الأحد، 10 فبراير 2013

أجتماع هام !


أجتماع هام !


المكان : مصر

سبب التجمع : القمة العربية

الحاضرين : جميع الدول العربية

دخلت جميع الدول الى القاعة وجلسوا فى مقاعدهم المخصصة .. يبدو على وجه كل دولة فيهم علامات الضيق .. جلسوا فى طريقتهم المستديرة منهم من يشرب الماء ومنهم من ينظر الى الساعة ويسأل مساعدة عن ميعاد الأقلاع .. ومنهم من من يهمس وعلامات الضيق تملأ وجهه "دولة بهذه العراقة لابد وان تنتظم فى المواعيد" وهمست دولة اخرى "من تظن نفسها لتتأخر كل هذا التأخير" ، ثم نادى المنادى "برجاء الوقوف لمصر" ، قامت الدول الأخرى وعلى وجهها ابتسامة صفراء تدل على كرههم الشديد لمصر .. حتى مصر .. كان يرتسم على وجهها مثل هذه الأبتسامة ، ومشت مصر فى القاعة حتى وصلت لكرسيها .. وبدأ الحاضرين بالهمس "ياااااه .. ما أصابها ؟؟ّ!" ، لقد كان لديهم حق الأستغراب .. فقد تحولت مصر من هذه الأم الجميلة التى تشعرك فى نظرتها بالطمأنينة والدفئ ووجهها المضئ مثل قرص الشمس فى ساعة غروب الى وجه بارد ، أبيض ، أطغي عليه معالم العجز ، والهم والغم قتلوا هذه النظرة التى تشعرك بالدفئ.
جلست مصر وأرتد نظارتها المخصصة للقراءة وبدأت تقلب فى الورق المرصوص امامها ، ثم قامت دولة وعلى وجهها معالم الضيق ولكن النفاق ينبعث من أبتسامتها "نريد جميعاً ان نحيي مصر على مجهوداتها العظيمة على مر السنين وانها فعلاً أمنا جميعاً" همست دولة فى سرها قائله "انها لسيت من عائلتى فى شئ .. اه لو أستطعت ان أتخلص منها .. الصبر"

بدأت مصر فى قراءة بضعه سطور التى سوف يتم أذاعتها على التلفاز لجميع دول العالم .. "نرحب بكم اليوم فى هذه القمة العربية .. وانه لشرفاً لى أن أستضيفكم فى أرضي .. وأتمنى أن يدوم بيننا الحب والتعاون والأستثمارات وأحترام المتبادل" وأشار المصور بأنتهاء التصوير ، وقامت مصر بقول بعض الكلمات .. "ها وقد أنتهينا من تصوير الكلمة ... بأمكانكم ان تعودوا على طبيعتكم .. كلها بضعه دقائق طويلة ننهيها وكل منا يذهب الى أرضه مرة اخرى ، اما الان فيجب ان نناقش بضعه أمور" قامت دولة وقالت "مثل ماذا ؟؟" ردت مصر "نفس الأمور التى تحدثنا فيها القمة الفائتة والى قبلها والتى يسبقها".

"نفتح الملف الأول : فلسطين والأحتلال الأسرائيلى" ، قامت فلسطين ويبدوا عليها معالم الضرب والكدامات والدم المتجمد على شفتيها وقالت "ما أستفد يوماً من أجتمعاتكم .. فأنتم تتحدثون كثيراً ولكنى لم أرى اى فعل .. اغيثونى .. اغيثوا الأقصى" قامت دولة وعلقت عليها "لماذا نساعدك ؟؟ نحن أفضل حالاً بدونك .. وحتى إذا ساعدناكى .. ما الفائدة التى سوف تعم علينا ؟؟ إن الخراب سوف يعم على شعبنا بسببك وإن شعبي لا يتحمل الحرب مرة اخرى" قامت دولة أخرى " لماذا نساعدك ونساعد شعبك ؟؟ شعبك الذى قام ببيعك لليهود ؟ ومن الممكن بعد مساعدتك وإخراج اليهود منك ينقضوا علينا .. هكذا افضل لى ولكم جميعاً" ثم قامت فلسطين مرة اخرى وصرخت " ماذا ؟؟! اهذه هى ؟؟ أكتب على اذل والهوان طوال عمرى ؟؟ أين هى الهتافات التى تنبح فيها أصواتكم .. وأنت –موجها الكلام الى مصر- كيف لى ان تتركينى ؟؟ اليست أسرائيل عدوتى وعدوتك؟؟" ردت مصر "اسفه .. انا وأسرائيل الن فى حالة سلام .. وانا لا أرغب فى أن أقيم حرب وأخسر ما تبقى لى من شعب وكرامة .. يكفى ان شعبى يموت كل يوم .. تكفينى الحرب الداخلية بين أبنائى .. لقد أنتهى وقتك .. أجلسى".

جلست فلسطين وهى تجهش بالبكاء لما تلقاه من معامله من "أشقائها العرب" ، ثم قالت مصر "نفتح الملف الثانى .. الثورة الليبية" .. أريد ان أهنئ شقيقتى ليبيا بثورتها المجيدة وإذا ارادت اى مساعدة عليها ان تأخذ بالأعتبار ثورة تونس وثورتى.

"الملف الثالت ... الثورة السورية" قامت سوريا هى الأخري ويبدوا عليها مثل ما يبدوا على فلسطين من مهانة وكدامات وضرب  "يجب أن تتدخلوا .. يجب أن تنقذوا ما تبقى من الشعب السورى .. أقتلوا هذا البشار .. تصرفوا !!" ردت دولة عليها "من قام أبنائه بقتل بعضهم البعض من الممكن و أن يقوموا بقتل أبنائنا فيما بعد .. ان حلك الوحيد هو ان تدفنى نفسك .. فبعد ما حدث لن يثق فيكى أحداً منا مهما حدث" ثم ألتفتت سوريا الى مصر "وانت يا أمى ... ما رأيك ؟؟" قالت مصر"يكفينى ان أستضيف أبنائك فى أرضى .. وانا لا أريد ان اتدخل فى مسائل عائلية بين أبنائك أما الأن .. فأجلسى ..أنتهى وقتك".

ثم قامت مصر باعلان أنتهاء هذه القمة ولكن قامت دولة وقاطعتها .. "ماذا أستفدنا نحن من هذا التجمع سوى سمع نحيب وبكاء وتعكير المزاج ؟" ردت مصر "أنها أجراء روتينى يجب ان نمر به .. حتى نبين للعالم ما نحن فيه من ترابط" ردت دولة أخرى "وانت ... برغم ما تزعميه من حضارة وعظمة .. تفشلى فى حل اى مشكلة لنا .. اذا لماذا تكونى أماً لنا ؟؟ من يجب ان تكون اماً هى المملكة العربية السعودية بكل ما تملكه من اموال ويوجد بها كل من المسجد الحرام و المسجد النبوي ... تسطيع ان تساعدنا جميعاً .. أما أنت .. فكل ما تفكرى فيه الأن هو حصولك على قرض ببضعه ملاليم"

ردت مصر وعلى وجهها العجوز المهموم علامات الحزن الجسيم " صدقونى .. لو أنى املك الحل لمشاكلكم لحللتها جميعاً .. ولكنى مثلكم .. القى ما تلقوه من قتل وسفك للدماء وسرقة وأحتلال .. أنا من أضاع شبابه فى حل مشاكلكم وأفنى حياته من اجلكم .. انا من حاولت ان أجمعنا كمملكة واحدة .. ولكن أنتم من منتعوا حدوث ذلك .. لولا اهتمامى بكم جميعاً لظللت محتفظة بشبابى و وجهى الجميل .. وبعد كل هذا تقولون انى لست أمكم ؟؟! هل تعرفون لماذا توقفت عن محاولة تجميعنا كمملكة واحدة ؟؟ ... لأنى يأست .. يأست من حبكم للتملك والمؤامرات الخفية التى تريدون منها القضاء علينا واحداً تلو الأخر .. أنت مثلاً –تشير الى دولة محددة- انت من ساعد فى قدوم هذا الحاكم .. انت من تسعين فى خرابى وتدميرى والحصول على ما بقى لى من مميزات .. كيف لى أن أٌمن لكم ؟؟ كيف لى ان اقنع أبنائى بكم وهم لا يقتنعون ببعضهم البعض ؟! .. أنا أمكم يا سادة .. وانى أظل أؤمن انه سيأتى يوم يذهب فيه كل هذا النفاق وتموت بيننا البغضاء ونكون امة واحدة .. ونحررك يا فلسطين .. وننقذك يا سوريا ونبيدك يا أسرائيل .. وان هذا الوقت لقريب .. كل ما نحتاجه هو التخلص .. التخلص من الكره الذى نكنه لبعضنا البعض .. وان ننسى التخوين لبعض الوقت .. وان لا نسمع لمن يسعون للإيقاع بيننا."

وساد القاعة صمت رهيب وكانها صحراء جرداء .. وبعض الدموع محبوسة فى عين هذه الدول تهدد بالأنهمار .. وقامت كل دولة وبالنظر الى الأرض فى خجل .. ثم قالت مصر "أنتهى الأجتماع يا سادة .. أراكم فى العام المقبل".

                                                    مصطفى زكريا الشابي.                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق