرى سعيدة .. ولكن إن كنت من اصحابنا المتشائمين لا قدر الله فلن ترى نصف الكوب الممتلئ ولكنك سترى كوب كبير من الماء المثلج أمامك ممتلئ عن أخره ..وانت تجلس فى الكوب الفارغ  تنظر اليه بكل تمنى وكلك أمل فى ان تكون فى يوم من الايام من السابحين، المستمتعين، المتنعمين فى الكوب المثلج .. فالمتفائل يرى ويعلم انه لا يوجد سوي كوب واحد نصف ممتلئ ونصف فارغ .. اما المتشائم يرى كوبان .. الفارغ الذى يجلس فيه ويشكوه حياته ومئاسيه بينما ينظر الى الكوب الممتلئ والى الجالسون، المتنعمون، الهائمون، "المتدلعين على وش الماية"  ويتمنى ان يكون فى يوم من المتدلعين على وش الماية مثلهم .. لكن للاسف .. "الكوباية مفيهاش ماية" !

"وعد ومكتوب ويعين الله وعد ومكتوب"

حدثنا التاريخ والأجداد ومن ثم الأباء عن حقيقة علمية مؤكدة وهى ان الرضيع يصبح طفل ومن هناك يصبح شاب ثم رجل يعتمد عليه .. ومرحلة "الرجولة" عُرفت من قِبل المذكورين من قبل انك تصبح مجرد "طور فى ساقية" لعل هذه هى الأحوال المحيطة بنا والذى آل اليه المصير لكل من رغب فى الزواج والأستقرار والأطفال والبامبرز والعيش الهنيء وهو وعد مكتوب على الجبين .. حتى أصبحت أشعر ان البشر الذين يظهرون بالأفلام الأجنبى ليسوا ببشر مثلنا .. بل انها صورة تخيليه عن ما سوف تكون الجنة عليه عندنا نموت ونبعث .. تلك النظرية تطبق بكفاءة فى كل نواحيها .. الطبيعة الخلابة الخضراء، الطعام والشراب الفاخر، راحة البال، الوجة الحسن .. ختى الرجال يصبحوا أوسم .. بالتأكيد هى الجنة ! كل ما أتمناه من الله ان يرزقنا بجنة أفضل من تلك التى نراها .. او حتى مثلها .. احنا طايليين ؟!

"إزاى تكون انت وتكون عيون غيرك"

الإنسان العادى هو من يرى نفسه فى المرآة فلا يرى سوى إنكعاس لصورته امام نفسه كما يراها  .. الإنسان المتميز هو من يرى نفسه فى عيون الناس فيرى نفسه كما يراه الاخرون، على ما أظن اننا أصبحنا ننجرف –بمعنى اصح نجبر- على ان نستمع إلى ما يطلقه الناس من أراء على مواقع التواصل الاجتماعى بدون ان نُفكر فى ما هو مكتوب .. لمجرد إجتناب نقاش ممل قد يتسبب فى ان تخسر صديقك الإفتراضى او ان يُنسب إليك انك "دقة قديمة" .. ومن بعض تلك الأراء انك "أعمل اللى انت عايزة وملكش دعوى بالناس" .. تلك المقولة قد تكون صحيحة .. وقد تكون خاطئة ! الطريق الوحيد فى تقويم نفسك هى من خلال الناس .. وإذا قررت تجنبهم والإستماع لنفسك فقط بحجة "ان الناس ملهاش دعوة" إذاً إنك لا تتيح فرصة لنفسك لكى تكون على صورة افضل مما انت عليه .. أظن ان الحياة بدأت فى الإنحدار فى مستواها الاخلاقى والإنسانى عندما سمحنا للتكنولوجيا بأن تأخذ ذلك الحيز الكبير فى حياتنا .. أظن لكى تبدأ فى ان تصبح الشخصية التى تريدها يجب ان ترى الحياة بعيون كل الناس .. حتى تستطيع ان تراها بعيونك انت !

"أغداً القاك ؟ يا خوف فؤادى من غدٍ"

أم كلثوم كانت خايفه من بكرة .. كلنا بنخاف من بكرة .. السبب ؟ لانه مش معروف .. الإنسان ببساطة بيألف للشئ اللى بيعرفه لذلك دائماً بيُهيئله ان الماضى افضل من الأيام اللى هو عايشها، ده غير صحيح طبعاً لأن الماضى ممكن يكون أبشع بكتير من حياته الحالية بس لأنك مريت بيه وعارف النتيجة اللى حتوصلها فخلاص .. معدتش خايف وشايف ان الحياة اجمل زمان ومشاكلها أبسط لانك عارف حلها دلوقتى .. بس الحاضر والمستقبل حتى لو كانوا تافهيين جداً بس غير معلوم لهم نتيجة نهائية .. فدائماً فى تخوف من المستقبل..  خوف بيغلب اى شئ تانى ! بس ام كلثوم بعديها قالت "أرجوه أقترابا"، افضل طريقة تحارب بيها الخوف مش انك تخاف، هى انك تواجه خوفك .. وبكرة تقول "ولا يوم من أيام زمان".

"وهل الفجر بعد الهجر بلونه الوردى بيصبح"

أفضل وقت افضله شخصياً هو وقت الفجر لعل ذلك التفضيل هو لأنى ولدت وقت الفجر، ولكن يوجد اسباب اكثر من هذا السبب لحبى لوقت الفجر .. أظن ان هو الوقت الوحيد فى اليوم الذى تستطيع ان تشعر بهدوء وراحة نفسية وان تشاهد النجوم المتلألأة فى السماء وانت تستنشق ذلك النسيم البارد الهادئ .. لا احد يمشى فى الشوارع سوى من يريدون التقرب من الله .. ولا أحد يستيقظ فى ذلك الوقت إلا من زهد النوم  وأراد ان يستمتع بجمال الجو العام .. ومشاهدة السماء وهى تغير لونها بالتدريج وانت جالس فى البلكونة فى صمت لتسترجع كوبلية ام كلثوم .. وتتيقن ان الحياة التى تجدها صعبة ومتعبة .. يوجد بها الكثير من الأشياء الجميلة التى تعطيك أمل فى الغد  ولكننا للأسف لا نلاحظ وجودها عشان بنبقى "نايميين"

مصطفى الشابى