الأربعاء، 1 يناير 2014

بين الحقيقة والخيال

بين الحقيقة والخيال

وقفت فى البلكونة فى شمس الصباح الدافئة وأخذت أتأمل الشارع الفارغ نسبياً .. والهدوء الرائع الذى قلما يكون موجود .. وأخذت أفكر فى الليلة الفائتة .. عندما نظرت للنجوم البديعة وقلت لنفسى "هل حيجى يوم واوصل للنجوم دى .. ولا حفضل أبصلها كده .. من بعيد ؟" .. تمنيت فى لحظة أن أقابل شخصية مشهور لكى اسألها كيف وصلت .. كيف كان المشوار .. وفجأة .. وكأن الله قد أستجاب لطلبى وجدت بجانبى يوسف شاهين ثم بدأ الحوار

قلت بإندهاش " انت ... انت يوسف شاهين بجد ؟"

قال بإبتسامة "صباح الخير"

قلت بحماس " انا بحبك قوى .. انا شفت كل افلامك انت عب.."

قاطعنى وقال "شكراً شكراً .. بس مش عايزيين كلام كتير .. انا نزلت بناء على رغبتك عشان تسألنى الاسئلة اللى انت عاوزها .. اتفضل"

سألت بفضول شديد "نزلت منين ؟"

رد بتلقائية " ملكش دعوة .. دى حاجة بتاعت ربنا"

أستمريت فى فضولى وسألت "طب .. طلع مين اللى صح ؟"

رد بنفس التلقائية "مفيش حاجة اسمها صح وحاجة اسمها غلط .. اللى مؤمن بشئ بشدة بيلاقيه فى الاخر"

سألت "بمعنى ؟"

رد على "ده مش موضوعنا .. أتفضل اسأل .. عاوز تعرف ايه ؟"

نظرت إليه وسألته "انت وصلت إزاى ؟"

أشعل سيجارة وأخذ منها نفس طويل ثم اخرجه ونظر إلى وقال "فى حاجة أسمها مجهود ، عزيمة ،اصرار ، قوة إرادة .. مش تيجوا فى نص السكة وتفنيخوا !"

نظرت اليه ثم عاودت النظر الى الشارع مرة اخرى وقلت "ايامنا أصعب من أيامكم .. احنا اتربينا على الفنيخه"
قال وهو يلوح بيده ويأخذ نفس من السيجارة المشتعلة "هى دى الحِجة اللى انت بتقولوها عشان تبرروا بيها كسلكم وفشلكم."

سألته "بمعنى ؟"

قال وهو يتحرك حركة حفيفة فى البلكونة حتى أعطانى ظهرة "يعنى اللى عايز حاجة بيعملها مهما كانت صعبة ، مهما كانت مستحيلة"

قلت بصوت يشوبه سخرية "آه ... نوصل فى وسط كل الفساد اللى احنا غرقانين فيه ده .. صح .. مفيش أسهل من كده"

قال بنبرة سخرية " يلا انت حمار ؟"

قلت "حمار عشان واقعى ؟"

رد بإنفعال وهو ينفخ دخان السيجارة "لا .. حمار عشان عايز توصل بالطريقة السهلة .. كلكم حمير عشان عايزيين الطريقة السهلة ، لازم تعرف ان مفيش حد عايز حاجة بتجيله بسهولة إلا لو كان ابن مسئول فى الدولة غير كده .. يبقى لازم تنحت فى الصخر وإيدك الناعمة دى تخشّن .. انت مش عارف انك بحلمك ده بتواجه المجتمع كله ؟

قلت بيأس وانا اعاود النظر الى الشارع مرة اخرى "انا خايف .. لازم تعرف ده"

قال وهو يقترب منى ويضع يده على كتفى "ومش عيب انك تخاف .. انا بخاف .. كلنا بنخاف .. –يعاود الإنفعال ولكن بدرجة أقل- .. حتى المجتمع اللى احنا بنخاف منه ده .. هو كمان بيخاف ، متخليش خوفك من مجتمع خايف منك يقهرك ... أعتبره تحدى .. "أكون أو لا أكون" !"

قلت وانا أطلق زفيراً حاداً "والمطلوب ؟"

قال وهو ينظر إلى بلمعان فى عينه والسيجارة فى فمه "المواجهة"

سألته "مين ولا مين ؟"

قال وهو لا يزال فى حالته الاولى "واجه خوفك بكل شجاعة .. ساعتها بس .. مواجهة المجتمع حتكون ولا حاجة !"

بعد أن تبادلنا نظرات للحظات .. قال "بعد إذنك بقى لازم أمشى"

قلت بخوف شديد .. " لا لا . بس انا لسه عندى حاجات كتير عايز اسألهالك"

توجه نحو حافة البلكونة وصعد فوق السور ونظر إلى وقال "اللى انت عايز تعرفوا موجود فى الأفلام .. موجود فى المزيكا .. لو فهمت الحاجات دى وحسيت بيها .. حتعرف انا مين وإزاى وصلت"

قلت وانا اتجه نحوه وامد يدى "بس أستنى انا كنت عا.."

لم يستمع لباقى الكلام وقفز .. ثم ذهبت لأطمئن عليه فلم أجد اى اثر له .. ليصبح هذا الحوار من نسج خيالى .. ليس لدي دليل على حدوثه سوى إيمانى الشخصى انه حدث.                                                                                                                        مصطفى الشابي      

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لخيلك بجد انت كلمت عني وعن كل بيحب شاهين ومحتاجه جدا في الايام الغريبة اللي بنعيشها

    ردحذف