الجمعة، 1 مارس 2019

اسئلة وجودية 101


اسئلة وجودية 101

مساء الخير

اصبحت جميع كتباتى تمتاز بلون رمادى هذه الايام ... ولكنى كما كتبت فى مقالات سابقة انا لست هنا لإعطائك اجوبة او حلول .. هنا هنا للبحث عنها .. فأنا مثلك تماماً عزيزى القارئ بداخلى الكثير من الصراعات والتساؤلات التى لا اجد لها حل ولكنى احاول جاهداً إيجاد الحلول بمشاركتى لكم هذه الخواطر البسيطة، هذا المقال ملئ بالسطور الغير مرتبة والعشوائية .. تماماً مثل افكارى وعقلى هذه الايام .. ليسوا بمكانهم الطبيعي.

رائحة الفلافل الساخنة الساعة العاشرة صباحاً يوم الجمعة تثير بداخلى الكثير من المشاعر الجميلة والذكريات الرائعة .. بمجرد مرور الرائحة على انفى اتذكر جلوسى بمنزل جدى صباحاً والعائلة كلها مجتمعة حول الطبلية الذى عليها كل ما لذ وطاب من فلافل وفول وبطاطس محمرة وبيض، وارغفة العيش مرصوصة فوق بعضها .. وصوت جدى الجهور وهو يقول "منورين يا ولاد" فيرد عليه الجالسون "بنورك يا بابا ربنا يخليك لينا" ... ايام جميلة .. ولكن هذا الموقف يذكرنى بأن ليست جميع الدعاوى يتقبلها الله .. ففى النهاية "لم يخليه الله لهم" وهذا ما يجعلنى اتسائل .. الإنسان إذا كان مسير لمصير محدد واختيارات معروفة .. لماذا نقوم بالدعاء فهو لن يغير من حقائق الامور .. ولكنى اظن ان بعض الاسئلة لن اصل لها لاجابة فمن الافضل الصمت والاستمرار فى الدعاء حتى تتغير الايام وتتبدل الاحوال.

هوايتى هذه الايام هى طرح الاسئلة المعقدة .. لأجد نفسى فى نهاية اليوم جالساً وسط افكارى اتوسل لها ان تتركنى لكى استريح قليلاً .. ولكنها لا تتركنى .. بل تطاردنى حتى فى احلامى .. حتى تحولت بعض احلامى إلي كوابيس .. لا اريد منها شئ سوى ان تتركنى احيا حياة هادئة .. ولكنى اعلم ان هذا لن يحدث .. فإما ان احقق احلامى او اتركها تعذبنى حتى اخر يوم فى عمرى القصير، وهنا يباغتنى سؤال اخر .. هل سيستريح الإنسان عندما يحقق احلامه ؟ ام انه سيطمح فى حلم اخر صعب المنال ويتناسى ما حققه ويبدأ المعاناة من جديد .. ليظل حياته يعيش فى هذه الدائرة المفرغة ؟

اتمنى ان أكف عن طرح هذه الاسئلة .. والجلوس لأستريح قليلاً امام البحر فى ضوء النهار والاستماع لموسيقتى المفضلة .. اتمنى ان تتوقف عقارب الساعة قليلاً حتى التقط انفاسى التى ضاعت من كثره الركض .. لا شئ اخر .. اصبحت لا اهتم إذا قال لى احد "كل شئ سيصبح على ما يرام" لانى اعلم ان هذا ليس حقيقى .. على الاقل فى عالمنا هذا، لم اعد اهتم إذا قال لى احد "انا حاسس بيك" لأن لا احد سيستطيع ان يشعر بشئ مشابه لما يشعر به الاخر .. لان هناك عوامل اخرى كثيرة تتحكم فى شعورك غير مرورك بنفس الموقف او موقف مشابه .. اصبحت لا اثق فى اى شئ او اى شخص او حتى بنفسى .. فكما يقول المثل الشعبى "محدش يعرف بكرة مخبى ايه" لذلك "محدش يعرف بكرة دول مخبيين ايه"

كفانا من هذه الكئابة المفرطة .. اصبحت اشعر انى كئيب مثل اغنية لعبد الحليم حافظ .. الفرق الوحيد ان الاغنية ستكون مرتبة ومنظمة ولها جمهور ومحبين عنى، على اى حال .. اظن انى سأتوجه بجميع اسئلتى هذه فى المرة القادمة فى مكان من اثنين ... إما خط الفضفضة او فقرة اسئلوا رجاء .. متمنياً ان تجد لى مدام رجاء الجداوى اجابات على الاسئلة التى اطرحها .. كل ما يمكننا ان نفعله حالياً هو الجلوس فى صمت آملين ان تمر الأيام سريعاً بأقل الخسائر الممكنة.

وفى النهاية اتوجه بالشكر لأعز والذ وامز قراء .. الذين يستحملون كل هذه الاسئلة والكئابة واللون الرمادى الغامق.

تحياتى

مصطفى الشابى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق