السبت، 17 نوفمبر 2012

قطار الموت .. المشاهد الأربعة


                                 قطار الموت
المشهد الأول
   يااااااااااااااالهههههههههههوى ... أبـــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــى "
ضـــــــــــــــــــنــــــــــــــــايـــــــــــــــــا .. قالى الصبح مش عايز اروح يا ماما ... انا الســــــــبــــــــب انا اللى قتلتوا" قالت الام هذه الكلمات ثم وقعت منهارة على قضيب القطار مغمى عليها.

المشهد الثانى
لم يكاد الأب ان يجلس على مكتبة فى الشغل الحكومى الا وضرب الهاتف "الو .. استاذ ابراهيم ؟؟ ايوة .. عندك حالة وفاة .. مين ؟؟ ولادك الاتنين فى مستشفى اسيوط تقدر تيجى تستلمهم .. البقية فى حياتك" الصدمة تملكت الأب وفقد النطق بل وفقد الحركة .. كان يتمنى ان يصيبه الاغماء فعندما يقوم يجد نفسه فى بيته محاط بأولاده .. ولكن لم يحدث ذلك حينها أدرك الأب صاحب الثمانية والثلاثون عام انه أصبح أبن السبعين.

المشهد الثالث
يضرب الجار الجرس لكى يعزى جاره فى طفله ويقوم بالبكاء ومأزرته فى محنته ويبقول له اذا احتاج شئً ان يتصل به وبعد مرور ساعتين من هذا المشهد يسمع الأب والأم صوت هتاف وتشجيع من الشقة المجاورة "الله عليك ايوة كده .. افديك بدمى يا أهلى" وكأن تم سحب كل قطرة دم وأنسانية فى هذا الشخص ويضرب الأب كف على كف ويدخل غرفة ابنه ويحتضن وسادته ويبكى حتى ينام.

المشهد الرابع
يصحى الرئيس من نومه بعد يوم طويل من الدفاع المستميت عن غزة مستنكراً الضرب من ناحيه اسرائيل وبعد ارسال المعونات ورئيس الوزراء والقاء كلمه يفقد فيها صوته على خبر موت ستين طفل فى حادث قطار فكل ما يفعله هو تسجيل كلمه ينعى فيها اهالى الأطفال وهو بكامل هدوئه وقبول استقالات واخيراً الذهاب الى القصر الجمهورى لكى يأكل الغداء "بط بالبرتقان".


النهاية ..
 نفقد انسانيتنا عندما نفقد برائتنا ونفقد برائتنا فى حالتين الاولى اذا كبرنا فى السن والثانية عندما يموت اطفالنا.
                                       مصطفى زكريا الشابى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق