الجمعة، 15 مايو 2015

عندما يصبح قلبك قصرية ورد !

عندما يصبح قلبك قصرية ورد !

مساء الخير ..

النوم يداعب عيون حبيبى وانا أجلس وحدى هنا سهران أتأمل فى السماء وما بها من نجوم ....، قد تظنوا ان هذه التدوينة عن قصة حب من قصصى العديدة .. ولكن اسمحوا لى فهذه التدوينة هى تجميع لكل قصص الحب الفاشلة التى مررت بها، لذلك انا اتوقع ان تكون التدوينة لا رومنسية ولا رقيقة .. اتوقعها مضحكة .. تماماً مثل قصص حب إسماعيل يس مع زينات صدقى فى الافلام .. وبالمناسبة انا ارى اسماعيل يس من ارق الشخصيات بالنسبة لحياتهم العاطفية فلا انسى حديث له يقول فيه عن زوجته عندما رأها لاول مرة "كان نفسى ولو حتى تشتمنى عشان اسمع صوتها تانى" .اليس هذا هو التفانى فى الحب ؟ عند البعض هذه قمة الرومنسية .. تقبل الإهانة والتحمل والصبر لتستمتع بسماع إسمك يخرج من فم الحبيب .. حتى لو تبع ذلك وابل من السُباب والشتائم ! وعند البعض الاخر هو مجرد رجل قد خُدع بأسطورة الحب ووقع فى وهم الحب من اول نظرة !

عودة لموضوعنا .. سُئلت فى مرة من المرات عن قصص حبى المتعددة بهذا السؤال "إنت فاضى ؟"، بغض النظر عن الإجابة والتى سوف تكون "ايوة" إلا انى وجدت ان هناك إهانة لشخصى فى هذا السؤال .. فما الضرر من الحب ؟ اليس هذا اسمى شعور فى الحياة ؟ أجد بعض الأشخاص يتبنون فكر فؤاد المهندس فى مسرحية "انها حقاً عائلة محترمة وهو يحدث اولاده قائلاً "انا عايزكم تبصوا للحياة بمنظار اسود .. بلاش التفاؤل اللى على وشوشكم ده !" .. انا أنظر للحياة بمنظار ملوَن .. ارى الجمال فى الأشياء البسيطة حتى ولو كانت قبيحة فى مجملها ولكن يوجد دائماً جانب جميل .. لا اريد ان ينتهى بى الأمر أنظر للأشياء وكأنها فراغ .. غير موجودة، لا يوجد أقبح من شخص لا يرى الجمال فى اى شئ ! وانا أحب الجمال المتجسد فى أغنية، لحن، لوحة،مقالة،فيلم،شخص،مشاعر .. لا أحب ان يختذل الجمال فى كلمة ولكن أحب ان يتم تقديره ولو كان ببعض الوقت من حياتك.

"العبرة فى الرحلة"

أستمعت لهذه الجملة مراراً وتكراراً فى الكثير من الأيام لأغراض تعليمية .. ولأكون منصف لم أكن على دراية بها .. فهى أكليشيه مكرر مثل "الشرطة فى خدمة الشعب" او"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة" تلك الجمل التى نسمعها فى الافلام والمسلسلات ونتقبلها بالسخرية لانها لا تتجسد فى حياتنا اليومية .. ولكنى فهمت معنى هذه الجملة .. فى وقت قريب للغاية من كتابة هذه السطور .. فمع كل قصة حب كنت أعيشها فى خيالى كنت أستمتع بتلك المشاعر التى تنمو بداخلى .. مثل البذرة التى تنمو مع الوقت لتصبح زهرة جميلة حتى يحين الوقت ويتم قطفها لتُزرع غيرها .. وبعد كل هذه القصص تيقنت من الآتى .. ان الحب هو ذلك الشعور الدافئ الذى ينتابك عندما تفكر فى شخص ما وانك فى سلام نفسى مع كل المخلوقات .. هو ان ترغب فى إعطاء كل شخص عزيز تعرفه "حضن كبير" تُعبر له عن إمتنانك لوجوده فى حياتك، هو ببساطة انك ترى كل الأشياء جميلة وكل المزيكا رائعة .. لذلك ما تيقنت منه هو اننى كنت أعشق العيش فى تلك القصص حتى ولو كانت جميعها من جانب واحد .. فهى كانت ومازالت السبب التى ارى من خلاله الأشياء الجميلة فى حياتى .. ولهذا فنعم .. لم يكن ابداً الامر له علاقة بفتاة معينة .. بل كان المشاعر التى تنمو بداخلك فى فترة حبك !

حالياً اجلس وحيداً فى غرفتى استمع إلى صوت دقات عود السنباطى بكل هدوء واقوم بكتابة هذه الجزئية وامسحها ثم اعيد الكتابة واحزن ثم أمسح وأعيد مرة اخرى فأنسى غرض كتابتها من الأساس، ولى ان اقول انى اكتب هذه الجزئية لكى أقول ان هناك بعض المشاعر يصعب على شرحها وبما يترتب عليه انه يصعب عليكم فهمها .. فلا أتوقع ان تتفهموا ما أشعر به فى كل الاوقات كما اتوقع ان لا اتفهم ما تشعروا انتم به فى معظم الوقت .. فأنا اتفهم ان تقولوا انى "واد اهبل" بسبب فراغه صاغ الوهم وصدقه، والحقيقة هى إنى سعيد بهذا الأختلاف .. فهذا يثبت نظريتى .. فهناك اشخاص تعشق الورود واخرى تقدس الزهور وهناك من لا يقوى حتى للنظر إليهم .. وهذا شئ اضيفه لقائمة الاشياء الجميلة التى احبها .. الأختلاف .. فتخيلى ان لو كانت كل الاشياء فى العالم متشابهة لكانت كل المشاعر هى الاخر متشابهة .. وما نشعر به ليس سوى نسخة مكررة من المشاعر التى مرت علينا من قبل وتتوه وسط زحام الروتين اليومى .. لتصبح مشاعر عادية !

فى النهاية أريد ان اصحح كلامى .. لم تكن هذه القصص فاشلة بل كانت ناجحة للغاية .. فقد كانت سبب فى تغير شخصيتى إلى الأفضل فى كل مرة لذلك فهى ليست فاشلة ... ولكنها فقط لم تكتمل ! وهنا يأتى السؤال .. هل ستكتمل فى يوماً ما ؟ ام سأظل أقطف تلك الزهور وانمو غيرها ؟!


مصطفى الشابي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق