الخميس، 23 يناير 2014

الملكة.

  الملكة

كانت هادئة .. بها لمحة حزن ولكنها جميلة .. تماماً مثل مقطوعة فيلتسا ليانى .. جمالها يلمسك .. ويُحرك أوتار قلبك .. فتتمنى ان تصبح شئ مادى تستطيع ان تلمسه وتضمه إليك انت الاخر .. بالرغم من رؤيتى للكثير ولكن هذه كانت من القلائل اللاتى أثرن على وسيطرن على أفكارى .. لم تكن مثل غيرها .. كانت فى وسط الجميع .. ملكة .. ملكة متوجة مُسلط عليها سلاسل الضوء الذهبية لتضيف لها المزيد من الجمال والرقة.

"أزيك يا أنت ؟" قالت بخفة ودلع .. وقد ظهر على التوتر .. حتى نسيت كيف كانت تنطق الكلمات !

"انت حلو يا مصطفى" قالتها وهى لا تنظر لى .. كان وجهى جامداً لكن كنت أرقص فرحاً من الداخل.

"مش حلوة أصلاً" قُلت لأختى وانا اتظاهر بعد الأهتمام .. ولكن من الداخل .. كانت نار الحب بدأت فى الأشتعال .. وتمنيت ان اعرف حتى اسمها .. او حتى حرف واحد .. لأفصل عليه اسماً يليق بجمالها الذى لم تشهده الأرض.

تمنيت ان تطول مده بقائها امامى ... حتى أجلس طوال الليل اتعبد لجمالها وأنوثتها الرقيقة .. ولكنها فجأة أختفت ! .. بدأت فى البحث والسؤال لكن .. دون جدوى .. اختفت ولا أحد يعلم مكانها !

"مقالتش خارجة فين ؟" سألت امرأة تبدو انها والدتها

"لا يا حبيبى" قالت وبإبتسامة تسببت بوخز فى قلبى

"يمكن فى أوضتها ؟" استطردت سريعاً متمنياً ان أجد إجابة

"وهى فين أوضتها ؟" ردت بنفس الأبتسامة

وهنا بدأ صوت المزيكا فى الأرتفاع حتى أصبحت اكثر ضجة وإزعاجاً .. وأصوات الناس بدأت فى العلو .. منهم من يقول "دى ماتت" .. ومن يقول "دى خرجت مع صاحبها خالد" .. ومن يقول "ما هى قاعدة اهى" حتى بدأت التفاصيل كلها فى الذوبان كقطعة من الايس كريم .. وأمتزجت الأصوات ببعضها البعض .. صوت بكاء مع صوت الضحكات حتى اصبح الموضوع مُريب .. ولكن كان هناك صوت متكرر فى كل هذه الأصوات ...

"مصطفى .. مصطفى .. مصطفى .. مصطفى"

أستيقظت من النوم  وانا أشعر بألم فى رقبتى وأمى تنادى على من غرفتها ان أستيقظ حتى ابدأ فى الأستذكار مبكراً ..أخذت بضعه دقائق حتى أميز اين انا وماذا حدث ..  قمت من على السرير وذهبت الى الحمام ونظرت الى المرآة .. فابتسمت .. فلا ازال أشعر بتلك النار فى قلبى .. وحب نحو فتاة لم اراها فى يوماً .. او حتى المحها .. إلا فى احلامى .. هى .. الملكة.

وعندما خرجت كانت الأغانى الصباحية فى الراديو فى إنتظارى ليبدأ يومى بأغنية كلماتها :

"يا عيني مال الجميل مشغول و متحير
قولي له بدري عليك الحيرة يا صغير
و حق ورد الخدود و العود و تفاحه
ببسمة حلوة تخلي الدنيا تتغير"
                                                                                                      مصطفى الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق