الجمعة، 5 يوليو 2013

سيناريوهات النهاية

سيناريوهات النهاية
على مدار العاميين الفائتيين شهد العالم بأجمعه –أو على الأقل الوطن العربى- إزدياد فى حالات الموت المفاجئ وسفك للدماء بسبب صراعات سياسة وشخصية .. وإيماناً من شخصى المتواضع أن الإنسان لديه الحق فى حياة كريمة ، يجب أن يكون على أستعداد لبعض السيناريوهات المقترحة لموته بإحدى الطرق القادمة !

السيناريو الأول : شُرفة مُطلة على الشارع !

المشهد : الشاب يجلس على فوتيه فخم يتابع فيلماً على قناة فضائية ويسأل والدته عن الطعام المقدم على سفرة الغداء وعن مكان نزهة بعد الظهيرة ، وإذا بصوت عال فى الشارع فيخرج الشاب بكل براءة الى الشُرفة وينظر الى الجموع الحاشدة بفرحة التأييد وإذا بصوت شاذ يعكر صوت الهتافات الجميلة ويخترق الجموع ، يتلفت الشاب ذات اليمين وذات اليسار فى محاولة يائسة للبحث عن إجابات ولكن تنتهى بجسد مُسجّى على ظله والدماء تسيل من رأسه وإذا بنزهة بعد الظهيرة تتحول الى إجرائات روتينية للتعجيل بعملية الدفن !

السيناريو الثانى : آلام الموت أهون من آلام الحياة !

المشهد : يتمشى الشاب وحبيبته على أطراف البُحيرة يتأملون فى المستقبل ويدعون الله بتحقيق أحلامهم ويتناقشون فى أسم المولود الأول وهل سيكون ذكر أم أنثى ويبنون بيت أحلامهم بطوبة من فضة وأخرى من ذهب ! ، وإذا بشاب دسيس على المشهد يعكر صفو الحبيبين.. يحاول الدسيس التعدى الجنسى على الفتاة ، فيتدخل الشاب سريعاً لمنعه والدفاع عن شرفه حتى وإن مات ، فكان مبدأه "أن تتألم مرة وانت تموت دفاعاً عن كرامتك خيراً من أن تعيش وسط الآلام اللا نهائية من الخسة والذل" ولكن يقتحم جسد الشاب سلاح حاد ، تصرخ الفتاة ، يهرب الدسيس ، ويأتى الأسعاف متأخراً !

السيناريو الثالث : حرب عصابات !

المشهد : يعيش الشاب هنيئاً بوطنه المستقر وصوت ضحكات الأطفال تملأ المكان بروح فرِحة والجناين خضراء والفراشات تطير حول البُحيرة وضوء الشمس ينعكس فى عين إمرأة عجوز وإذا بصاروخ ينزل على تلك البقعة فيجعلها هشيماً .. يسود الصمت المكان ولا يوجد سوى صوت نحيب طفلة من بعيد..  يحل الضباب .. ووسط آلاف الجثث نجد جثة الشاب ! ثم يظهر صوت فى الخلفية السوداء يقول بلغة رسمية "إعلان السيادة العسكرية لنا على هذه المنطقة !".

السيناريو الرابع والأخير : قبر الأحياء الأموات !

المشهد : لجنة إمتحان فى مدرج بالجامعة وباقى من الوقت خمس دقائق  ، تمر الدقائق على الممتحنين بصعوبة وملل ولكن بترقب إيضاً .. فكلها دقائق حتى يتم أعلانهم خريجيين من الكلية .. وبالفعل أنتهى الوقت وخرج الشباب إلى الحياة وتحمسوا بأفكارهم البناءة ولكن طالت مده الإنتظار ، وكثرت جرائد البحث عن الوظائف وتزوجت فتاة الأحلام من رجل مقتدر مالياً وأدرك الشباب أن تشوقهم لإنتهاء الخمس دقائق للدخول على مشارف حياة جديدة سعيدة ، ماكانت إلا لدخول قبر .. قبر ملئ بالأحياء الأموات !
                                                                                                                                

ما كانت تلك السيناريوهات سوى نقل للواقع الذى نعيشه ، ومع مشارف حكم جديد فى مصر نأمل من الله أن يتم تأمين حياة المواطنين .. نفساً وجسداً.
إذا مات الجسد .. إنتقلت الروح الى خالقها ولكن ، ماذا لو ماتت الروح ؟؟!

                                                                        مصطفى زكريا الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق