الأحد، 11 يناير 2015

خطاب يُرسل لأول مرة.

خطاب يُرسل لأول مرة.

مساء الخير ..

أكتب خطابى هذا وانا اعلم جيداً بعدم جرأتى لإرساله لكى .. ولكنى ارغب فى الكتابة .. فلا يستطيع قلبً كقلبى تحمل كل تِلك المشاعر .. لعل تلك الكلمات التى اسردها بدون تكليف ولا تجميل تساعدنى فى التخلص من حبك .. والإبتعاد عن ذلك المعبد الذى يوجد به قلبك.

أعلم بأنى كنت قد قلت فى خطابى الاخير انى لن اراسلك مرة اخرى وانى سوف ابدأ فى نسيانك ونسيان حُبك .. لمعرفتى لقدرة الإنسان على النسيان .. "فما سُمى إنسان إلا لكثرة نسيانه" ولكن ما إن بدأت المحاولة تذكرت قول السيدة أم كلثوم وهى تتنهد وتقول بلهجة عِتاب "أنساك ده كلام ؟ اهو ده اللى مش ممكن ابداً" وأعود مرة اخرى 
للإعتكاف فى ذلك المعبد لأقدس قلبك وادعوه ان يرحمنى انا العبد المسكين الهائم.

ولكن عودة للغرض الاساسى من هذا الخطاب .. ففى المرة الأخيرة قد بالغت فى وصف جمالك وأعتذر إذا لم أكن اوفيته حقه .. ولكن هذه المرة دعينى اوصف لكى لكى جمالك فى جملة واحدة فقط أن "لديك أصفى واجمل إبتسامة فى العالم." وأنى اعتصر الماً عندما ارى تلك الإبتسامة حزينة ويرن فى أذنى صوت فريد الأطرش وهو يقول "حبيبى سلامتك .. سلامة ابتسامتك" .. لم يخلق هذا الوجة الجميل للحزن .. اتركى الحزن للنساء الدميمات اللواتى يحقدن على جمالك ودلالك.

يااه !! .. باقى على ميعاد قطارى نصف ساعة .. الم اقل لكى انى على وشك السفر ؟ نعم .. انى بإنتظار قطارى المتجه الى الإسكندرية .. المدينة الساحرة ! سوف أبتعد عن اى شئ يذكرنى بك .. الشوارع ، الاغانى ، الاصدقاء .. لفترة مؤقتة بالطبع .. ربما على التخلص ايضاً من هذا الخطاب ؟! ولكن الى اين ؟ درج الذكريات ؟ ام أضعه فى زجاجة والقيه فى البحر لترسله الامواج ؟ ام استجمع شجاعتى والقيه فى صندوق البريد ؟

يوجد صوت اغنية اتيه من احد المحلات فى محطة القطار .. "إنتهينا ؟ هو ايه اللى انتهينا احنا يعنى كنا امتى ابتدينا ؟" صوت عبد المطلب .. أقرب الاصوات الى قلبى ، بالرغم من انها اغنية حزينة الا انها ايقظت عقلى ونبهتنى بشئ هام .. انا لم اعترف لكى بحبى .. كلها كانت تلميحات صبيانية بسيطة .. بنيت عليها اعتقادات وتوقعات .. اظن أنى اعلم الأن ما الذى سوف افعله بهذا الخطاب.

اظن انه قد حان الوقت لإنهاء هذا الخطاب .. فالقطار على وشك السفر ، انى بإنتظار ردك على الخطاب .. وانى اردد اغنية "يا واحشنى رد عليا" .. متمنياً ان تتقبليه منى بكل حب .. وإذا لم تُجيبى اتوقع اذن عدم إهتمامك بمعجب من الاف المعجبين او عدم إيجاد الوقت للرد او ضياع الخطاب وعدم وصوله إليك .. فى هذا الحين اتذكر قول ام كلثوم مرة اخرى وهى تقول "لا تقل شئنا ، فإن الحظ شاء".

مصطفى الشابى