الخميس، 15 أكتوبر 2015

رحلتى من الرُقى إلى الإنحدار

رحلتى من الرُقى إلى الإنحدار

مساء الخير

فى الواقع .. وسألتزم بكلمة "واقع" لأن قولى عكسها لن يفيدنى أو ينفعكم بشئ، فحياتنا الأن لا ينفعها سوى قبول الواقع كما هو بدون عمليات تجميل ونفخ وشد ! كما إنى تيقنت أن سبب إكتئاب 90% من الشعب المصرى هو عدم قبوله للواقع، بمعنى اخر "حياتك وحشة، متحولش تجملها .. ده لمصلحتك انت والله !".

اعتقدت فى مرحلة من حياتى ان الإنسان بإمكانه تغيير الواقع وتحقيق احلامه على أرض الواقع .. وأن من السهل جداً نشر الأشياء الجيدة مثل الموسيقى الراقية والاسلوب المتحضر فى المعاملة .. وأن الذوق الراقى لابد ان ينتصر دائماً على الاسفاف والإنحدار، ولكن الـ"مهرجانات" و "البلطجة" كانت أقوى منى .. وفشلت فى تحقيق حلمى البسيط .. ولم أعرف لماذا ! هل لان ذوقى أصبح منحدر بالنسبة لهم ؟ ام الإنحدار اصبح راقى ؟!

منذ فترة قليلة أقتنعت ان لابد لى من تقبل الواقع كما هو .. فأنا لن أجد من يستمع الى مقطوعات عبد الوهاب الموسيقية النادرة فى الشارع كما لن أجد من يريد أن ينفع نفسه بشئ للمستقبل سواء فكرياً او عملياً سوى ب"قرش حشيش" ! والمهم إنى لن أجد فتاة الأحلام التى أحلم بها، فسأقبل الواقع كما هو بدون تجميل .. وبدأت رحلتى من الرقى إلى الإنحدار !

يصفنى أصدقائى ومن "يتمألس" علّى انى أنتمى لزمن الأبيض وأسود .. بكل ما فيه وهذا حقيقى، لذلك كان من الصعب .. بل من المستحيل جعل إنسان تعود على صوت ثومة ومحمد فوزى على الإستماع إلى مهرجانات بالغصب دون أن أتذمر  ! .. او دخول فيلم هابط ليلة الوقفة لأن الأغلبية حكمت بكده ! .. أو التغاضى عن أبسط قواعد الذوق والإتيكيت لمجرد أن شخص ما أخطأ ويرفض الأعتراف بخطأه ! كان من المستحيل ان اندمج مع هذا الواقع دون تذمر ومناقشات ان كل هذا خاطئ .. وانى لست قديم ولكنى صح ! ولكن كل واحد منا يظن انه صح، أليس كذلك ؟!

لذلك أفضل وصف لهذه الرحلة هو "انا لو روحت السلوم مشى ورجعت كان حيبقى أهون"، بدأت فى منتصف تلك الرحلة الشعور بأنى أتحول لشخص اخر لا اعرفه ولا أمت له بصلة.. وإنفجرت كإزازة الكازوزة الفايرة بعد رجها وعدت إلى شخصى القديم مرة اخرى لأتذمر على كل ما لا يعجبنى ! وهنا ايقنت أن إن كان تقبلك للواقع سيغير من شخصيتك وأفكارك وطريقتك لا تتقبله. ولكن أعلم انك لا تستطيع تغيره لأنك مش عايش فى بلجيكا .. لأن لو كنت عايش فى بلجيكا سيكون الواقع أفضل بكثير من الواقعك هذا !

لابد من بعض التفائل فى نهاية المقال وهو "بص لنص الكباية المليان" "الصبر مفتاح الفرج" "إللى ميحطكش كحل فى عينه متلبسوش شراب فى رجلك" وما إلى ذلك .. ولكن سأقول لك ما أفشل فى أن اقوله لنفسى "لا تخلط بين الواقع والأحلام .. فالواقع واقع والأحلام أحلام .. ولكن من الحين للأخر حاول ولو مجرد المحاولة فى خلط الأتنين سوياً .. قد تكون أنت نقطة البداية !"

فى النهاية انا لا أعلم لماذا كتبت هذا المقال .. ولكنى كتبت لأنى أردت الكتابة، وما أراه امامى الأن هو مجرد سطور كثيرة من القلش تنتهى بإكلشية من أفلام الخمسينات .. ولكنى كما ذكرت فى البداية "قديم" حعمل ايه ؟!

مصطفى الشابى                       


واقعنا فى صورة

هناك تعليقان (2):

  1. استاذ مصطفى , اعتقد ان حضرتك قررت كتابك للمقال ده بسبب غضبك من حالة التدنى و القرف اللى احنا فيه دلوقتى , اللى انا عايزة اقوله يا ريت حضرتك ما تفقدش الأمل فى ان مستوى الذوق يعلى شوية و الدنيا تكون احسن من كده

    ردحذف
    الردود
    1. لا هو فعلاً المستوى صعب جداً انه يعلى، الموضوع ده أشبه بمعجزة فى زمننا الحالى للأسف :(

      حذف