السبت، 26 يناير 2013

أوكازيون الموت


أوكازيون الموت

فتحت عينى فى الصباح على صياح وازعاج ... وكأنه يوم الحشر الأعظم .. وقفت وبدأت انظر حولي ، وجدت طابور طويل من البشر ..اين انا ؟؟! اين منزلى ؟؟ وما هذا المكان ؟؟.. لابد ان روحى قد قبضت وانا نائم ... المشكلة انى لا اتذكر اى شئ ولا حتى لحظة قبض روحى .. اردت ان اعرف ما قصة هذا الطابور فنظرت الى اخر الطابور فوجدت شخص ببدلة ممسك بدفتر وينادى على أسماء .. ذهبت اليه لأسئله عن ما انا فيه ، قلت له "هو انا فين" قال ليه وهو ينظر فى الدفتر "انت سمعت اسمك؟؟" قلت له "لا والله لسه" رد "طيب روح اقف فى اخر الطابور ، فى حاجة اسمها دور يا استاذ !! وحتعرف كل حاجة اما اسمك يتنده" .. ذهبت الى اخر الطابور وانا أحاول ان أتذكر اخر شئ قبل ان انام ولكن .. لاشئ .

وصلت الى اخر الطابور ووقفت استمع الى حديث الناس .. منهم من يقول "يارب ارزقنا بحاجة نضيفة" والبعض كان يردد دعاء لكى يحفظ الله اولاده .. ما هذا الذى انا فيه .. حتى وصلت الى اول الطابور .. ونادى المنادى على اسمى ... تقدمت اليه وقلت ليه "ممكن تشرحلى بقى انا فين ؟؟" رد "حضرتك فى مصر" قلت له فى عجب "ياراجل ... صدق مكنتش عارف .. ايه الطابور ده و فين البيت بتاعى" رد الرجل فى عجرفة "معلش يا سيدى حنبقى نبعتلك تلغراف نقولك اننا جايين" قلت له "ايوااا .. مين انتم بقى ؟؟" رد الرجل فى اندهاش "انت متعرفناش ؟؟ مشفتناش فى التليفزيون ؟؟ احنا  الحكومة يا سيدى" قلت له "طيب يا حكومة .. ايه اللى انا فيه ده .. وانتوا عايزيين ايه ؟؟" رد الرجل " احنا زى متقول عاملين نشاط كده لتخفيف الاعباء على المواطنين .. حضرتك بتقف فى الطابور ده واما بيتنادى اسمك بتيجى تنقى الموته اللى تريحك من ضمن الكتالوج بتاعنا" قلت له وكأنى لم اسمع "نعم !! أنقى الموته ؟؟ هو الموت بقى فيه تنقية ؟؟" رد "ايوة ايوة .. زى ماتقول ده نوع من الترفيه .. نهضة كده" قلت له فى تساؤل "وانا ايه اللى يخلينى انقى النهضة دى ؟؟" رد "اقول لسيادتك ..انت كده كده ميت ، لو حضرتك حابب تعيش ومتنقيش وتستنى موتت ربنا بعد عمر طويل يبقى لازم تمضى هنا " ومد الى عقد ، رديت" وده ايه ده ؟؟" قال "ده زى ماتقول كده تعهد انك حتسمع الكلام وتمشى بدماغنا ومتعارضناش وتهتف لنا" قلت له فى كبرياء "وإن رفضت امضى ؟؟" قال "يبقى تنقى من الكتالوج ده حضرتك عندك من اول حوادث السرقة بالأكراه وبعد كده عندك موت فى مظاهرات وهنا بينقسم كذا قسم .. ممكن تموت بالاختناق من الغاز وممكن بخرطوش وممكن برصاص حى وممكن دهس بالجزم واخيراً الحوادث المتوطنة زى حوادث القطر والعمارات اللى بتقع وحرايق ،ولو حضرتك عندك ناس من عيلتك ستات عايزين يموتوا عندنا نوع جديد وهو الموت اثناء الاغتصاب والتحرش" بدأت اقلب فى الكتالوج واقرأ كل شئ بتمعن وبدأت افكر يا اما ان اموت بكبريائى يا اما ان اعيش على السمع والطاعة والذل .

قال لى الرجل فى لهجة سريعة وغاضبة "متخلص بقى يا استاذ قدمنا ناس كتير غيرك ، حتمضى ولا تنقى ؟؟" قلت له "أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .. احجزلى تذكر قطر الله يخليك".

                                                  مصطفى زكريا الشابي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق