الاثنين، 27 يوليو 2015

وتبقى الموسيقى

وتبقى الموسيقى

مساء الخير..

نحن نشتهى حديثاً نرتوى منه الأمل والأمان والحب ! قد إنتهى كل شئ، كل ما رغبنا يوماً فى تحقيقه وتحويله من مجرد أحلام بخيالنا إلى حقيقة مُثبتة .. "لا شئ يبقى على حالة" هكذا قلت لنفسى وانا اسمع الموسيقى الحزينة وأفكر فى كل ما رغبت فيه يوماً وأدبرت عنه .. أحلامنا التى تأخذ من يومنا كل وقته ومشاعرنا التى نقضى الليل كله نبكى بسببها .. كل شئ يتغير من حولى حتى انا ! ولا أستطيع التحكم فى تلك القوة الإلهية التى تتولى زمام هذا الأمر .. ولكن الشئ الوحيد الذى يبقى كما هو، هو إستماعى للموسيقى حتى أصل للحظة النشوة وهى تزامن ضربات قلبى من ضربات البيانو الناعم.

إن أصعب ما فى الحياة هو انها غير مستقرة .. وأصعب ما فى المشاعر انها غير مفهومة ! لا تعلم حقيقتها إلا بعد فوات الآوان، فعندما تمُر بشعور مُعين تتسأل "هل تلك المشاعر من نسج الخيال ام هى حقيقية ؟ هل هى مجرد نزوة وستنقضى ؟ ام ستطول تلك المشاعر ربما .. للأبد ؟!"، ما أدركه بكل حواسى ولن يتغير مع الوقت والزمن هو أن الإنسان عندما يصل لمرحلة مُعينه من حياته يبدأ بفقدان الإيمان بأحلامه ومعتقداته وبإمكان ان يصل الأمر فى بعض الاحيان إلى فقدان الإيمان بمن حوله .. ويبدأ بالإيمان بشئ واحد فقط ! أن الحياة مجرد عُمر سينقضى .. وما هو سوى ترس فى ماكينة عملاقة لن يؤثر فيها مثل غيره من البشر، ومن هنا يبدأ الإيمان بالروتين .. ولكنى مازلت اؤمن بأحلامى كلها، ما زلت أحكم قبضة يدى عليها بكل ما أوتيت من قوة ! لن أجعل أحلامى تنساب من بين يدي .. لن أصبح مجرد ترس فى ماكينة ولن أكون شبيه لأحد .. أو هكذا أظن !

يقولون ان الموهبة هى الشئ الوحيد الذى لا يموت .. تماماً مثل الفكرة .. ولكنها قد يدفنان أحياء ! إن أكثر ما يرعبنى فى هذه الدنيا هو شيئان .. منهم هو أن أدفن موهبتى لفقدان إيمانى بها فى مرحلة من عمرى كما ذكرت من قبل، يا إلهى ! .. كم أتمنى أن اؤمن بنفسى وبموهبتى كما اؤمن بك يا الله .. فهل حان الوقت لتلهمنى بشئ من الصبر المُفعم بالأمل ؟

أريد ان أنهى هذا المقال بصوت عبد الحليم .. لا كلام مكتوب .. مجرد صوت عبد الحليم يبدأ حتى يتلاشى شيئاً فشيئاً .. ليأخذ مكانه صوت تفكيرنا .. تفكيرنا فى ما كان وما يكون وما سوف يكون. او لا .. لا لزوم للتفكير فى شئ قد يتغير فى المستقبل القريب .. ليعلو صوت الغناء على كل شئ .. ولتبقى الموسيقى هى الشئ الوحيد الثابت اللى لا يتغير فى هذه الدنيا.

"ونغنى اغانى جديدة .. مليانة حكاوى سعيدة"


                                                            مصطفى الشابى