الخميس، 1 أغسطس 2013

موسيقى وألغاز !

موسيقى وألغاز !

لقد منّ الله عليك بقلب لو أستخدمته للحظة ، نسيت كل الدينا ونعمت بمتعه الإحساس !
دخل رجل الأعمال الخليجى خالد القاويم ببذلته الفخمة والتى تبدو مفصلة له خصيصاً الى مطعم فرنسى لتناول الغداء .. فقد جاء لباريس لقضاء مهمة عمل سوف يربح منها الملايين !

جلس على كرسى طاولته وطلب الطعام وأنتظر قليلاً حتى جاء له الجارسون وقدمه له وبدأ فى تناوله .. حين إذ طلت على مسرح صغير داخل المطعم إمرأة جذابة .. تحمل آله الأكورديون وشرعت فى العــزف ..عزفها أعطى للطعام حلاوة ! .. رأها مستغرقة فى عزفها .. مُغلقة عينها وكأنها هى والآلة واحد !

 كان يوجد إنجذاب غريزى نحوها .. الإنجذاب الطبيعى الموجود عند أى رجل شرقى نحو أى إمرأة يقابلها أو يراها لأول مرة ! أراد أن ينفرد بها على طاولته يحدثها .. أو يتباها بها أمام الناس فى المطعم ..أنهى طعامه وأنتظر حتى فرغت من عزفها المنفرد و أرسل له دعوة مع الجارسون لكى تنضم له على طاولته ! وبالفعل .. جائت مُلبية دعوته !

وقف لأستقبالها وقبل يدها وقال لها مبتسماً
شكراً لقبولك دعوتى !

رد عليه مبتسمة هى الآخرى
أرجو أن يكون أمتعك عزفى !

رد عليها مغازلاً
لم يجذبنى العزف بقدر ما جذبتنى العازفة !

ردت وقد أحمرت وجنتيها
شكراً لهذه المجاملة اللطيفة !

سألها ولم تفارق الأبتسامة وجهه
ولكن .. هل لى أن أسأل لماذا أنثى جذابة مثلك تعرض نفسها لخطر زوار المطعم .. وانت على ما يبدو لى .. لست بحاجة الى المال !؟

ردت على مبتسمة !
ومن قال لك أنى بحاجة الى مال ؟

قال متسائلاً
إن كنت لا تحتاجين اليه .. لماذا إذاً تعرضى على الناس موسيقتك ؟

وهل عرضى لمواهبى يلزم أن أكون بحاجة الى مال ؟

بالطبع !
قالت مستهزءة وهى توجه وجهها لأعلى محركة يدها بحركة عشوائية

هذا عيبكم أيها العرب ! .. لا تستخدموا ما أهداكم الله من مواهب سوى لجنى المال !

رد مستنكراً وهو ينفى التهمة
نحن لا نفعل ذلك .. حتى وإن كنا .. ما الضرر إذاً ؟

الضرر .. الضرر أنكم لا تشعرون بحلاوة الفن والموهبة ! .. تسعون الى جنى الأرباح .. لا تمتع نفسك بما تُمتع به غيرك !

انا أمتع نفسى بالمال !

أتظن أن المتعة فى المال ؟ ... المال ما هو سوى سبب من أسباب شقاء الإنسان .. بوجوده وبإختفاءه يشقى الإنسان !

هذا هراء ! .. ما أدراك أنت بالحياة والأموال .. أنت مجرد ناقمة عليهما لمجرد عدم أمتلاكك اى منهما !

وما أدراك ... لعلى أجد لذتى فى شئ أخر !

قال ساخراً
مثل ماذا ... الزواج ؟

أستهزاء الرجل بالمرأة .. لا ينتهى أبداً !

أعذرنى .. أرجوكى .. أكملى كلامك !

أنت مِن مَن تجد لذتك فى الأشياء المادية .. الأموال ، النساء ، الشهرة .. إلخ إلخ !

وهل يوجد أجمل من هذا ... وهل يوجد من الأصل أى شئ غير هذا !

بالطبع يوجد ! .. اللذة المعنوية والحسية .. لقد منّ الله عليك بقلب لو أستخدمته للحظة ، نسيت كل الدينا ونعمت بمتعه الإحساس !

قلب .. القلب للنساء من أمثالك .. أما أنا رجل عملى .. لو أوقفت العمليات الحسابية بعقلى لمده ثوانى .. ذهب شقى العمر هباء

الأحاسيس والشعور لا تتجزأ بين رجل وإمرأة ! .. إنها صفات مشتركة بين كل إنسان بل .. بين كل كائن حى على وجه الأرض !

وما هى إذاً اللذة التى تعطيها لكِ الموسيقى ؟

يكفى أنها تنُقلنى من هذا العالم لأخر !

هذا كلام رويات !

أوليست الرويات مقتبسة من الواقع ؟

هذا نقاش عقيم .. لن يصل بنا الى أى بر !

أنهم عالمان لا يلتقيان أبداً !

قال الرجل وهو ينظر فى ساعته الألماظ
كفى ألغاز .. سوف أذهب الأن .. لدى موعد عمل ، شكراً لكِ على قبولك دعوتى !

عفواً .. أرجو الا أكون سبب فى خُسارتك بضعه أموال فى هذه الدقائق !

ثم جائت مساعدة العازفة وهمست لها فى أذنها وهمت المرأة بالقيام من مكانها .. فأسرع الرجل بطرح سؤال سريع !
إذا أردت أن أسمعك مرة أخرى .. كيف أجدك ؟

انا أعمل هنا كل يوم

حسناً .. سوف أتفقد جدول مواعيدى وبالتأكيد سوف أسمعك مرة أخرى !

بالتأكيد

ولوحت له وهو يخرج من بابا المطعم وقالت وهى تنظر لمساعدتها "كلهم قالوا مثلك .. ولم يأتوا !"          
                مصطفى زكريا الشابي

هناك تعليق واحد: