الاثنين، 8 يونيو 2015

هواجس شارع محمد على

هواجس شارع محمد على

مساء الخير ..

تنتابنى فى كل مرة أتناول فيها قلمى واعقد النية على الكتابة رهبة عدم إيجاد ما أكتبه .. مجرد هاجس يهمس بإذنى "ما انت كتبت عن كل حاجة ممكن يتكتب عليها" ويجب أن اتفق معه فى الرأي فانا بالفعل قد قمت بالكتابة عن اشياء عديدة .. اكثرها كان الحب وأهيمته للإنسان وعن بحثى الدائم والمستمر الذى لم ولن ينتهى عن الحبيب المجهول والذى اتقمس فيه دور حسين صدقى بإنتظار حبيبته ليلى مراد .. التى كما قلت لن تظهر ابداً .. ولكن لدى القليل من الأمل ! ، هذه المرة احاول ان أكتب لكم عن هذا الهاجس الذى يصنف الأن بأنه "عدوى الغتت" .. ولكن مع الوقت والتفكير أكتشفت شئ واحد بسيط للغاية .. انه ليست مجرد هاجس !

طريق العظمة والمجد هو طريق ملئ بالضباب والمطر مما يجعل الرؤية متعسرة للغاية وبالمضى اماماً فيه تجد على اطرافه احلاماً محطمة لمن هم مثلك ولكن قُدر لأحلامهم ان تنتهى فى هذه البقعة من الطريق .. ولكن ما يجعل الامر يستحق المحاولة هو ما يوجد بنهاية هذا الطريق وهو : فتاة جميلة مُكللة رأسها بتاج من الورود تستقبلك بإبتسامة رقيقة وتقول لك "أتأخرت ليه يا سعت البية ؟" ثم تُرفع الستارة وها انت .. بمكانك الذى رسمته لنفسك .. وهذا هو أعزائى الهاجس .. الهاجس الذى تحول من كونه هاجس إلى خوف !

أصبحت حياتى عُبارة عن أيام لا افعل بها شئ سوى ان افكر فى مستقبلى الذى يحول بينى وبينه عوائق المجتمع، المظهر العام والتفكير فى المستقبل ذات نفسه ! وشعورى ان على اتخاذ خطوة جادة تحدد مصير ذلك المستقبل المشوش  ولكن يمنعنى شئ .. أفضل ما يتم وصف هذا "الشئ" بكسل ناتج من تفكير زائد .. وهنا أتخيل نفس الطريق ووالدتى فى هذه المرة واقفة بينهايته وتنادى بإسمى وتقول "مصطفى لو المجد والعظمة والشهرة بردّوا مش حسخنهملك !" مما يحتم على سُرعة قيامى وهز ما يهتز بجسدى والمضى فى الطريق !، اما الايام الاخرى فأجلس افكر فى تفكيرى الذى كنت افكر فيه من بعضه ايام وهو بالطبع شئ محبط لانك لم تصل لاى شئ فى المرة الاولى .. فبالطبع لن تصل لأى شئ فى المرة الثانية ! ، وهناك ايام احاول التفكير فيها بأى شئ ولكن كل ما اشعر به هو "لا شئ" مجرد شعور بالخواء والفراغ .. وهنا يبدأ الهاجس بالتحول الى خوف .. بُعبُع كبير !

الخوف عندى هو شئ مختلف، لم اخشى فى يوم الظلام .. ولكنى خشيت مما يقبع فى الظلام .. فالظلام معروف ولكن ما يوجد بداخله هو ما قد يثير القلق ! ، عندما يشتد علّى الخوف من المصير الذى ينتظرنى فى ظلام الطريق .. من شعورى بالخواء وما قد ينتج عنه من إنسان فارغ مثل باقى الناس، لا يفكر سوى عن طريق ليأمن له ولاولاده لقمة عيش .. من خوفى من حياة قد تنتج بسبب خوفى وتفكيرى الزائد .. يتحول كل ذلك إلى خوف طفل صغير .. يبكى خوفاً من شعوره انهم سيأخذون مصدر سعادته الوحيد واقول لنفسى فى حوار فلسفى "خايف لا يوم مصحاش الصبح واسمع صوت دين مارتن" ! قُلت لنفسى وانا امسح دِمعة وصلت لذقنى "خايف لا يوم اما افشل انسى كل الحاجات اللى فى يوم حبيتها وعملت منى الإنسان اللى بقيت عليه !"، مراحل كثيرة من الخوف تجعل من نفسى تجاه انظُرى شخص غير جدير بأى شئ سوى الجلوس على كرسيه الخشبى ومتابعه اخبار النجوم على احد المواقع الصفراء .. هذا النوع من الخوف هو "عدوى الغتت" الذى اتمنى ان يموت او يذهب ببعثة إلى افغنستان بلا رجعة.

المشكلة الكبرى فى مخاوفى انها اخذت اكثر مما تستحق من تفكير حتى تحولت من مجرد هاجس من هواجس شارع محمد على إلى شئ اقرب من الحقيقة منتظرة التحقق ! الموضوع اكبر بكثير من مجرد هاجس عدم القدرة على الكتابة او عدم المقدرة على اتخاذ قرار بخصوص شئ معين او حتى عدم المقدرة على اختيار ملابسك فى الصباح خوفاً عليها من ما قد يحدث لها فى الشارع، اصبح الامر خوف على نفسك من مخاوفك وما سوف يصدر عنها من نتائج. ولكن هذا ما يحدث عندما تعطى الاشياء اكبر من حجمها .. هذا هو ما يحدث عندما تنظر لظل الذبابة وتتخيل انها تنين يقبع لك فى الظلام ! ، لكن فى النهاية تبقى الذبابة ذبابة والظل يختفى مع اول شعاع نور ينساب الى الغُرفة !

عملياً لا يوجد حل لمثل هذه المشاكل .. فالخوف هو طبيعة فى البنى آدم لكن لا تعطيه اكبر من حجمه، لذلك هنا اقتبس قول صديق لى "سيب المركب تمشى" وحاول تحقيق حلمك والمضى فى الطريق .. ولكن عندما تفشل وسوف تفشل مرات عديدة .. تأكد فقط إنك لن تترك أحلامك ملقاه على الطريق لتلقى حتفاها المميت .. ونصيحة أخوية : لا تنتظر كثيراً للبدء فى المشوار .. لان المشوار طويل ولو الشهرة والمجد بردّوا ماما مش حتسخنهملك !


مصطفى الشابي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق