الثلاثاء، 4 يونيو 2013

كلمة السر ..."نهضة"

كلمة السر .."نهضة"

عند قراءتك لهذا المقال سوف أكون أفعل شئ من ثلاثة .. إما منهال بالسُباب على رئيس الدولة بسبب أنقطاع التيار الكهرُبائى أو منهال بالسُباب على رئيس الدولة بسبب أنقطاع الماء أو منهال بالسُباب على رئيس الدولة بسبب إنقطاع خلفى ! فعند استنهازى فرصة أنقطاع الكهرُباء فى شئ مفيد مثل الحديث الجاد مع أم العيال .. يفجعنى صوت الأولاد مع رجوع التيار بقولهم "هـــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه" على باب الغُرفة .. حقاً .. حتى الـ"دردشة" لا نستطيع ان نمارسها بحُرية !

وفى يوم من الأيام "الغبرة" أثناء متابعتى لبعض البرامج التليفزيونية وجدت مستشار لرئيس الدولة يتحدث على الهاتف عن ضرورة ترشيد الأستهلاك والتقطير فى كُل شئ .. حتى نبه على ضرورة تحديد النسل حتى لا يحدث مجاعة .. فقالت زوجتى بجانبى "قال يعنى مفيش مجاعة دلوقتى" ، وتحدث ايضاً عن عودة التيار الكهربائى من الغد .، وأتصل بعده مواطن وتحدث عن الكهرُباء وتحديد النسل قائلاً "يا بيه منين بيقطعوا الكهرباء ومنين نحدد النسل .. حد يجيب الفتيل جنب النار ؟" ، ومن ثم تم حل المشكلة بالكامل وبالفعل .. عاد التيار الكهرُبائى ثانى يوم .. لمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات ... رضا !
وكثُرت بعد ذلك مشاكلى مع "أم العيال" حتى أتهمتنى بالعفن..ومعاذ الله ان أتصف بذلك .. فعندما هممتُ بالذهاب لأحد أصدقائى للأستحمام أملاً فى إيجاد قطرات الماء عنده قال لى والعزاء يملأ صوته "منين يا أبو الأحناف .. مفيش مية ، بس فى تحت خرطوم عند شفيق البواب المية بتاعته هايلة ونضيفة .. انا استحميت عنده من يومين .. أنزله وقوله انا من طرف جميل بيه وهو حيقوم بالواجب" ، وبالفعل ذهبت الى عم شفيق البواب وطلبت منه الأستحمام بالخرطوم وكان الموضوع أصعب من طلب نقل الأولاد من مدرسة بعيدة الى مدرسة أقرب فى مجمع التحرير ، وبعدما وافق قمت بالفعل بالأستحمام وشعُرت من جديد بأنفتاح مسامى الى التُراب والجراثيم فى الجو.. وبعدما أنتهيت سألت عم شفيق قائلاً "البلد مفيهاش مية وانت الوحيد اللى عندك .. جايبها ازاى ؟" رد على قائلاً "ابداً يا بيه .. شوية جراكن كنا مالينها انا والمودام بعد اما قالوا ان النيل حيشطب .. فاجولنا نعمل بزبس" ، أدهشنى تفكير الرجل وقمت بـ"كرمشة" خمسة جنيهات فى يده فنظر الى نظرة مليئة بالأشمئزاز وقال "ايه ده .. يعنى بعد المية النضيفة دى وغُناك المزعج فى الحمام عايز تدينى خمسة جنية" فسالته متعجباً "اومال عايز كام ؟" قال وهو يضع يده فى جيبه ويتظاهر بأنه أبن ذوات "سبعين جنية" ، وتم بعد ذلك نقاش حاد بينى وبينه أنتهى بأخذه السبعين جنية وفوقهم بوسة وودعنى قائلاً "مش عايزين نشوف وشك تانى هنا بأبن الجزمة" ، وما نلتُ انا سوى السُباب والضرب الحفيف من صعيدى وقلة القيمة ، لعل زوجتى العزيزة سعيدة الأن .. فبعد أن كنت "معفن" أصبحت "مكسح" ! وقررنا بعد ذلك انا و أم على –زوجتى- بإذا لزم الأمر وحان وقت الأستحمام ذهبنا الى البحر ومعنا عدة الحموم وأستخدامها "دكاكينى" بدون شعور أحد ، او حتى اذا شعروا .. لعلهم يفعلون مثلنا تماماً !

وفى جلسة صفاء انا وأم على ميلت على وقالت بنبرة رومنسية "سامحنى يا حبيبى عشان أنتخبت الخروف .. كان عندك حق .. انا استاهل ضرب الجزمة .. فطبطت عليها ورسمت قبله خفيفة على خدها وقلت لها "أنسى يا حياتى .. كان ضرورى تعملى كده ، انا عاذرك" وفتحت التلفاز وفوجدت الرئيس يلقى خطبة من خطبه اللوذعية .. فتناولت الجزمة برفق وأنزلتها على أم العيال.

                                                                                       مصطفى زكريا الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق