الاثنين، 2 سبتمبر 2013

رسالة إلى من يهمه الأمر

رسالة إلى من يهمه الأمر

عزيزى الرجل ...

بعد التحية والسلام ، أرسل لك هذه الخطاب لأناقش معك أمور هامة تخص شخصك وتلمس كرامتك المصونة ، فأنت تعلم عنى منذ زمن أنى مُحب للشكليات والمظاهر .. وأحب المحافظة عليهم فى كل وقت وحين ، حتى وإن كنت جالس بمفردى ! فإن كنت قد فرغت من القلق على مظهرى أمام الناس .. لا أفرغ أبداً من القلق على مظهرى أمام نفسى ! فلا يهم أحترام الناس لك ، بقدر أحترامك أنت لنفسك !

بعد هذه الديباجة .. أرجو منك أن تتقبل كلامى الأتي بصدر رحب ، فكما قلت .. أنا لا أقبل أن تُمس كرامتك ! ، ولهذا لا يجب أن تمس كرامة غيرك ! ، ولأدخل فى صلب الموضوع الذى أعتبره خطير ! لقد شاهدت على مر السنين الأخيرة هنا انك تعامل النساء بكل أعمارهن بطريقة شاذة .. لا تصدر من رجل مثقف ومحترم مثلك ! بالعكس .. ما طال صمتى قبل ذلك إلا لظنى أن من يفعل ذلك هم الغوغاء والسفهاء من الشعب ! ولكنى أندهشت عندما رأيت مثل هذه الأفعال تصدر منك !

فالمرأة يا عزيزى يجب أن تعامل بطريقة خاصة .. وبخصوصيتها تشعرها فى المقام الأول انها "إنسان" لها مثل الحقوق التى تعطيها انت لنفسك ! .. تشعرها بحريتها ! وتحميها من أعداء هذه الحرية ! وبعد ذلك تشعرها انها أمرأة ! تشعرها بأنوثتها ! بأنها مميزة عن باقى النساء الذى تعرفهم ! أن تحترم وجودها بجانبك ولا تنظر لأخرى ! أن تفعل معاها كل ما ارادت أن تفعله فى شبابها وطفولتها ولكن لم يسنح الأمر لتلك الأشياء ! ، عاملها على أنها ملكة لا خادمة ! ولا تتعرف على المرأة فقط لإشباع غرائزك الجنسية الشهوانية ! ولا تعاملها على انها دوناً منك وانها ناقصة عقل ودين لأنها ليست كذلك ! .. هى كالمعزوفة الرقيقة .. التى تتطلب من الإنصات لها لكى تفهمها !

فيا عزيزى .. لا يمكن لك أن تكون رجل إلا إذا توفرت بك صفات الشهامة والمروءة والحنان ! فالقوة ليست ممارسة قوتك وسلطتك على المرأة ولكن .. هى عدم أستخدامك لهذه القوة السلطة على المرأة وإشعارها انها تمتلك هى الأخرى مثلهما ! وإن كنت غير مقتنع بكلامى .. فأن كنت أنت مصدر قوة وعقل كاملين ، وهى ناقصة عقل ودين وعورة يجب أن تُخفى .. لماذا تستحوز هى على عقلك وتفكيرك ويدور عليها محور حياتك بأكملة ؟!

لقد أنتهيت من حديثى ومن خطابى .. ارجو منك أن تعيد التفكير فى طريقة تعاملاتك ! فالمرأة ليست دُميتك التى تفرغ فيها شحنتك الجنسية .. هى أكبر من أن يدرك عقلك ذلك !
إمضاء :
فاعل خير !

                                      مصطفى زكريا الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق