الثلاثاء، 14 يونيو 2016

يا روايح الزمن الجميل

يا روايح الزمن الجميل

"وانا وحبايبى والأفراح ناخد من الدنيا أجازة"

لا شئ يفوق شعور الأجازة .. الراحة والأستجمام وعدم الأكتراث لأى شئ فى الدنيا سوى كيفية إسعاد نفسك فى هذا اليوم لتستطع إستكمال الرحلة .. تصورى للأجازة هو مكان هادئ، يلتحم لون أزرق السماء مع لون البحر المريح وأشهر أغانى التسعينات الاجنبية تلعب فى الخلفية مع أنواع مختلفة من العصائر بجانبى وشقراء تجلس بجوارى تتكلم بلغة لا أعلم مصدرها ولكنها خفيفة على الأذن، ولكن المثل الشهير يقول "الجنة من غير ناس متنداس" فيأتى عبد الحليم ليغنى ويقول"وانا وحبايبى والافراح ناخد من الدنيا أجازة" .. هذا ما يجب أن يحدث، ف"لو سمحت ممكن تحجزلى انا وحبايبى والافراح أوضة تريبل على البحر ؟"

"راح فين زمن الشقاوة"

الشقاوة بالنسبة لى تتدرجت بمراحل.. الأولى كانت وانا عمرى خمس سنوات وهى كانت تتلخص فى المسدس الخرز المحشور فى الملابس الداخلية وأخراجه مرة واحدة وأطلاق خرزة من شباك الغرفة على شخص ما عشوائى فى الشارع، ثم بعد سنين نضجت الحمدلله وأصبحت أشعر بمشاعر مختلطة .. فلم أكن أستطيع التفرقة بين الحب والجوع .. ثم بعد بضعه اعوام أنشئت قانون للتفرقة وكان "إذا تشعر ان هناك شخص مميز وبوادر مشاعر الحب تنتشر بجسدك .. أذهب وأطلب واحد شاورما فراخ .. بعد الأكل أنظر للشخص مرة أخرى أذا أستمرت الأعراض السابق ذكرها فأنت تُحب .. إذا تشعر بشئ أخر برجاء أستشارة طبيب وعمل غسيل معدة" .. فترة طويلة من حياتى قضيتها أحاول التفرقة بين مشاعر الحب والإعجاب والجوع والزهق .. ولكنى الأظن انى نضجت مرة اخرى .. فأصحبت افرق جيداً بين تلك المشاعر، وبعد النظر الى شقاوة شباب اليومين دول فنحن كنا ابرياء لدرجة ساذجة، فإذا كنت تتسائل "راح فين زمن الشقاوة ؟" حتلاقيه مع أخوك الصغير .. أحنا عمرنا ما كنا أشقياء !

"أمانة عليك يا ليل طول"

السهرة الجميلة تتمنى لو أستمرت إلى الأبد .. تُوقف عقارب الساعة عن التحرك لتستمتع بتلك اللحظات النادر وجودها وسط روتين يومنا الممل عادة ... فيبدأ راديو عقلك بالدندنة التلقائية بتلك الأغنية، فتزيد من إستمتاعك باللحظة والطعام والشراب .. وتضحك ويعلو صوت راديو عقلك بالدندنة لتصل لكوبلية "وقول للفجر مايبنشى" .. وأثناء ليلة السمر السعيدة تلك يأذن الفجر فتدرك ان الليلة أنتهت والكل ذاهب إلى منزله .. ولكن عندما تفكر فى الأمر .. قد تكون أنتهت الليلة ولكن العمر مليئ بالليالى التى سنغنى فيها وندندن على العود ونقول "هاتلنا العمر من الاول"

"قلبى بيقولى كلام"

كان عبد الوهاب يشكو من كثرة الكلام والاقاويل فى تلك الأغنية .. فـ"قلبه بيقوله كلام وانت بتقوله كلام وعينه شايفه كلام والناس بيقولوا كلام" فأصبح الفنان في حيرة من امره لا يعلم ماذا يفعل .. وهنا تأتى فقرة النصائح من كاتب يظن انه محرر بريد الجمعة .. فردى لك يا عزيزى عبد الوهاب هو انك لا تهتم بكلام الناس بالطبع فالناس لا يريدون الخير إلا لأنفسهم .. والعين خداعة .. فلا تصدق كل ما تراه عينك "الفوتوشوب خرب البلد" .. وبالنسبة للشخص اللى بيقولك كلام .. أكيد يرغب بإقناعك .. لا تصدقه هو الاخر، اما بالنسبة لقلبك .. فالقلب لا يأخذ فى الاعتبار كلام العقل .. فلا تسمع له ايضاً .. حلك يا عزيزى سهل للغاية .. صلِ استخارة وأدعِ الله ان يلهمك الصواب وان يرشدك للكلام الصحيح .. تحياتى.

"يا روايح الزمن الجميل .. هفهفى"

  الجميع يمر بتلك اللحظات البسيطة التى يتنفس فيها هواء يشعر فيه بالألفة والحنين الى الماضى، فكل إنسان منا لديه ما يسمى بالمخ العاطفى والذى يقوم بربط الروائح التى تتنفسها لأول مرة مع الشخص او الحدث الموافق لها، فلا أتمالك نفسى عندما أشم رائحة ثمرة الجوافة وربطها بإقتراب المدارس أو رائحة اليوستفندى وصوت مدحت صالح او رائحة نسيم الفجر وليالى رمضان، فيستمر فهرس الروائح الى ما لا نهاية .. هناك روائح تجلب لنا السعادة والفرحة والإبتسامة .. واخرى تجعلنا ننظر الى الأفق الواسع لنطلق فى النهاية تنهيدة مليئة بالحزن والأشتياق .. فلا يسعنى فى النهاية سوى التمنى ان يكثر الله الذكريات السعيدة .. فهل تهفهفى يا روائح الزمن الجميل ؟ لو سمحتى ؟!
                                                   
                                                                          مصطفى الشابى