الثلاثاء، 29 يناير 2013

أكسر صمتك !


أكسر صمتك


لن أصمت !! لن أكون أخرس بعد اليوم ، سوف اتحدى الناس واتحدى العالم .. إن الخوف يجعل الأشياء تبدو أصعب .. يعطيها أكبر من حجمها ، لعل العيب فينا ، لعلنا نحن من تعودنا على الخوف والرهبة من الأشياء والأشخاص .. لقد كنت دائماً هذا الشخص الهادئ الرزين .. ولكن لم أستفد شئ من هذه الصفات ، من الجيد تواجدها فى بعض المواقف والظروف ولكن من السئ أن تكون دائمة ، انا هنا لا اقوم بالنصح واعطاء أرشادات حتى تنعموا بحياة أفضل ، ولكن انا من يريد المساعدة ، من الصعب اقناع شخص بعمل شئ انت لا تسطيع ان تفعله إلا اذا كنت موهوب فى التمثيل .

أريد أن أشاركم تفكيرى فى بضعه سطور قد تبدو متناقضة للبعض :

لن أصمت لأنى أريد ان أعيش ، أريد ان أنطلق ، أريد ان تكون حياتى عفوية ، وهذا لن يحدث إلا اذا خرجت عن صمتى وواجهت خوفى ، من الممكن ان أفشل فى مرة ولكن من الأكيد انى اسوف انجح المرة الأخرى .

يجب أن نتعاون جميعاً لنتغلب على مخاوفنا ، يجب أن تحدد أولاً الشئ الذى تخاف منه ، ثانية ان تواجهه . هذه ما أقول لنفسى كل مرة .. ولكن ما أكره فى نفسى هو الخوف من تغير هذا الخوف .

عند تغلبك على الخوف الذى بداخلك تقوم بقتل جزء من شخصيتك الذى عشت معاها فترة طويلة من حياتك ومن الصعب أستعادته مرة اخرى ، لعل هذا ما يخيفنى ، أن أقوم بقتل جزء من شخصيتى وأن أشتاق الي ما كنت فيه قبلها ولا استطيع أستعادته .

بالعكس ، كل شئ تفعله فى حياتك تتعلم منه .. حتى ولو كان فيه خسارة كبرى ، لكى تتعلم فى حياتك من الأساس لابد ان تخسر .

او من الممكن ان اعتبر تغير جزء من شخصيتى كعملية تطهير وتنقية أو تجديد ، فإنك اذا لم تقوم بتجديد الأشياء تتلف وتنهار .

فى النهاية اقول ليس البطل هو من لايخاف ، بل البطل هو من يواجهه خوفه ويتغلب عليه
لا تستهينوا بأنفسكم ... تكلموا مع أنفسكم .. تعرفوا عليها .. إن اسوء شئ من الممكن ان يحدث ، لا ان يخونك أحد أفراد عائلتك أو أصدقاءك ، بل أن تخونك نفسك .

سوف أبدأ بنفسى من الغد ... لا ، بل من اليوم .. سوف أحاول ان أقتل هذا الجزء فى شخصيتى .. حتى لا أكرهها فى يوم من الأيام .. فهى رفيقتى فى حياتى كلها.

                                                                        مصطفى زكريا الشابي.

السبت، 26 يناير 2013

أوكازيون الموت


أوكازيون الموت

فتحت عينى فى الصباح على صياح وازعاج ... وكأنه يوم الحشر الأعظم .. وقفت وبدأت انظر حولي ، وجدت طابور طويل من البشر ..اين انا ؟؟! اين منزلى ؟؟ وما هذا المكان ؟؟.. لابد ان روحى قد قبضت وانا نائم ... المشكلة انى لا اتذكر اى شئ ولا حتى لحظة قبض روحى .. اردت ان اعرف ما قصة هذا الطابور فنظرت الى اخر الطابور فوجدت شخص ببدلة ممسك بدفتر وينادى على أسماء .. ذهبت اليه لأسئله عن ما انا فيه ، قلت له "هو انا فين" قال ليه وهو ينظر فى الدفتر "انت سمعت اسمك؟؟" قلت له "لا والله لسه" رد "طيب روح اقف فى اخر الطابور ، فى حاجة اسمها دور يا استاذ !! وحتعرف كل حاجة اما اسمك يتنده" .. ذهبت الى اخر الطابور وانا أحاول ان أتذكر اخر شئ قبل ان انام ولكن .. لاشئ .

وصلت الى اخر الطابور ووقفت استمع الى حديث الناس .. منهم من يقول "يارب ارزقنا بحاجة نضيفة" والبعض كان يردد دعاء لكى يحفظ الله اولاده .. ما هذا الذى انا فيه .. حتى وصلت الى اول الطابور .. ونادى المنادى على اسمى ... تقدمت اليه وقلت ليه "ممكن تشرحلى بقى انا فين ؟؟" رد "حضرتك فى مصر" قلت له فى عجب "ياراجل ... صدق مكنتش عارف .. ايه الطابور ده و فين البيت بتاعى" رد الرجل فى عجرفة "معلش يا سيدى حنبقى نبعتلك تلغراف نقولك اننا جايين" قلت له "ايوااا .. مين انتم بقى ؟؟" رد الرجل فى اندهاش "انت متعرفناش ؟؟ مشفتناش فى التليفزيون ؟؟ احنا  الحكومة يا سيدى" قلت له "طيب يا حكومة .. ايه اللى انا فيه ده .. وانتوا عايزيين ايه ؟؟" رد الرجل " احنا زى متقول عاملين نشاط كده لتخفيف الاعباء على المواطنين .. حضرتك بتقف فى الطابور ده واما بيتنادى اسمك بتيجى تنقى الموته اللى تريحك من ضمن الكتالوج بتاعنا" قلت له وكأنى لم اسمع "نعم !! أنقى الموته ؟؟ هو الموت بقى فيه تنقية ؟؟" رد "ايوة ايوة .. زى ماتقول ده نوع من الترفيه .. نهضة كده" قلت له فى تساؤل "وانا ايه اللى يخلينى انقى النهضة دى ؟؟" رد "اقول لسيادتك ..انت كده كده ميت ، لو حضرتك حابب تعيش ومتنقيش وتستنى موتت ربنا بعد عمر طويل يبقى لازم تمضى هنا " ومد الى عقد ، رديت" وده ايه ده ؟؟" قال "ده زى ماتقول كده تعهد انك حتسمع الكلام وتمشى بدماغنا ومتعارضناش وتهتف لنا" قلت له فى كبرياء "وإن رفضت امضى ؟؟" قال "يبقى تنقى من الكتالوج ده حضرتك عندك من اول حوادث السرقة بالأكراه وبعد كده عندك موت فى مظاهرات وهنا بينقسم كذا قسم .. ممكن تموت بالاختناق من الغاز وممكن بخرطوش وممكن برصاص حى وممكن دهس بالجزم واخيراً الحوادث المتوطنة زى حوادث القطر والعمارات اللى بتقع وحرايق ،ولو حضرتك عندك ناس من عيلتك ستات عايزين يموتوا عندنا نوع جديد وهو الموت اثناء الاغتصاب والتحرش" بدأت اقلب فى الكتالوج واقرأ كل شئ بتمعن وبدأت افكر يا اما ان اموت بكبريائى يا اما ان اعيش على السمع والطاعة والذل .

قال لى الرجل فى لهجة سريعة وغاضبة "متخلص بقى يا استاذ قدمنا ناس كتير غيرك ، حتمضى ولا تنقى ؟؟" قلت له "أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .. احجزلى تذكر قطر الله يخليك".

                                                  مصطفى زكريا الشابي.

الأربعاء، 23 يناير 2013

فن البص !!


فن البص !

بصراحة الواحد بقى بيخاف ينزل الشارع ، يركب مواصلات ، يختلط بالناس .. الحياة بقت عُبارة عن فيلم رعب مابينتهيش .. بس تعالوا نبص على نص الكباية المليان .. ايه ده ؟!؟! ثانية واحدة .. مفيش كباية اصلاً ؟؟ الكباية أتسرقت .

انا عن نفسى بخاف وانا نازل .. مش حكدب واقول انى شجاع ومش بخاف .. انا بخاف .. بس الرهبة اللى بتبقى عندى وانا نازل لوحدى تختلف عن وانا نازل مع أختى مثلاً .. ببقى ماشى بتلفت حوالييه فما بالك بقى اما تنزل لوحدها .. تخيل كده معايا يا أستاذ .. تخيلى يا أنسة .. واحدة ماشية و كل خلق الله بيبصوا عليها وهى مرعوبة من كل واحد بيبص بس بتحاول تعمل نفسها عبيطة ؟؟ تخيل مدى الخوف من واحد ماشى وسط الشلة بتاعته وبيتكلم بعلو صوته وبيقبح وجايين عليها ؟؟

عايزك تتخيل بقى انك انت البنت .. و جاى عليك شوية ناس شكلهم مايريحش .. قولى رد فعلك .. افتكر انت بنت .. الكام عضلة اللى انت فرحان بيهم مش موجودين .. انت بنت !!

أحب اقول لكل واحد بيبص على الستات .. يا فندم فى حاجة اسمها فن البص .. ده بيتلخص فى ايه بقى .. أقولك .. فى فرق من انك تبص لواحد بأدب و بالبصة تحسسها بجمالها وكأنك بتبعتلها بوكيه ورد جميل .. وفى بصة شهوانية بتخوف الست وتقرفها وتحسسها انك مجرد كلب سعران .. وفى بقى النوع الاخير .. اللى مش بيبص وده مش موجود على اى كوكب فى المجرة .

لو عايز تبص بص بأدب او ماتبصش خالص .. و متتحججش وتقول لبسها .. ربنا قال غض البصر .. وافتكر كده .. طالما انت بتدعى انك راجل وانك اقوى من الست يبقى المفروض تبقى قوى فى انك تتحكم فى شهواتك ولو مش قادر بقى ، يبقى تقعد فى زريبة .. تقعد مع نفس الصنف بتاعك .. بهااايم.

                                                            مصطفى زكريا الشابي 

الاثنين، 21 يناير 2013

هل وصلتك ورودى يا عزيزتى ؟؟


هل وصلتك ورودى يا عزيزتى ؟؟

 أعلم ان نوعك المفضل هو ورد الكاميليا البيضاء .. لقد زرعتهم لكى خصيصاً فى حديقتي .. لقد حدثتهم عنك .. عن جمالك ورائحتك الذكية .. قلت لهم انهم ذاهبون إلى أجمل وردة على وجه الأرض.

 سوف أدع ورودى تكمل كلامي .. سوف ادعها تحدثك عن أشتياقي إليك ، عن الفراغ الذى سببتيه فى قلبي وكأنك غرزتي فى قلبي وردة مليئة بالأشواك ولكن سرعان ما تبدلت هذه الأشواك إلى فروع تحمل زهور الياسمين المعطرة بقطرات الندى بسماع صوتك الجميل العذب وكأنه الماء الذى يروى حدائق قلبي .

 إن كل الورود فى العالم إذا كبرت تذبل وتموت ... إلا وردتي .. إذا كبرت أزدادت جمالاً وتوهجاً .

 إلى ان تأتى سوف أكمل حديثي عنك مع الورود .. حتى يعلموا جيداً أن مهما أشتد جمالهم وعطرت رائحتهم الذكية الجو فأنت دائماً أجمل منهم .

                                                              مصطفى زكريا الشابي

الاثنين، 7 يناير 2013

Nostalgia ... حنين إلى الماضى


                                                  Nostalgia
                                             حنين إلى الماضى ...
       
  
 أشتقت إلى جسدي الصغير الملئ بالحيوة والطاقة ، أشتقت الى عقلي الملئ بالخيال والأحلام ، أشتقت الى قلبي ... قلبي الملئ بالحب.

أشتقت إلى طفولتي ، براءتي .. إلى اللعب فى غرفتي .. إلى طعام جدتي .. أشتقت الى .. أبتسامتي. لا ازال اتذكر ايام بعينها .. كم أحن اليها .. كم اتمنى ان أسافر بالزمن إلى الوراء لكى أعود هذا الطفل مرةً اخرى فتكون اكبر مشاكلي ان أختار بين هذه اللُعبة وتلك.

كانت أكبر أمنياتي وانا طفل ان أكبر سريعاً ... لم أكن اتوقع اني عندما أكبر سأتمنى العودة طفل من جديد.

لعلها ذكريات جميلة .. ولكن مع جمالها تصبح مؤلمة .. سوف استمتع بحياتي الأن .. لعلها تكون ما أشتاق اليه فى الغد القريب .

                                                 مصطفى زكريا الشابي

الخميس، 3 يناير 2013

الكل مخطئ يا عزيزى


الكل مخطئ يا عزيزى



جلست على السرير بعد ان ارتدت البيجامة ومددت يدها لتأخد كتابها التى أحضرته معها  فكانت تقرأ بعين وتنظر الى الساعة بالعين الاخرى ... لم تفهم كلمة واحدة من الكلام المرصوص أمامها فكان فكرها مشغول به ... "هل ياترى لماذا تأخر ؟؟ لعله لم يستطع ان يأخد أجازة من العمل .. او لعل زوجته شكت فى الأمر ومنعته هذه المشكلة من السفر .." ثم قالت مسرعة " لا لا لم تشك فى شئ .. لعلها المواصلات ... نعم بلا شك انها المواصلات"
                                       ****************

كانت نادية فى الخامسة والعشرين من عمرها لازالت صغيرة مفعمة بالطاقة والحيوية .. لم تتزوج بعد وفاة زوجها الاول .. ليس لحبها له ، فأنها لم تحبه فى حياتها ولو مرة ، لقد تزوجته مرغمة لكى ترضى والديها وترحم نفسها من سماع نفس الكلام كل يوم "لازم تتجوزى عشان مايتقلش عليكى عانس" "انا كبرت وعايز اتطمن عليكى" "حب ايه يا هبلة أهم حاجة جيب الراجل" ولكن بعد جوازها ووفاة زوجها لم تسلم من كلام الناس "يا حبيبتى .. مخلفتيش ؟؟" "بردو لقب أرملة أحسن من لقب عانس" "تلاقيها هى اللى قتلته" فأدركت انها يجب ان تتبع أهوائها ورغباتها منذ البداية ولا تنتبه لكلام الناس .. فالناس ليس لديهم اى شعور بالاخر .. انهم فقط يروا الشخص من الخارج .. المهم انها متزوجة لا يهم ان كانت تحظى بحياة سعيدة مرحة او حياة تعيسة مملة ، المهم انها فلتت من لقب عانس .

مجدى بيه ابو المجد صاحب أكبر شركات صنع الحديد والملياردير والسياسي المعروف ... توفى بسبب سرطان الرئة .. فبرغم من انه كان كبير فى السن .. تسعة وستين عام ، الا انه لم يحب شيئاً فى حياته سوى السيجار وكأس الخمر فكانت نهايته على يديهما .. كان قد تزوج نادية لكى يحظى بممرضة تعطى له الدواء .. فكانت مهام الزوجة تقوم بها نساء اخريات .. فنادراً إذا كان يجلس مع نادية فى أمسية هادئة لكى تعطيه ما يريد ثم يقوم يكمل حواره مع الكأس . فبعد وفاته شعرت نادية انها حرة .. نعم أخيراً ليس لأحد سلطة عليها ولا حتى أبيها الذى أرغمها بهذا الزواج .. فكانت تستطيع ان تسافر ، تعمل ، تصاحب ، تخرج ، تتزوج .. ولكن الزواج كان صعب بالنسبه لها .. فلا أحد يحب ان يتزوج أرملة او مطلقة .. انهم يحبون المرأة غير مكتشفة .. غير ملموسة .. لا أدرى لماذا .. لعلهم يفضلون أنثى خام .. "مش فاهمة" حتى اذا لم يقوموا بالشغل المطلوب لا يشعروا بالأحراج .. فكانت نادية تعلم ان هذا الشعب معقد .. مرتدى ثوب الأخلاق والفضيلة طوال الوقت أمام الناس .. حتى إذا انتهى به الأمر وحده خلع هذا الثوب ومزقه وجعل منه "ممسحة بلاط" .

كانت نادية تعيش حالة من الوحدة فقد كانت تعيش فى الفيلا التى ورثتها عن مجدى بيه وحدها .. لا صوت فى الفيلا سوى صوتها وصوت "هالسكى" الكلب الخاص بها وصوت البيانو الذى من خلاله تشكى وحدتها وتكسر به الصمت المخيف .. لازالت تبحث عن فارس أحلامها ..لازالت تبحث عن هذا الشخص الذى يشعل فيها أحساسها بأنوثتها بعد أن قتل المرحوم هذا الشعور .. لم تنقطع يوماً عن البحث عنه.

آدم .. خمس واربعون عاماً .. متزوج و لديه بنت فى الرابعة ، يعمل طبيب بيطرى .. تزوج ناهد بعد أن شعر انه لا يستطيع العيش بمفرده فى القاهرة .. فقد كان اهله فى الأسكندرية ولكن لظروف العمل أنتقل للعيش بالقاهرة. فكانت ناهد فتاة جميلة ، متعلمة ، ذكية ، قادرة على إدارة المنزل .. هذا ما يتمناه كل رجل . ولكن أنتقلت حياة الأستقرار الى حياة مليئة بالمشاكل .. فقد كانوا يكرهوا بعض فهى بالنسبة له خادمة تعمل على راحته وتنظيف البيت وتربية ابنته اما هو بالنسبه لها فقد كان مثل المثل "ضل راجل ولا ضل حيطة" وكان يصرف عليها ببزغ .. هذا هو البيت المصرى المثالى الأن.

ذهبت نادية بهالسكى الى آدم .. لقد حكت لها أحدى أصدقائها عن انه طبيب ممتاز وانه شفى لها قطتها .. أجلستها السكرتيرة لتنتظر دورها .. لم تنتظر كثيراً حتى دخلت فوجدت رجلا كامل الرجولة .. يوجد بعض الشعيرات البيضاء فى رأسه ، جسد ممتلئ ، مظهره مهندم .. لم تتوقع هذا المظهر فطالما كان أطباء الحيوانات يوجد بهم شئ من "البهدلة" .. رحب بها بصوته الدافئ الرخيم و طلب منها الجلوس وشرح مشكلة الكلب .. فقام بهز رأسه وتفحص الكلب وقام بكتابه الروشتة .. وأثناء كتابته لها رن هاتفه .. كانت زوجته ولكنه رد ببرود كالعادة و من خلال الحوار فهمت نادية انه متزوج فأصابها الأحباط ولكن سرعان ما تغير هذا الشعور بالأمل وفرحة عندما عرفت من خلال هذه المكالمة ان يوجد بينهم مشاكل .. وأدركت انها مشاكل مزمنة لأنه  لم يكن يرتدى فى يده الدبلة. أنهى أدم المكالمة وقام قطع الروشتة فسألته نادية "فى مشاكل ولاحاجة؟؟" رد آدم "لا أبداً المشاكل اليومية .. اتفضلى الروشتة و ان شاء الله يبقى كويس فى خلال أسبوع" قالت نادية فى نبرة طلب " ممكن نمرة تليفون حضرتك علشان لو هالسكى تعب ولا حاجة أتصل بيك" وبالفعل أعطى آدم النمرة لنادية وودعها. كان هدف نادية الأساسى من طلب النمرة هو مقابلة آدم ، لعلها تستطيع ان تجعله يعجب بها مثلما هى معجبة به ، فقد كان آدم هو فتى أحلامها التى كانت تبحث عنه.

مر أسبوعان على لقائها مع أدم فى العيادة فجلست على سريرها وفى يدها هاتفها .. هل تتصل به ؟ هل تأتى به الى الفيلا ؟؟ ولكن ماذا إذا رائه أحد وهو يدخل ويغيب ؟؟ ماذا إذا كانت المشاكل بينه وبين زوجته حُلت ؟؟ ماذا سيكون موقفها ؟ ترددت كثيراً قبل ان تتصل به ولكنها أستجمعت ما بقى لها من شجاعة وأتصلت .. رد عليها بصوته الدافئ الرخيم "الو" ردت نادية "الو ازاى حضرتك يا دكتور" رد آدم "الحمد لله .. مين معايا؟؟" ردت نادية "ايه ده أنت مش فاكرنى ؟؟ انا نادية .. جيت لك من أسبوعين معايا هالسكى الكلب .. اما كنت بتكلم مراتك فى التليفون" رد آدم سريعاً "اه اه اهلاً وسهلاً .. خير يا فندم ؟؟" ترددت نادية فى الرد ثم قالت "ألحقنى يا دكتور .. الكلب تعبان اوى لو ينفع تعدى عليا دلوقتى" رد آدم "انا فى العربية ومروح .. ممكن تدينى العنوان وحيبقى عند حضرتك على طول" أعطته نادية العنوان وقامت من على السرير سعيدة ، فرحة ... نادت على الخدم جميعاً واعطتهم أجازة لمده يومان من الان ثم دخلت للاستحمام ولبست فستان من فساتينها التى أحضرتها خلال سفرها فى باريس و جلست فى أنتظار حتى جاء.

 ضرب جرس الفيلا فذهب مسرعة فى خطواتها لتفتح الباب .. بمجرد ان رأى آدم نادية فى ثوبها أدرك انه لم يأتى لعلاج الكلب .. بل أتى لعلاج صاحبته .. لقد كان ينتظر هذه الفرصة ولكن لم يكن عنده الشجاعة .. لقد وجد من يعطيه ما يفتقده من زوجته .. لعلها كانت تمتعه من الحين للأخر ولكنه دائماً كان يراها بمنظر الخادمة .. فقد كانت لياليهم باردة ، أخيراً وجد من يعطى للياليه الاثارة .. مثل ما حدث لآدم حدث لنادية .. فلقد سلمت نفسها لفارس أحلامها .. لمن يخلصها من آلام الماضى .. لمن يحسسها بأنوثتها .. لمن يعوضها عن سنين الحرمان .. لقد كانوا هم الاثنين  فى حاجة الى بعضهم البعض .. لقد كانت علاقتهما مثالية .. لم يهتموا لما قد يقوله الناس .. فأنهم عانوا حتى وصلوا الى بعض .. لقد كانوا هم الاثنين ضحية لمجتمع يهتم بالمظاهر والالقاب .. لقد أستمرت علاقة آدم ونادية حتى الأن وبعد ان تنتهى القصة .. أن القصة ببساطة ..

يقوم الناس باخطايا بسبب معقتدات سخيفة ترسخت فى عقول وأذهان المجتمع .. ليس الذنب على من قام بالخطيئة وحده .. بل هو أيضاً  ذنب من سجن حياتهم بسبب هذه المعتقدات .

أفعل ما تريد فى حياتك طالما انت مقتنع به ... فأنها حياتك أنت .. أنت من سوف تحاسب عليها ليس الأخرين .


                                                                               مصطفى زكريا الشابي