الأحد، 10 أبريل 2016

الأسترواز الضوئي ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية

الأسترواز الضوئى ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية

مساء الخير

"ما فائدة الأمانى حين تتحقق بعد فوات الآوان ؟"

فى لحظة من لحظات التجلى الفكرية التى تأتينى وانا أغالب النوم، سألت نفسى هذا السؤال .. ولم أجد له إجابة سوى كلمة "خلاص" بنبرة حزن وإحباط .. ولم أجد اصدق من قول عبد الوهاب مطاوع عندما قال "إن الامال البطيئة كالعدل البطئ حين يتحقق، فلا يرفع ظلماً بقدر ما يثير من المرارة فى النفوس التى انتظرته طويلاً فتتسائل وإين كان عندما كنت فى أشد الحاجة واللهفة اليه؟" .. ووجدتنى أفكر فى ما مضى من حياتى بما فيها من مواقف وطرائف .. فوجدت أن معظم ما تمنيته ودعوت الله لأن يتحقق قد تحقق ولكن بعد فوات الآوان ! ولكن الوضع ليس بهذا السوء .. فما مضى من أمانى لم تتحقق لا يثير فى نفسى شئ من الحزن بل يجعلنى أشكر الله انه لم يتحقق فى وقتها .. ولكن ماذا إن لم تتحقق الأمانى المستقبلية ؟ أو جائت بعد ان نسينا وجودها من الأساس ؟ فتصبح بلا معنى وفائدة .. مثلها كمثل باقى الاشياء ؟ .. أظن ان هذا شئ نتركه بيد المولى عز وجل ثم لخيال القارئ .. فلا علم لنا بالمستقبل القريب !

"كيف تحارب الجريمة ؟"

سؤال أخر تخيلت انه طُرح على "سوبرهيرو" مصرى .. وهو يقف فى الشارع ويواجه الكاميرا وخلفه المئات من البشر .. لا يقفون حباً فيه ولكن ليظهروا فى التلفاز .. فينظر الى صدر المذيعة الممتلئ ثم يجاوب ويقول "بالجريمة طبعاً يا فندم" .. فهذه هى استراتجية الشعب المصرى بشكل عام .. هو ان يحارب الخطأ بالخطأ والجريمة بالجريمة .. وإن سُئل لماذا قام بذلك يلجأ لتبرير أولى حضانة "هو اللى بدأ" .. ولكن الذى لم يفهمه هذا الشعب ان محاربة الخطأ بالخطأ لن ينتج منها إلا المشاكل وتطويل ما كان من الممكن ان ينتهى بقعدة عرب .. ولكن لدينا كشعب عشق لخطيئة سيدنا آدم .. لم يكتفوا بخروجهم من الجنة بل يريدون ان يهبطوا لأقل درجات الجحيم !

"هل أنت وطنى ؟"

لم أنجح فى الاجابة على هذا السؤال ابداً .. فقد اختلطت عندى الأمور، فمفهوم الوطنية تغير على مدار السنين .. بداية من عمر الشريف فى "فى بيتنا رجل" مروراً بالفنانة نادية الجندى وصراعها الوطنى ضد العدو الأسرائيلى وصولاً للفنان تامر عبد المنعم فى "المشخصاتى 2"، لم نستقر على مصطلح ثابت للوطنية ولكن ما تعملته فى السنين السابقة من مشاهدتى الطفيفة للمسرح السياسى وجدت ان الوطنية هو ان تلتزم الصمت حينما يتكلم الجميع .. وأن حب الوطن مثله كحب الله .. يجب ان يكون خالص له فقط .. ليس لأجل شخص او شئ .. إن رحلوا رحل هذا الحب..وتذكر ان الوطن أكبر مننا جميعاً .. قد تكون رؤيتى هذه خاطئة للبعض وسلبية للبعض الاخر .. لذلك انهى الفقرة بقول أبى حنيفة عندما سُئل على فتوة "قولنا هذا رأى وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منها فهو أولى بالإتباع منا"

"الأسترواز الضوئى ومعادلها الموضوعى فى ظل الزعانف الفكرية"

عودة لعنوان المقال .. فلعلك عزيزى القارئ تتسائل ما علاقة العنوان بالأسئلة الثلاثة التى طرحتها، فدعنى افسر لك العلاقة ببساطة .. الثلات أسئلة ليس لديهم إجابة محددة .. فهى أسئلة وجودية قد تختلف فيها الآراء وتحتد فيها المناقشات ولا نصل لنتيجة موحدة للتفسير .. مثلها كالعنوان .. لا يوجد له تفسير محدد .. او تفسير على الإطلاق .. هو مجرد تذكير لنا ان هناك أشياء قد نعيش ونموت ولا نجد لها إجابة .. ولكن يكفينا شرف المحاولة !


مصطفى الشابى