الجمعة، 14 يونيو 2013

خطاب رئاسى !

خطاب رئاسى !
سوف يقوم الأن السيد الرئيس بإلقاء خطاب .. فريد من نوعه ، فـيوجد به من الصدق و الشفافية ما لم يجرؤ رئيس قبله ان يقوله او حتى التفكير فى ان يقوله ! لهذا نشكر الله على أعطائنا رئيس مثله .. كالأسد فى شجاعته ، كالذئب فى تفكيره .. فهو .. أعظم ما أنجبت مصر !

المشهد : يدخل السيد الرئيس وسط تصفيق حاد من الحاضرين ويلوح هو بدوره ليحيهم من على المسرح الفخم وخلفه علم مصر ، والمنبر الذى صُمم له خصيصاً ، فعندما تولى الرئاسة أشترط على ان يكون أشياءه لم يستخدمها رئيس قبله !
خطاب السيد الرئيس !

بسم الله الرحمن الرحيم

           ابدأ خطابى هذا بشكل مختلف ، فهذا الخطاب .. سيتذكره التاريخ بأنه الخطاب الرئاسى الوحيد الخالى من النفاق ! وأيضاً هذا الخطاب من الخطُب القليلة التى تتميز بنسبة عالية من الشفافية ! .. ولكى تصدقوا كلامى هذا .. سوف ابدأ هذا الخطاب بقول أنى أعظم رئيس جاء على مصر .. ولكن بالطبع اذا كان بين الحاضرين عبد الناصر أو السادات او مبارك .. لم يكن لتتملكنى الشجاعة لقول هذا الكلام ،ولكن لنحمد الرب على موتهم !

منذ عام أستقبلنى جميع الشعب بالهتافات والمظاهرات التى تشع سعادة لأمساكى بمقاليد الحكم .. ولكنكم حتماً لم تعرفوا ما سوف يؤول له الأمر .. فبعد أن قتلت جماعتى عدد لا بأس به من الشعب وسرقة جميع أثار البلد وأخذت أموال البنوك .. قررتم يا ايها الشعب على ان تثوروا ضدى ! لماذا اذن تثوروا ؟؟ هل بسبب فقدكم أبنائكم ام اموالكم ؟؟ أم لأنكم لم تتحملوا الحرية ؟ فاليشهد العالم بأنى انا اول من أعطى الشعب حرية التكلم فى السياسة بدون قيود .. ولكن بلا آذان تنصت له !

لماذا يا أيها الشعب لا تتحمل الديموقراطية ! لماذا تحاول ازاحتى من منصة الحكم قبل الميعاد .. هل لأنك تعلم أنى لن أرحل سوى على جثتك ؟ .. لماذا اذن جئت بى الى الحكم ؟ .. ، أشهد ايها الشعب بأنى أستثمرت موارد هذه البلد .. بدايةً من الآثار نزولاً الى الشعب ! لآتى للبلد بالمال .. وما وجد من الشعب .. منكم ! سوى كل نفور وأستياء ! .. أردتم محاكمة لرموز النظام السابق .. أعدت محاكمتهم ! ما وجدت سوى السباب والنقمان .. لقد طلبت إعادة المحاكمة .. لم تطلبوا حكم بعينه .. لذا ليس لك الحق فى الأعتراض !

وأرى الأن أستمارات توقع ضدى ! .. للخروج علىّ .. على الشرعية ! لماذا ! هل بسبب عدم رجوع الأمن ! أم بسبب عدم توافر الخدامات العامة ! أم بسبب انتشار التحرش الجنسى ! .. لأقل لكم شيئاً ... كل هذه الأشياء انتشرت بسببكم ليس بسببى ! انتم من خفتم التعامل مع الخارجين عن القانون والأخلاق ! والحُجة ! ما سيفيدنا اذا تعرض لنا أحد منهم بسلاح ! لأقل انا الرئيس شيئاً هام .. اذا قاومت وفزت كان خيراً .. واذا مت .. اذا تحتسب شهيد ! لا شأن لى انا بما يحدث فى حياتك ! انت من ترفض التعامل خوفاً على حياتك .. أنا لا أستلم مرتبى كل أول شهر لكى أؤمن حياة كل شخص فيكم .. يكفينى مهمة حماية نفسى .. انا .. ولا شخض غيرى .. انا الحاكم الشرعى والرئيس المنتخب !

اذا اردت ايها الشعب توقيع الأستمارات والتمرد والنزول فى مظاهرات ضدى .. اذا فافعل .. لأعتبر كل المتظاهرين خاريجين من جنتى ! ومن حقى التصرف فيهم كما أشاء ! ولأقل لكم شيئاً .. لو أنكم تكرهونى وتكرهونى حكمى .. اذا فاتركونى مع من أحبنى .. أرض الله واسعة .. وهناك الكثير من البلاد التى تقبل دخول المصريين ! فكان يقال عليهم فى يومٍ انهم "أعظم شعوب الأرض" !

أنهى خطابى هذا بقول : من أراد بحبوحة من الجنة .. فاليلزم الجماعة ! ، ومن أراد الدنيا .. فاليلزم الجماعة ! ، ومن اراد أن يحيا .. فاليلزم الجماعة ! 
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

يخرج الرئيس وسط هتافات حب وتقدير وتصفيق حار من جميع الحاضرين من أنصاره ! 
                                                                                                        مصطفى زكريا الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق