الثلاثاء، 28 مايو 2013

رقصة أنتقامية !

رقصة أنتقامية !
أنى أرى رقصك يتلاعب بأشجانى .. ويجعلنى اسأل .. لماذا لا تكون الحياة سهلة .. مثل الرقصة ؟ لماذا لا تتمايل معى الحياة بكل سهولة وليونة .. لماذا تتعامل معى بمثل هذه الضراوة ؟؟

جلوسى أمامك .. وأمام رقصك يجعلنى فى حالة نشوة .. ولذة .. لا أتحدث عن الجنس .. بل أتحدث عن اللذة النفسية والعقلية ... مشاهدتك ترقصى مبثابة الأستماع الى مقطوعة موسيقية لفالفيدى .. فرقصك يتميز انه متنوع .. كالفصول الأربعة .. فى البداية يكون هادئ كالربيع .. ثم ملئ بالشغف والحب والحيوية كالصيف .. ومن ثم يصبح حزين ويملأه الشجن والذكريات .. تماماً كالخريف .. وفى النهاية .. ملئ بالعنف والأنتقام .. تماماً كالشتاء ..

أدخن سجارتى أثناء جلوسى لمشاهدتك .. وحدى .. لا أحد سواى .. يجعلنى أتسأل .. "كم عاشق قتلتى برقصاتك ؟ ، وهل يا تُرى .. من سيكون الضحية القادمة ؟" .. يقول البعض ان من الحب ما قتل .. لأصحح هذه المقولة اثناء جلوسى أمامك .. من الرقص ما قتل !

ينطلق من الخلفية صوت ناى .. وارى جسدك قد تأثر بالموسيقى الحزينة ... وأرى ايضاً ان جسدك يحارب هذا الناى .. ويقوم هو بالعزف على أوتار أعصابك .. وأظهار أعظم مقطوعة فى التاريخ.

أعلم بحبك الخفى ، أعلم من هو معشوقك  ، وأعلم ايضاً انه لا يأبه لكى .. وانك لا تقدرين على مصارحته .. أعلم بشأن حياتك الحزينة .. وأعلم أنك لا تجدين لنفسك عزاء سوى الرقص !

والأن وقد كسى الشعر الأبيض رأسى .. وشارفت سيجارتى على الأنتهاء اتسأل .. أيحق لى الحب ؟؟ أيحق لى الأستمتاع برقصة أخيرة ؟؟ وانا وانتِ قد سُقينا من كأس الغرام والحرمان ؟

لا أرى فى رقصك ما يحرمه العرف والدين .. إن رقصك ما هو الا مشاعر .. فإذا حرموا الشعر والاغانى .. فلهم الحق حين ذا تحريم رقصك .. ما رقصك سوى تعبير عن كلماتك الغير مكتوبة !

ما يضحكنى فى الأمر أن دعاة الدين الذين يحرمون عليكى كل شئ .. ويقولون ان صوتك وجسدك ورائحتك عورة فى بداية النهار .. يأتون ليلاً لمشاهدتك ترقصى .. لكى يستمتعوا بما يستمتع به الأخرون .. فليلاً يكون قد أنتهى دوام عملهم كرجال دين .. ويبدأ عملهم .. كأنصاف رجال !

أنهم جميعاً على أستعداد على ان ينكحوكِ ميتة .. وعلى ان يتركوكِ فى وسط الشارع يتم التحرش بك .. وعلى ان يلومُكِ على كل ما يفعله – مايسمون "رجال"- بك .. فهم لا يرون سوى جسد ! .. جسد راقص .. حتى وإن لم ترقصى .. أنهم على مقدرة أن يروكِ عارية وكأن لديهم قوى خارقة .. فهم لا يروا الأنثى .. هم يروا فقط العاهرة التى يريدون !

وها قد أنتهت سجارتى .. وأنتهت رقصتك .. سأكون اليوم مختلفاً .. سوف أرسم قبلة خفيفة على جبينك .. وأقول لك أحسنتِ .. وأتركك .. تفتكين بأعدائك الذين يأتون ليلاً .. وتثبتى انهم لا يستطعون ان يستغنوا عنك .. فأنت الوحيدة التى تراهم على حقيقتهم .. لأنهم لا يظهرون على حقيقهم سوى أمامك !

لذا .. أرقصى .. أرقصى وحررى ذاتك .. أرقصى وأكتبى كلماتك ... أرقصى .. فلا أرى للمرأة الأن عزاء .. سوى الرقص ! 
                                                                                                      مصطفى زكريا الشابي 

الأحد، 26 مايو 2013

تَمرد حتى أراك !

تَمرد حتى أراك !

الحياة صعبة بكل ما فيها ..

حب ، حياة ، فُراق ، موت

بس فيها اللى بيحليها

ضحكة فى وسط التعب تهون عليك بلاويها

أو صاحب فى وسط الزحمة يحميك ويخليك تجَاريها

أو واحدة بتساندك مكنتش تقدر تعيش غير بيها

بس فى الأخر الحياة صعبة بكل مأسيها

أوعى تفتكر أن الحياة زى فيلم الكارتون

الناس الطيبة فيها اللى بدّقُون

والشرير بيمشى فيها من غير هدوم

لا !

الطيبين فى الدينا دى هم شرذمة قليلون

والأشرار بقوا منتشرين فيها زى الطاعون

واعقل واحد فيهم هم الأتنين هو المجنون

الطيب مش بيكسب فى أخر المعركة

عشان الدنيا مش فيلم كارتون

الدنيا دى غابة مفيهاش قانون

والفوز فيها للشرير ، أما الطيب

فأخرُه نظرة عطف من المتفرجون

عشان كده .. تَمرد ..

تَمرد يمكن يبقى فيه دولة قانون

تَمرد يمكن المطالبة بالعدل مايبقاش جنون

تَمرد يمكن تعيش حياة حلوة زى الافلام

تَمرد يمكن ماتموتش زى ما ماتت كتير من الأحلام

تَمرد يمكن تعيش بشرف ولو مرة

تَمرد يمكن متضرش تسافر برة

تَمرد عشان أبنك يعيش

تَمرد عشان رغيف العيش

تَمرد وكفاية سكر وزيت

تَمرد عشان ترجع الكهرباء فى البيت

تَمرد وربى أولادك على الوطنية

تَمرد وأوعى تبيع القضية

تَمرد وأخلص من الخوف

تَمرد وأدبح الخروف

تَمرد وشيل الأخوان

تَمرد عشان مصر متستحقش اللى خان

تَمرد حتى اراك

تمرد واحنا كلنا وراك

                                       مصطفى زكريا الشابى

الجمعة، 24 مايو 2013

هذا هو الحب !


هذا هو الحب !

جاء حفيدى ذو السبعة أعوام يسألنى عن الحب .. فسألنى .. يا جدى .. هل الحب معقد ؟

قلت له : لا يا بنى .. بل الأشخاص هم !

قال لى : هل تشرح لى الحب يا جدى ؟؟

قبلت هذا العرض بكل سخاء .. وبدأت أشرح له بالتفصيل معنى ... الحب !

قلت له : يا بنى .. الحب .. ليس ما تراه فى الأفلام من ومض وبرق وتجميد للوقت عندما ترى محبوبتك لأول مرة .. الحب أبسط من هذا بكثير .. الحب يا بنى هو أن ترى جميع النساء سواء .. ولكن تراها هى الوحيدة .. المميزة ، مثل والدتك .. أنت ترى الكثير من الوالدات ولكن واحدة فقط هى المميزة عندك !

الحب يا بنى هو أنك ترغب فى معرفة أدق التفاصيل التى تسعدها .. بدون أن تعلم هى ! ، هو أن تأتى لها بالدنيا .. كما آتت هى لك .. هى دنياك !

أحذر من من يقول انه أحب مراراً قأنه يكذب عليك  .. الحب مثل الموت ... مرة واحدة فى الأبدية !

الحب ليس فى أن ترى الشخص الذى أمامك كامل .. بل أنك تعلم أنه ليس كامل وتقبل وتتكيف مع ذلك ! فالحب ليس فتاة ذات وجه جميل وجذاب .. بل الحب شخصية تعلقت بها وعدم قدرتك على الأستغناء عنها !

ولا تصدق من يقول لك أن حب الأصدقاء غير حب الأهل غير حب الحبيبة ! .. الحب هو الحب !! .. الحب هو شعور جميل يسمو بك الى أعلى الأفاق .. فلا تصدق من يحاول زرع فكرة أن الحب حرام فى مخك !

هل فهمت الأن معنى الحب ؟؟

تمتم قليلاً .. ثم قال مبتسماً : لا !

ابتسمت ثم قلت : لا تقلق يا بنى .. عندما تكبُر وتقع فى الحب .. سوف تعلم بالتأكيد ما أقصد .. وعندما تشعر بمشاعر غريبة لأول مرة .. سوف تعلم أن هذا هو .. الحب ! 
                      
                                                           مصطفى زكريا الشابي

الخميس، 16 مايو 2013

حــــــلـــــم !


حــــلــــم !

شئ محبط جداً ان حلمك اللى كنت بتحلمه وانت صغير أو وانت شاب انك اما تكبر حتكون حاجة معينة .. كاتب مشهور ، ممثل كوميدى ، سياسى نزيه ، عالِم ، مهندس ، دكتور..وتبنى حياتك على الأساس ده..وفى الآخر ، ينتهى بك المطاف فى عمل روتينى – ده لو لقيت عمل اساساً- ، الفكرة هنا .. هل الغلط على مين ؟؟ هل على اللى حطوا عقبات فى طريق حلمك ؟؟ ولا عليك انت عشان مقدرتش تستحمل العقبات دى ؟؟ 
 اى حاجة فى الدنيا نفسك تحققها ، لازم يكون فيها عقبات .. مفيش حاجة بالساهل .. او هكذا نظن ! دايماً كانوا بيقولوا لى ان الحياة فى الدول التانية أسهل .. وإن اللى عايز حاجة بيعملها .. ممكن يكون عندهم عقبات .. بس أكيد ... مش زى العقبات اللى عندنا !

عشان كده .. تعالى نعد العقبات اللى فى المجتمع المصرى فى مجموعة حوارات بسيطة :

"⁻ بابا انا نويت أخش أدبى

ليه يا حبيبى .. أدبى ده بتاع البنات .. والفشلة !

عايز أخش كلية أعلام وأبقى صحفى !

لا لا .. انت حتخش علمى رياضة .. انت حتبقى مهندس

بس يا بابا !

مفيش بس .. هى كلمة .. أدبى ايه بتاع البنات ده ، ويا سيدى لو مصمم على أعلام .. خشها من علمى رياضة !"

طبعاً الحوار اللى فات ده موجود فى بعض البيوت .. وانا عارف ناس كده شخصياً ..

الثناوية العامة معاناه فى حد ذاتها .. وحتبقى جحيم أكتر لو دخلت تخصص متفهمش فيه حاجة !

تعالوا نشوف حوار تانى .. بس فى سن أسبق شوية :

"⁻ ياترى يا حبيبى انت ناوى تبقى دكتور زى بابا ولا صيدلى زى ماما ؟؟

لا انا عايز ابقى محامى

ياااه .. محامى مرة واحدة .. بس دول مش بيكسبوا فلوس يا حبيبى !"

الحوار ده مر معانا كلنا .. وممكن عند بعض الناس خلاهم يقرروا وينطبع فى مخهم انهم حيكونوا زى بابا اوى ماما عشان الناس شايفه كده .. او عشان مفيش خيارات تانية .. وده اللى بيقتل الحلم والخيال عند الطفل !

تعالوا نشوف كمان حوار :

"⁻ انا كتبت حاجة كده عايز اسمعهالكم

اه اوى اوى .. قول !

"أكتب هذه القصيدة وانا أنظر الى النجوم
فى سماء صافية بلا غيوم
لأصف حباً فى قلبى
فطالما كان قلبى مثلى
شخصاً كتوم"

هاهاهاها ايه يا عم القرف ده .. يلا بينا "نقووم" هاهاهاهاها"

الحوار ده ممكن يكون مر على حد .. او عليا انا شخصياً .. ممكن يكون مع صحابك .. مع حد من عيلتك .. بس كمية الأحباط الموجودة فى الحوار ده ، كفيلة انها تقضى على طموح وموهبة اى حد ولو كان شكسبير نفسه !!

أخر حوار :

"⁻ السنة دى ثناوية عامة .. لازم تسيب كل حاجة بتعملها وتذاكر ليل نهار !

بس انا طموحى مش فى كلية مجموعها عالى

لا انت حتخش طب .. واما تبقى تخلصها ابقى خش الكلية اللى انت عايزها  
 بس انا مش عايز أخش طب ! انا نفسى اكون فنان

آه عشان متشتغلش فى الآخر .. لا انت تخش طب عشان يكون فى حاجة ستبن .. زى دكتور عزت ابو عوف كده

بس يا ماما عقبال ما أخلص طب حكون خِلصت !

مليش دعوة"

فى الحوار ده .. من ناحية الخوف على الأبن طبعأً .. بس خلينا عقلانيين .. واحد مش بيحب الطب .. ونفسه يكون فنان .. وحتى لو أتخرج من طب ..مش حيشتغل دكتور ابداً ..ولو أشتغل حيكون فاشل !..  يبقى ليه يضيع 7 
سنين من عمره فى حاجة مش بيحبها ؟

بعد اما أتعرفنا على بعض العقبات اللى موجودة فى المجتمع ده .. ممكن كتير مننا ميقدروش يكملوا المشوار 
وحلمهم ! بس ساعتها .. لا تلُم إلا نفسك !

فى كل موقف من دول انت قدامك طريق للنور .. تقدر تغير مصيرك اللى غيرك ممكن يكون حددهولك !

المهم فى كل ده .. متخليش حد يقف قدام حلمك ، متخليش حلمك مجرد حلم فى خيالك .. حققه على أرض الواقع 
.. وروح وقول للناس اللى كانت بتضحك عليك .. أنا حققت حلمى !

خليك فاكر ان كل حد محترف فى حاجة .. بدء كهاوى .. أهم حاجة أوعى تستسلم !

وأن اى حاجة سلبية فى إيدك تحولها لسبب إيجابى لتقدمك للأمام ..

وأفتكر أخر حاجة .. أنت اللى بتصنع نفسك !

                                                                     مصطفى زكريا الشابى